وصفت الحركة الإسلامية في الأردن اتفاقية التسوية المبرمة بين عمّان والكيان منذ 14 عاما، واعتبرتها بأنها جلبت" مخاطر" أمنية متنامية للأردن، عدا عن المخاطر الثقافية والاجتماعية. وقال إرحيل الغريبة، نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، أكبر الأحزاب السياسية في الأردن، أن اتفاقية "وادي عربة" التي أبرمت عام 1994 "عادت على الأردن بنتائج وخيمة، تتزايد بمرور الوقت". مشيرا إلى أنه بالرغم من تلك الاتفاقية، إلا أن الإسرائيليين والأمريكيين يطرحون بين فترة وأخرى، مشروع "الوطن البديل"، القائم على اعتبار الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين. وطالب الغرايبة، في بيان صحفي، صدر بمناسبة الذكرى السنوية ال 14 لتوقيع الاتفاقية، التي تصادف اليوم الأحد (26/10)، بوضع "مبادرة وطنية من أجل بلورة موقف حاسم للتصدي لمؤامرة الوطن البديل الذي يحاول الكيان الصهيوني فرضها وفق تعبيره. واعتبر القيادي الإسلامي، أن معاهدة السلام بأنها أفرزت نتائج عكسية تتجلى مظاهرها بارتفاع وتيرة سعي الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن ورأى غرايبة أن هنالك تزايد مخاطر المحاولات الصهيونية لتسويق فكرة الوطن البديل في العالم"، مشيراً إلى "محاولات التحايل على حقوق اللاجئين وانتزاع اعتراف دولي بيهودية الكيان"، وفق ما ورد. وطالب بضرورة "مراجعة الاتفاقية التي زادت من الأطماع الصهيونية تجاه الأردن، وأثرت بصورة سلبية على الموقع الاستراتيجي للسياسة الأردنية في المنطقة وشوهت صورته الشعبية التي انقلبت بفعل المعاهدة من بوابة للمواجهة مع العدو إلى بوابة للتطبيع"، وفق تعبيره. ورأى أن المعاهدة "كبلت الشعب الأردني، إذ أنها كانت سبباً رئيساً في نكوص الإصلاح السياسي وتقزم الحريات العامة، وتراجع دور الإعلام، وسن العديد من التشريعات التي انتقصت من حقوق الأردنيين"، منوهاً إلى أنها عملت على إفراز "نتائج سلبية" على قطاعات الاقتصاد من صناعة وزراعة وسياحة. ورأى القيادي الإسلامي أن اللحظة التاريخية الراهنة "ملائمة لاستخلاص العبر و اتخاذ موقف حازم من المخاطر المحدقة بالأردن"، وفق تعبيره.