توالت ردود الفعل داخل العراق وخارجه على إعلان نتائج الانتخابات التي أجريت في أواخر الشهر الماضي وتمخضت عن فوز الائتلاف العراقي الموحد المدعوم من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، بأكثرية مقاعد الجمعية الوطنية يليها الأكراد ومن بعدهم قائمة رئيس الوزراء المؤقت إياد علاوي. ففي داخل العراق أعلن الائتلاف العراقي الموحد الذي يضم الأحزاب الشيعية الدينية الرئيسية بزعامة عبد العزيز الحكيم عن الشعور بخيبة الأمل لعدم حصوله على الأغلبية التي تمكنه من السيطرة على المجلس الذي من شأنه أن يقر الدستور الدائم للبلاد، حيث حصل على أكثر من أربعة ملايين صوت أي ما يعادل 48.1% من الأصوات. وقال الشيخ همام حمودي نائب عبد العزيز الحكيم إن حسابات الائتلاف أظهرت فوزا أكبر مما تحقق وأنهم توقعوا الحصول على 50% على أقل تقدير. وأثار شكوكا بشأن أسباب تأخير إعلان النتائج النهائية. وبخصوص توزيع المناصب وخاصة منصب رئيس الحكومة أعلن أحمد الجلبي الذي يتزعم إحدى مكونات لائحة الائتلاف الشيعي أنه يحظى بدعم هذه اللائحة لتولي منصب رئاسة الوزراء. وفي شمالي العراق احتفل الأكراد بنتائج الانتخابات خصوصا مجلس محافظة كركوك متعددة الأعراق, بعد إعلان مفوضية الانتخابات عن فوز الأكراد بما يقارب 60% من أصوات الناخبين في المحافظة. ويأتي هذا الإعلان في وقت أعرب فيه العرب والتركمان في المدينة عن اعتقادهم بأن انتخابات كركوك شابها التزوير وأنهم لا يمكنهم الاعتراف بها. ومن المرجح أن تقود هذه النتائج إلى توتر الموقف في المدينة التي تشهد انقسامات عرقية حادة. غير أن فرحة الأكراد تتجاوز كركوك, وأظهرت نتائج الانتخابات حصول تحالف الأكراد على المركز الثاني إذ حقق فوزا بنسبة 25% من مقاعد الجمعية الوطنية إثر حصوله على 2.175 مليون صوت. وفي هذه الأجواء أعلن زعيم الحزب الوطني الكردستاني جلال الطالباني أن التحالف الكردي -الذي يضمه والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني- مصمم على تولي منصب رئيس الجمهورية في خطوة أكد أنها تحظى بدعم الشيعة. أما لائحة رئيس الوزراء المنتهية ولايته إياد علاوي فقد جاءت بالمرتبة الثالثة بحصولها على 13.8% أي ما مجموعه 1168943 من الأصوات. بدوره أعرب الزعيم السياسي السني عدنان الباجه جي عن "خيبته" من ضعف تمثيل السنة, بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات العراقية. وقال في مقابلة متلفزة "أشعر فعلا بخيبة" من النتائج التي يمكن تفسيرها "بالمشاركة الضعيفة لبضع مناطق"، مما جعل "تمثيلنا في المجلس متعذرا". وأعرب عن أسفه في "ألا تتمثل مناطق مهمة من العراق وجزء كبير من الشعب" في الحياة السياسية. ووعد بالعمل على ضمان مشاركة السنة في الانتخابات التي يتوقع أن تجري في وقت لاحق من هذا العام. وتسود مخاوف من أن غياب تمثيل السنة يمكن أن يعوق الجهود الرامية لإنهاء المقاومة المسلحة فضلا عن كتابة دستور جديد للبلاد. وبمقتضى النتائج النهائية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات ستحصل لائحة الائتلاف الشيعي على 132 من مقاعد الجمعية الوطنية الجديدة البالغ عددها 275، واللائحة الكردية على 71 مقعدا، ولائحة علاوي على 38 مقعدا، ولائحة الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور على خمسة مقاعد، ولائحة جبهة تركمان العراق ثلاثة مقاعد. كما ستحصل لوائح النخب والكوادر الوطنية المستقلة المقربة من التيار الصدري واللائحة الشيوعية وقائمة التحالف الإسلامي الكردستاني مقعدين لكل منها، ولائحة منظمة العمل الإسلامي (شيعية) ولائحة تجمع الديمقراطيين العراقيين بزعامة عدنان الباجه جي ولائحة ائتلاف بين النهرين الوطنية المسيحية ولائحة المصالحة والتحرير بزعامة مشعان الجبوري على مقعد واحد لكل منها. وبما أن المقعد الواحد يتطلب الحصول على 30750 صوتا وفق نظام التمثيل النسبي الذي جعل من العراق دائرة انتخابية واحدة، فإن المقاعد ال 16 الأخرى المتبقية ستوزع على من ينال أكبر نسبة من الأصوات. وفي واشنطن أشاد الرئيس الأمريكي جورج بوش بنتائج الانتخابات مهنئا العراقيين على دورهم في إنجاح العملية الانتخابية، ولكنه دعا إلى الانتظار للتصديق عليها. كما أبدت الحكومة البريطانية موقفا مماثلا عبر عنه وزير الخارجية جاك سترو بتهنئة كل الأطراف التي فازت في الانتخابات. وعبر الأردن عن أمله بمشاركة فئات أوسع من العراقيين في الحكومة المقبلة، خصوصا في صوغ الدستور. غير أن تركيا أبدت رد فعل مغاير على نتائج الانتخابات العراقية خصوصا في منطقة كركوك مشككة في نزاهتها, ودعت مفوضية الانتخابات والأمم المتحدة للتدقيق بتلك النتائج. وخلصت وزارة الخارجية التركية في بيان لها بأن البرلمان العراقي المؤقت سوف لن يعكس بالضرورة مكونات الشعب العراقي الحقيقية. وعلى صعيد الوضع الميداني أعلن الجيش الأمريكي عن مصرع أربعة من جنوده الأحد، ثلاثة منهم بحادث سير، في حين قتل الرابع بهجوم مسلح في مدينة سامراء شمال بغداد. وأوضحت القوات الأميركية أن قاعدة عسكرية أمريكية قرب سامراء تعرضت لإطلاق نار مما أدى لمقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح. كما أفاد الجيش ألأمريكي بأن ثلاثة من جنوده لقوا حتفهم وأصيب خمسة آخرون بجروح لدى انقلاب مدرعة كانوا يستقلونها قرب منطقة بلد شمال بغداد. وفي شمال بغداد أيضا قتل ضابط كبير في الجيش العراقي في كمين استهدف سيارته أدى أيضا لمقتل اثنين من مرافقيه. كما قتل ثمانية آخرين في هجمات متفرقة, ستة منهم شمال العاصمة, في حين قتل مترجم يعمل مع القوات الإيطالية وابنه في الناصرية جنوب بغداد. وفي بغداد أعلنت الشرطة العثور على جثث ثلاثة مجهولين تعرضوا للتعذيب، ولم تستبعد احتمال أن يكونوا من رجال الشرطة أو الجيش. وأصيب ثلاثة مدنيين بجروح عندما صدمت سيارتهم قنبلة كانت تستهدف موكبا للشرطة عند مفترق طرق شرق العاصمة. وفي كربلاء جنوب بغداد قالت الشرطة العراقية إن سيارة مفخخة انفجرت عند المدخل الجنوبي للمدينة قبل أيام من بدء الاحتفالات بذكرى عاشوراء من دون وقوع إصابات. سبق هذه الواقعة انفجار سيارة مفخخة قرب نقطة تفتيش للقوات العراقية بين كربلاء والحلة أودى بحياة شخص واحد وجرح ثلاة آخرين. وعلى صعيد آخر وقع انفجار في خط لأنابيب الغاز شمال مدينة كركوك النفطية في شمالي العراق مما تسبب في إلحاق أضرار مادية، قالت شركة نفط الشمال إن الانفجار نجم عن "عمل تخريبي". المصدر:ق.الجزيرة/ وكالات: