وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مساء الجمعة 5-9-2008 إلى طرابلس في زيارةٍ لليبيا وصفها المراقبون بالتاريخية. وحطَّت الطائرة التي تقل رايس نحو الساعة 17.15 بالتوقيت المحلي (15.15 بتوقيت غرينتش) في مطار معيتيقه العسكري قرب طرابلس لتصبح أول وزير خارجية أمريكي يزور ليبيا منذ أكثر من نصف قرن، واستقبلت لدى وصولها من قبل الأمين الليبي لشؤون الأمريكيتين في الخارجية الليبية أحمد الفيتوري، وقد اتخذت السلطات الليبية إجراءات أمنية مشددة أثناء هذه الزيارة. وقالت رايس في لشبونة حيث توقفت قبل التوجه إلى العاصمة الليبية: "إنها لحظة تاريخية"، وأضافت للصحفيين الذين رافقوها في الطائرة "بكل صراحة لم أكن أعتقد أبدًا أني سأزور ليبيا، إنه لأمرٌ مهم"، وتابعت: "إنها بداية و(مؤشر) انفتاح، وليست نهاية المطاف"، وقالت "أنا متلهفة للاستماع إلى وجهات نظر القائد (الليبي) حول (ما يجري) في العالم". وبهذه الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي لليبيا منذ 55 عاما، تأمل رايس أن تجسِّد نجاحًا دبلوماسيًا لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وأن تظهر لكوريا الشمالية وإيران الفوائد التي يمكن أن يحصلا عليها بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل، حيث كانت ليبيا تخلت في نهاية 2003 عن برامج أسلحة دمار شامل، ما فتح باب تطبيع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة والغرب. وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك قال قبل الزيارة "إن ليبيا مثال يظهر أنه لو أن بعض الدول اختارت أمرًا مغايرًا لما تفعله اليوم لكانت ترتبط بعلاقاتٍ مختلفة مع الولاياتالمتحدة وباقي العالم، و(يظهر) أننا نفي بوعودنا". وأقرَّت رايس بأن النفط يشكل أيضًا دافعًا لزيارتها ليبيا؛ وقالت "إن ليبيا تملك احتياطيًا كبيرًا مثبتًا وغير مثبت، وهي أيضًا تملك احتياطيًا مهمًا من الغاز، وهذا أمرٌ مهم". وترى ليبيا أن زيارة رايس تكرس عودتها إلى المسرح الدولي، وتشكل نجاحًا مدويًا لدبلوماسيتها الجديدة التصالحية. لكن بعد عشرات السنين من العلاقات المتوترة، ما زال القذافي حذرًا، وقال الاثنين إن "ملف الخلاف بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وليبيا أقفل نهائيًا، ونحن لا نطمع في صداقة أمريكا ولا في عداوتها، فقط يتركوننا في حالنا، والمهم أن العلاقات لن تكون فيها حروب ولا غارات ولا إرهاب". وقطعت العلاقات الليبية الأمريكية في العام 1981 بسبب دعم ليبيا المفترض للإرهاب، ولم تستأنف إلا في 2004 بعد إعلان الزعيم الليبي تخليه عن السعي إلى حيازة أسلحة دمار شامل.