قالت جبهة التوافق العراقية إنها ترفض النتائج الجزئية للانتخابات البرلمانية التي تم الإعلان عنها وأشارت لفوز الائتلاف العراقي الموحد الشيعي ب58% من الأصوات في محافظة بغداد وحصول الجبهة السنية على 19% من الأصوات فقط. واعتبرت الجبهة المكونة من ثلاثة كيانات سنية هي الحزب الإسلامي العراقي والمؤتمر العام لأهل العراق ومجلس الحوار الوطني العراقي أن النتائج التي أعلنتها أمس المفوضية العليا للانتخابات تزوير لإرادة الشعب ولعب بالنار. وقال قادة الجبهة في مؤتمر صحفي إن الجبهة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما وصفوه بالمشروع التآمري، وإنهم لن يسمحوا بتشكيل الجمعية والحكومة وفق النتائج المعلنه مهما كلفهم الثمن، حسب قولهم. واعتبر عدنان الدليمي رئيس القائمة أن إعلان النتائج لا يصب في مصلحة العراق والأمن والاستقرار في هذا البلد. من جانبه حمل الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي طارق الهاشمي، مفوضية الانتخابات كامل المسؤولية عما سماه التزييف الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على الوضع الأمني والاقتصادي. وأكد الهاشمي أن النتائج التي أعلنت عن محافظة بغداد فيها نسبة زيادة في عدد الأصوات تبلغ نحو نصف مليون صوت. أما إياد السامرائي (الحزب الإسلامي) فقد اعتبر في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن إعلان نتائج جزئية وغير رسمية بهذه الطريقة تمثل احتيالا واضحا تمهيدا لتثبيت واقع مرفوض. تقدم الائتلاف الشيعي وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت أمس نتائج أولية أظهرت فرزا طائفيا وعرقيا واضحا. ووفق تلك النتائج تقدمت قائمة الائتلاف العراقي الموحد بزعامة عبدالعزيز الحكيم ب58% من الأصوات في محافظة بغداد، وحازت جبهة التوافق العراقية 19%، والقائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي 14%, بينما استحوذ التحالف الكردستاني على الأصوات في محافظات شمال العراق. وقال المدير العام لمفوضية الانتخابات عادل اللامي في مؤتمر صحفي ببغداد إن الائتلاف الشيعي حصل على 1403901 صوت في العاصمة التي تضم 59 مقعدا بعد فرز 89% من أصل 2.7 مليون شخص أدلوا بأصواتهم في بغداد. ومن المتوقع أن يحتفظ الائتلاف العراقي الموحد بأغلبية برلمانية يسيرة رغم الإقبال الكبير للعرب السنة على الانتخابات الأخيرة. وكان الائتلاف موضع انتقاد مسؤولين أميركيين بسبب منحه صلاحيات واسعة للمليشيات الطائفية إبان توليه الحكومة الانتقالية. وبينما ينتظر العراقيون النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية تتواصل موجة العمليات المسلحة والاختطافات. فقد أفادت مصادر في الشرطة العراقية بأن الأردني محمود سعدات السائق في سفارة المملكة الأردنية في العراق قد اختطف في منطقة السيدية بالعاصمة بغداد. وفي تطورات ميدانية أخرى قتل مسلحون مجهولون اليوم ستة عراقيين بينهم ثلاثة من أفراد الشرطة في هجمات منفصلة في مدن عراقية متفرقة. على صعيد آخر قال الجيش الأميركي إن خمسة من جنوده يحاكمون عسكريا بتهم إساءة معاملة معتقلين في العراق بعد أن أقروا بأنهم مذنبون وصدرت بحقهم عقوبات بالسجن بين 30 يوما وستة أشهر. في سياق متصل بدأت أوكرانيا سحب قواتها العسكرية الموجودة في العراق، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن 900 جندي أوكراني سيحتفلون بعيد رأس السنة في بلادهم. وكانت هذا القوات متمركزة في محافظة واسط جنوب شرق بغداد، ونفذت مهمات أمنية بالتنسيق مع قوات عراقية، إضافة إلى المساهمة بإعادة إعمار العراق، وقد قتل 45 جنديا من أفرادها.