حقق المنتخب الأولمبي البلجيكي مفاجأة من العيار الثقيل، عندما فاز على نظيره الإيطالي 2-1 في المباراة التي جمعتهما السبت ، ليقصيه من الدور ربع النهائي ويخطف تذكرة الوصول إلى نصف النهائي من مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية حتى 24 من أغسطس الجاري. وفي المباراة الأخرى حققت البرازيل فوزاً صعباً على الكاميرون 2-صفر بعدما انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، ليصل راقصو "السامبا" إلى الدور نصف النهائي وسط حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر. في المباراة الأولى، تقدم مهاجم فياريال الإسباني جوسيبي روسي للإيطاليين في وقت مبكر، حيث نجح في ترجمة ركلة جزاء احتسبها الحكم على توماس فرمالين ورفع البطاقة الحمراء في وجهه لعرقلته روبرت أكوافريسكا المنفرد (18)، إلا أن البلجيكيين نجحوا في تحقيق المفاجأة عندما عادلوا النتيجة عبر موسى ديمبيلي الذي سدد كرة رأسية أبعدها لوكا تشيغاريني ليعتبرها الحكم عبرت خط المرمى (24). وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع، مرر توم دي مول كرة أمامية إلى مهاجم ليل الفرنسي كيفن ميرالاس الذي استدار على نفسه داخل منطقة الجزاء وسددها بيسراه زاحفة إلى يسار الحارس إميليانو فيفيانو مضيفاً الهدف الثاني لبلاده. وحصل الإيطاليون على ركلة جزاء أخرى بعدما شد سيب دي روفر قميص باولو دي سيلييه داخل المنطقة، انبرى لها الاختصاصي روسي بنجاح مرسلاً الكرة على يسار الحارس الاحتياطي إيف ما-كالامباي الذي دخل مكان لوغان بايلي المصاب (74)، ليحرز روسي التعادل ل "الآتزوري" وينفرد بصدارة الهدافين بعد إضافته الهدف الرابع إلى رصيده في البطولة. وفرض ديمبيلي مهاجم الكمار الهولندي نفسه نجماً من جديد عندما قاد هجمة مرتدة سريعة أنهاها بتسديدة زاحفة من مشارف المنطقة أخطأ الحارس فيفيانو في تقديرها فسكنت شباكه (79)، قبل أن يتساوى الفريقان في عدد اللاعبين بعد طرد الحارس الإيطالي بالبطاقة الحمراء المباشرة لضربه ميرالاس من دون كرة (81). وتلعب بلجيكا مع الفائز من مباراة نيجيريا وساحل العاج اللذين يلتقيان لاحقاً. من ناحيته، قدم منتخب البرازيل أسوأ مباراة له في "بكين 2008" حتى الآن، لكنه نجح في تحقيق الأهم والعبور إلى نصف النهائي بعد الفوز على الكاميرون 2-صفر في الوقت الإضافي. وأجرى مدرب البرازيل كارلوس دونغا تعديلاً أساسيًّا على تشكيلته معتمداً على رافايل سوبيس في خط الهجوم بدلاً من ألكسندر باتو الذي شارك أساسيا في المباريات الماضية، ولعب من خلفه كالعادة الثنائي رونالدينيو ودييغو الذي عانى منذ صافرة البداية من خشونة المدافعين الكاميرونيين الذين خسروا ستيفان مبيا بعد ربع ساعة فقط على انطلاق اللقاء بسبب الإصابة وحل مكانه ألان أوليه. وفي ظل سعي البرازيل إلى افتتاح التسجيل منذ الدقائق الأولى للقاء، باغت الكاميروني غوستاف بيبيه الجميع بتسديدة بعيدة المدى كادت تخدع الحارس رينان الذي حولها بأطراف أصابعه إلى ركنية (13)، تحولت بعدها المباراة مملة من دون أن تشهد أية فرصة حقيقية على المرميين. ولم تمض 6 دقائق على بداية الشوط الثاني حتى طرد المدافع الكاميروني البير بانينغ لنيله الإنذار الثاني، إثر خطأ قاس ارتكبه على لوكاس لايفا، لكن رغم الأفضلية العددية بدا المنتخب البرازيلي عاجزاً عن تهديد مرمى خصمه ولم ينجح في صنع فرص خطرة، في الوقت الذي تراجع فيه الكاميرونيون إلى الخلف خوفاً من اهتزاز شباكهم. ولجأ المنتخبان إلى وقت إضافي كان لسوبيس الكلمة الأولى فيه، إذ استغل ثغرة في الدفاع الكاميروني فانسل مستفيداً من تمريرة بينية من دييغو ثم لعب الكرة إلى الشباك من فوق الحارس آمور تينييمب فور خروج الأخير لملاقاته (101). وجاء الهدف البرازيلي الثاني بعد لعبة منسقة بدأت عند رونالدينيو الذي لعب الكرة إلى البديل تياغو نيفيس فمررها الأخير من لمسة واحدة إلى ظهير أيسر ريال مدريد الإسباني مارسيلو المندفع إلى المنطقة والذي تابعها بيمناه إلى الزاوية اليسرى لمرمى تينييمب (105). وبهذا الانتصار حقق منتخب البرازيل الساعي إلى الظفر بالميدالية الذهبية للمرة الأولى في تاريخه، ثأره القديم على الكاميرون، والذي يعود إلى العام 2000 في أولمبياد سيدني، حيث خطف الأسود الذهب مطيحين في طريقهم بالبرازيل من ربع النهائي. وتلعب البرازيل في نصف النهائي مع الفائز من مباراة الأرجنتين وهولندا التي تقام لاحقاً في شانغهاي.