اتهم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي إيران بالتدخل في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة لمحاولة تشكيل حكومة عراقية تخدم مصالح طهران. ورغم أن كيسي أقر بعدم امتلاكه أدلة قوية وواضحة، فإنه أشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية تقول إن الإيرانيين شاركوا بقوة في دعم الأحزاب السياسية المناصرة لإيران في جنوب العراق. ويأتي الاتهام الأميركي في الوقت الذي وصف فيه الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني الانتخابات بأنها نصر للعراقيين على الأميركيين سيؤدي للإسراع في رحيل القوات الأميركية. وأضاف "نعرف منذ البداية أن الأميركيين سوف يغرقون في مستنقع في العراق وهذا هو ما حدث". وفي سياق محاولات الرئيس الأميركي لشرح إستراتيجيته في العراق يلقي جورج بوش غدا الأحد كلمة يبلغ فيها مواطنيه أن المهمة الأميركية في العراق دخلت مرحلة حرجة عقب الانتخابات التشريعية. ويسعى بوش لتعزيز تأييد الأميركيين للحرب وسط انتقادات بشأن ارتفاع عدد القتلى الأميركيين وضغوط من أجل جدولة سحب القوات الأميركية من العراق. في هذا الإطار قال الجنرال كيسي إن حجم القوات الأميركية في العراق سيتراجع من 150 ألفا جرى نشرها لتوفير الأمن للانتخابات إلى 138 ألف جندي بنهاية يناير/ كانون الثاني أو أوائل فبراير/ شباط، وهو الحد الأساسي لهذه القوات قبل الانتخابات. ويأتي ذلك بينما استطاع النواب الجمهوريون في مجلس النواب تمرير مشروع قرار يرفض تحديد جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق. على صعيد آخر قال صحيفة غارديان البريطانية الصادرة اليوم السبت إن الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا على الحكومة العراقية لحملها على إقالة وزير الداخلية بيان جبر صولاغ الذي اكتشفت أميركا أن القوات التابعة له كانت تمارس التعذيب بحق السجناء السنة. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تسعى لتفادي استخدام الوزارات العراقية في المستقبل لتحقيق مآرب طائفية في ظل الدور المؤكد للسنة في الحكومة العراقية القادمة بعد مشاركتهم الواسعة في الانتخابات الحالية. وأشارت إلى أن فضيحة معتقلات وزارة الداخلية تؤكد صدق دعاوى السنة بأن هذه الوزارة تمثل أحد أسوأ من يمارسون العدوان على العراقيين. وبينما تتواصل علميات فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت أول أمس أقرت المفوضية العليا للانتخابات في العراق بوقوع عدد من الخروقات في الانتخابات، وأعلنت تشكيل لجنتين للنظر في الشكاوى التي تقدمت بها جميع الأطراف. وقال المسؤول في المفوضية عز الدين المحمدي في مؤتمر صحفي أمس ببغداد إنهم تلقوا 178 شكوى تتعلق بخروقات بينها حملات دعائية غير قانونية، وتدخل مصحوب بالعنف، وحملات دعائية أثناء مرحلة الصمت الانتخابي، وانتهاكات لسلوك المراقبين في مراكز اقتراع. وأشارت المفوضية إلى أن الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات سيحتاج إلى أسبوعين أو أكثر. وقدرت عدد المشاركين في الانتخابات بما بين 10 و11 مليونا من أصل 15 مليون ناخب في أنحاء العراق. وهو ما يعني إذا تأكدت هذه الأرقام أن نسبة الإقبال تتراوح بين 67 و73%. وتعكس هذه الأرقام حجم الإقبال الكبير مقارنة ب58% شاركوا في انتخابات الجمعية الوطنية المؤقتة في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي و63% صوتوا في الاستفتاء على الدستور يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتشير نتائج غير رسمية إلى تقدم قائمة التحالف الكردستاني في المحافظات الكردية الثلاث في شمال العراق أربيل ودهوك والسليمانية. وقالت مصادر في مفوضية الانتخابات إن قائمة الائتلاف العراقي الشيعية بزعامة عبد العزيز الحكيم تتقدم في خمس محافظات بجنوب العراق هي النجف وكربلاء والقادسية وميسان وبابل. وأوضحت تلك المصادر أن قائمة الائتلاف حصلت على ما بين 70 و86% من أصوات الناخبين، في حين حلت القائمة العراقية الوطنية بزعامة إياد علاوي في المرتبة الثانية في بعض مناطق جنوب العراق. أما في المناطق ذات الغالبية السنية وسط العراق وفي محافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين ونينوى فجاءت جبهة التوافق العراقية في المرتبة الأولى تليها القائمة العراقية الوطنية بزعامة علاوي فيما حلت قائمة الائتلاف العراقي الموحد في المرتبة الرابعة. المصدر : وكالات