تصل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى العاصمة الليبية طرابلس بعد ظهر اليوم في زيارة وصفت بالتاريخية، هي الأولى لوزير خارجية أميركي إلى ليبيا منذ 55 عاما، وذلك في إطار جولة مغاربية تشمل أيضا الجزائر والمغرب وتونس.ومن المتوقع أن تصل رايس التي أمضت ليلتها في العاصمة البرتغالية لشبونة إلى طرابلس حيث ستلتقي أولا نظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم، ثم تشارك الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مأدبة إفطار.وقالت الخارجية الأميركية إن زيارة رايس -التي تستمر أربعة أيام- ستفتح "عصرا جديدا" من العلاقات بين الولاياتالمتحدة وليبيا، التي شهدت تحسنا بعدما تخلت ليبيا عن برنامجها لأسلحة الدمار الشامل عام 2003. وترى طرابلس أن زيارة رايس تختم عودتها إلى المسرح الدولي وتشكل نجاحا مدويا لدبلوماسيتها الجديدة التصالحية التي يعتقد أن سيف الإسلام نجل القذافي كان له دور فعال فيها.واستبق القذافي زيارة رايس الاثنين الماضي بقوله "ليس من مصلحتنا أن نكون على خلاف مع الولاياتالمتحدة، لكننا لن نقبل أيضا أن نخضع لها".وكانت واشنطن قد وصفت الأربعاء الجماهيرية الليبية بأنها نموذج يحتذى به لإيران وكوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن "ليبيا مثال يثبت أنه إذا قام بعض البلدان بخيار يختلف عن خيارهم الراهن، تستطيع إقامة علاقات مختلفة مع الولاياتالمتحدة والبلدان الأخرى، وإننا نفي بوعودنا".وتعتبر زيارة رايس إلى ليبيا الأولى على هذا المستوى منذ زيارة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون فوستر عام 1953، كما تعد أكبر مسؤول أميركي يزور طرابلس منذ الزيارة التي قام بها نائب الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1957.وكانت الولاياتالمتحدة في سياق التحسن في علاقتها مع ليبيا قد قامت في يونيو/حزيران 2006 بشطب ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.وذكرت تقارير صحفية أن واشنطن تخطط لتطوير علاقاتها مع طرابلس في مجالات التجارة والاستثمار إضافة إلى الميادين الثقافية والسياسية والأمنية. "الجزيرة"