حققت الانتخابات التشريعية التي جرت أمس في العراق نسبة إقبال كبيرة بلغت 67% من أعداد الناخبين أي ما يساوي نحو 11 مليون ناخب، مقارنة ب58% شاركوا في انتخابات الجمعية الوطنية المؤقتة في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، حسب المسؤول في اللجنة الانتخابية حسين هنداوي. وعزا مراقبون هذا الإقبال الكبير إلى المشاركة الواسعة من السنة العرب الذين قاطعوا الانتخابات السابقة، ودعوة جماعات مسلحة إلى عدم استهداف مراكز الاقتراع حيث خلا يوم أمس -إلا من اليسير- من أعمال العنف. وحسب هؤلاء فإن هذه المشاركة ستؤدي إلى منافسة حادة بين القوى الرئيسية في الانتخابات قبل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. وقال السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاده "بما أنه لا يمكن لحزب واحد أن يحقق الأغلبية ستكون هناك حاجة إلى حكومة ذات قاعدة عريضة". وقد أظهرت توقعات أولية غير رسمية تقدم الائتلاف الشيعي الحاكم (قائمة الائتلاف العراقي الموحد) بزعامة إبراهيم الجعفري، استنادا إلى نسبة الإقبال الكبيرة في مناطق الأكراد والجنوب. وأشارت هذه التوقعات أيضا إلى منافسة قوية من القائمة الوطنية العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، تأتي بعدها قائمة التوافق العراقي الموحد التي تجمع ثلاث كتل سياسية سنية، هي الحزب الإسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي ومؤتمر أهل العراق الذي يتزعمه عدنان الدليمي ومجلس الحوار الوطني بزعامة الشيخ خلف عليان. وقد بدأت عمليات فرز الأصوات بعد وقت قصير من إغلاق مراكز الاقتراع. ورغم أن اللجنة الوطنية للانتخابات استبعدت ظهور النتائج الرسمية قبل أسبوعين، فإن مبعوث الأممالمتحدة إلى العراق أشرف غازي توقع ظهورها خلال أيام. ولقيت العملية الانتخابية في العراق إشادة دولية واسعة، حيث وصفها الرئيس الأميركي جورج بوش بأنها "خطوة أسياسية نحو تحقيق الأهداف الأميركية في العراق والمتمثلة في عراق ديمقراطي وبلد قادر على تسيير نفسه بنفسه والدفاع عن نفسه, نحو بلد حليف في الحرب على الإرهاب يكون مثلا قويا تحتذي به دول أخرى في المنطقة مثل إيران وسوريا". وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "لقد أثبت العراقيون اليوم أنهم -إذا منحوا الفرصة- يريدون نفس ما يريده بقيتنا وهو فرصة للحياة في ظل حكومة ديمقراطية". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن ارتياحه لحسن سير الانتخابات النيابية في العراق, معربا عن الأمل بأن يقبل كل طرف النتائج التي ستسفر عنها. وقال أنان في لقاء مع الصحافة إن "الانتخابات كانت جيدة حتى الآن". وأضاف "يبدو أن العنف قد تدنى قليلا, وتفيد الأخبار التي نتلقاها, بأن المشاركة يفترض أن تكون كثيفة... وهذا ليس مفاجأة, لأن السنة سيشاركون للمرة الأولى مشاركة تامة قدر الإمكان". كما رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دو هوب شيفر بتنظيم الانتخابات في العراق. وقال في بيان إنه "بفضل نسبة مشاركة مرتفعة ومشاركة أحزاب تمثل كل عناصر المجتمع العراقي, خطت العملية السياسية خطوة كبيرة إلى الأمام" في هذا البلد المصدر : الجزيرة + وكلات