شهد العراق اليوم الاحد الثلاثين من يناير 2005م اول انتخابات تعددية لاختيارنواب البرلمان ومجالس المحافظات اضافة الى اعضاء برلمان كردستان .. حيث فتحت مكاتب الاقتراع صباح اليوم فى كافة انحاء العراق . وصرح المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فريد ايار بان مكاتب الاقتراع في جميع انحاء العراق فتحت في وقت مبكر من صباح اليوم في اول انتخابات تعددية تشهدها العراق منذ اكثر من نصف قرن. وادلى الرئيس العراقي الشيخ غازي عجيل الياور بصوته في احد مراكز الاقتراع وهو اول من ادلى بصوته، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي تصريح صحفي وصف الرئيس العراقي الانتخابات بأنها "خطوة اولى نحو اقامة دولة ديموقراطية"، ودعا العراقيين الى التصويت من اجل العراق "لان هذا حق من حقوقهم".فيما وصف رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي الانتخابات بأنها لحظة تاريخية يرفع فيه العراقيون رؤوسهم عالية بتحديهم من وصفهم بالإرهابيين. من جانبه قال نائب الرئيس العراقي المؤقت إبراهيم الجعفري إن المشاركة في عملية التصويت تعد دليلا على أن صوت الكلمة أعلى من صوت الطلقة على حد تعبيره. وافادت المفوضية العليا للانتخابات ان هناك 2ر14 مليون ناخب تجاوزت اعمارهم 18 عاما. ويتنافس في انتخابات الجمعية الوطنية الانتقالية ومجالس المحافظات والمجلس الوطني لكردستان 17 الف مرشح و 223 لائحة, بينما يتنافس فى انتخابات المجلس الوطني 7761 مرشحا ضمن 111 لائحة لاختيار 275 عضوا. كما سيختار العراقيون اعضاء مجالس المحافظات ال18 بواقع 41 عضوا لكل منها باستثناء بغداد (51 عضوا). وسينتخب الاكراد 111 نائبا في برلمانهم. في تلك الاثناء عبر نائب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال توماس ميتز عن مخاوفه من تعطيل الانتخابات من قبل المسحلين في تصريحات صحفية ادلي بها اليوم للصحفيين قائلا " أن المعارضين للأنتخابات لن يتمكنوا من تعطيل اول انتخابات حرة في العراق منذ اكثر من 50 عاما" . وتوقع الجنرال ميتز ان الانتخابات ستكون صعبة في المناطق السنية التي تنتشر فيها المقاومة، لكنه اكد ان ملايين الاشخاص سيدلون بأصواتهم على رغم المقاومة. هجمات دامية : فعلى الصعيد الميداني قتل أكثر من 30 عراقيا وجرح العشرات في سلسلة هجمات دامية استهدفت مراكز الاقتراع في بغداد ومدن عراقية أخرى عقب بدء التصويت .وشهدت المنطقة الغربية من بغداد ستة هجمات انتحارية أسفر أحدثها عن مقتل شخص وجرح 16 آخرين، فيما قتل شرطي عراقي ومدني وجرح أربعة آخرون عندما فجر انتحاري حزاما ناسفا كان يلبسه بأحد مراكز الاقتراع في المنطقة نفسها. وسبق ذلك مقتل أربعة عراقيين وجرح ستة آخرين عندما فجر انتحاري نفسه في مركز انتخابي بمنطقة الإسكان غرب بغداد. ونقلت وسائل الاعلام عن مصادر عراقية أن ستة عراقيين قتلوا وجرح 13 آخرون في انفجار سيارة مفخخة عند حاجز أمني قرب مركز انتخابي بحي المنصور غربي بغداد ، تبعه انفجار آخر في نفس الحي استهدف مركزا انتخابيا ثانيا خلف ثلاثة قتلى على الأقل وعددا من الجرحى. في حين سقط عدد من القتلى والجرحى في هجوم صاروخي على مركز انتخابي بمدرسة ميسلون في المنطقة ذاتها. كما انفجرت سيارة مفخخة أخرى عند نقطة تفتيش كانت تتولى حماية مركز اقتراع غربي بغداد مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح أربعة أشخاص آخرين بينهم جنديان عراقيان. وفي هجوم آخر فجر انتحاري نفسه في طابور للناخبين قرب أحد مراكز الاقتراع في بغداد. وقالت مصادر الشرطة العراقية إن الانفجار أوقع إصابات في صفوف الناخبين دون ذكر عدد محدد من القتلى والجرحى. وفي حي الجميلة الواقع على مدخل مدينة الصدر ببغداد قتل أربعة أشخاص وأصيب سبعة جراء سقوط عدة قذائف هاون على مركز اقتراع. وفجر انتحاري نفسه وسط الناخبين في مركز اقتراع بمنطقة زيونة شرقي بغداد مخلفا ستة قتلى عراقيين وعددا من الجرحى. وفي وقت سابق سقطت قذيفتا هاون قرب وزارة الداخلية في الناحية الشرقية، فيما وقع تبادل لإطلاق النار بين مسلحين والشرطة العراقية والقوات الأميركية في منطقة بغداد الجديدة دون ورود معلومات عن وقوع إصابات. ولقي عراقيان مصرعهما عندما سقطت قذائف هاون على منزلهما في حي العامل جنوبي غرب بغداد بعدما أخطأت القذائف مركزا انتخابيا قريبا. وخارج العاصمة العراقية قتل شرطي في هجوم بقذائف الهاون استهدف مركزا انتخابيا في منطقة المحاويل بمحافظة بابل جنوب بغداد. وفي البصرة جنوبي العراق سقطت قذيفتا هاون قرب مركزي اقتراع شمالي المدينة دون وقوع إصابات. وذكرت مصادر الشرطة العراقية إن قواتها طاردوا الرجل الذي أطلق القذيفتين وتمكنوا من اعتقاله. وفي الموصل سمع دوي ستة انفجارات في ثالث كبرى المدن العراقية دون أن يعرف ما أسفرت عنه من إصابات. وفي مدينة بعقوبة شمال غرب بغداد تعرض مقر تابع للقوات الأميركية لهجوم بصواريخ الكاتيوشا شمالي المدينة. وقد اندلعت إثر الهجوم اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في أحياء متفرقة من بعقوبة، ولا تزال شوارع المدينة خالية فيما أدلى عدد قليل من الناخبين بأصواتهم في المدينة.وتعرض مطار كركوك الذي تتخذه قوات الاحتلال الأميركية مقرا لها لهجوم بقذائف الهاون بعد دقائق من فتح مراكز الاقتراع في المدنية التي تشهد توترا عرقيا. وقد سمعت صفارات الإنذار في المنطقة كما حلقت المروحيات الأميركية في سماء المدينة. وفي سامراء شمال بغداد سقطت ثلاث قذائف هاون على مدرسة تضم مركز اقتراع في سامراء صباح اليوم دون وقوع خسائر. وكان رئيس مجلس مدينة سامراء قد أشار في وقت سابق إلى أن الانتخابات لن تجرى في المدينة بسبب الأوضاع الأمنية. الاقبال على مراكز الاقتراع: وفي جانت اخر ذكرت التقاير الاخبارية انه برغم من هذه الهجمات الا ان إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع في أنحاء العراق كان كان مشجعا حيث توجه الناخبون بأعداد صغيرة إلى أماكن التصويت وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة0لكن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قالت إن نسبة المشاركة بلغت 72% من الناخبين المسجلين قبل ساعات قليلة من الموعد المحدد لإغلاق مراكز الانتخاب. واكدت التقارير ان الخوف من الهجمات خيم على أجواء الانتخابات في بعض المناطق العراقية وخصوصا في بغداد والمناطق الجنوبية من البلاد التي تقطنها أكثرية من الشيعة والمناطق الشمالية التي يسكنها الأكراد، حيث بدت مراكزالاقتراع في مناطق السنة وسط البلاد خالية أو شبه مهجورة.وكان رجال الأمن العراقيون من بين أوائل من أدلوا بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي فاق تعدادها 5200 في أنحاء البلاد ليتفرغوا لتأمين العملية الانتخابية.ففي مدينة النجف سار المئات بهدوء إلى مراكز اللجان الانتخابية دون حوادث، حيث فرضت السلطات هناك أشد الإجراءات الأمنية حول المدينة ومنعت غير سكان المدينة من الإقامة فيها قبل أيام من الانتخابات.وفي البصرة ثاني كبرى المدن العراقية والواقعة جنوبي البلاد اصطف الناخبون أمام مراكز الاقتراع رغم تعرض مركزين انتخابيين شمالي المدنية لهجومين بقذائفهاون لم يسفرا عن وقوع إصابات. وقالت الشرطة فى المدينه إنها اعتقلت مطلق القذيفتين بينما كان في طريقه دخول أحد المساجد. اما مراكز الاقتراع في الموصل ثالث أكبر مدينة عراقية فقد شهدة إقبالا متفاوتا بين حي وآخر. وفي المناطق الكردية بشمال العراق، حيث الحالة الأمنية أفضل والناس أقل خوفا من وقوع هجمات تواصل تدفق الناخبين على مراكز الاقتراع، وبينما شارك الناخبون الأكراد والتركمان في منطقة كركوك بكثافة في الانتخابات شهدت الأحياء لعربية من المدينة ضعفا في المشاركة.أما في محافظات الأنبار وصلاح وديالى فقد هجرت معظم مراكز الاقتراع من مسؤولي لانتخابات والناخبين على حد سواء، أما المراكز التي استقبلت القلة من الناخبين فقد فتحت أبوابها متأخرة عدة ساعات عن الموعد المحدد. وبينما فتح مركز اقتراع واحد في سامراء لم تشهد الرمادي كبرى مدن الأنبار ي عملية انتخابية في حين لم يقترع سوى ناخب واحد في أحد مراكز الاقتراع بتكريت . وقد أدلى أركان الحكومة العراقية المؤقتة بأصواتهم في المنطقة الخضراء ببغداد فور فتح مراكز الاقتراع. خروقات : وفيما يخص الخروقات اعلنت الهيئة التي تشرف على نحو عشرة الاف مراقب عراقي مستقل للانتخابات اليوم قبيل اغلاق مكاتب الاقتراع ان هذه الانتخابات الاولى التي تجري في العراق بمشاركة احزاب عدة منذ اكثر من خمسين عاما لم تشهد سوى خروقات قليلة جدا.وقال نجم الربيعي المتحدث باسم منظمة "عين" التي نشرت عشرة الاف مراقب في مجمل المناطق العراقية ان مراقبين المنظمة لاحظوا بصورة عامة ان الانتخابات جرت بشكل ممتاز ولم تشهد سوى القليل من اعمال العنف والخروقات .ولم يشر الى الاعتداءات التي حصلت في بغداد لكنه كشف عن فتح عدد من مراكز الاقتراع في وقت متاخر قائلا لم نلحظ اي خروقات من جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .واكد الاقبال الواسع في محافظات كردستان لكنه اقر بمواجهة مشاكل في مركزي اقتراع في السليمانية عندما رفض الموظفون في المفوضية دخول المراقبين الا انه تم حل المشكلة ،مشيرا الى انه لم تكن اي مشكلة في اربيل ودهوك حيث كانت عملية التصويت منظمة حيث شهدت مكاتب الاقتراع اقبالا كبيرا . مراكز الاقتراع خارج العراق: وفي مراكز الاقتراع الموجودة خارج الاراضي العراقية وقع اشتباك بين جماعتين من الناخبين العراقيينفى أحد المراكز الانتخابية الثلاثة التى اقيمت فى بريطانيا من اجل مشاركة العراقيين هناك.وذكر راديو لندن أن عددا من العراقيين الذين جاءوا للتصويت ومعظمهم من الاكرادتشاجروا مع عراقيين عرب كانوا يحتجون على الانتخابات فى مدينة مانشستر البريطانية.وأشار الراديو الى انه تم احراق بعض الاعلام وأصيب رجل جروح. اما مراكز التصويت الأحدى عشر المنتشرة في عدد من المدن الأردنية فقد شهدت إقبالا متواضعا بعد إغلاق صناديق الإقتراع في يومها الثاني الذي استمر حتي مساء اليوم .وبحسب مصادر منظمة الهجرة الدولية المشرفة على برنامج الإنتخابات العراقية في الخارج فإن عدد العراقيين المقيمين في الأردن والذين سجلوا للإقتراع لم يتجاوز العشرين ألف ناخب فيما تشير الأرقام غير الرسمية إلى أن العدد التقريبي للعراقيين المقيمين في الأردن يزيد عن أربعمائة وخمسين ألف مواطن، الأمر الذي يعكس عدم تفاعل العراقيون في الخارج مع العملية الإنتخابية الجارية حاليا. وفي العاصمة السورية دمشق كان قد بداء العراقيون المقيمون فيها يوم الجمعة الماضية الإدلاء بأصواتهم في والتي استمرت ثلاثة أيام. وأقيمت تسعة مراكز اقتراع في العاصمة السورية حيث توجد تجمعات عراقية. وقد عزت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عدم وجود مراكز اقتراع خارج العاصمة لكون الاتفاق مع الحكومة السورية وقع مطلع الشهر الجاري ولم يسمح الوقت الفاصل عن موعد الانتخابات بتنظيم عمليات اقتراع في العديد من المناطق السورية التى يعتقد أن آلاف اللاجئين العراقيين يقيمون فيها. ويفترض أن يشارك العراقيون المقيمون في لبنان في التصويت في العاصمة دمشق. وتردد أن 400 عراقي أتوا من لبنان للتسجيل للعملية الانتخابية، لكن الحركة في المركز المخصص كانت أقل من عادية. وسيبدأ فرز أصوات الذين شاركوا في الانتخابات يوم الاثنين المقبل على أن تسلم للحكومة العراقية في الليلة نفسها أو في اليوم التالي. ومع اقتراب ساعات الليل اغلقت مراكز الاقتراع فى مختلف المدن والمحافظات العراقية فى تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم بتوقيت العراق بعد انتهاء العملية الانتخابية من خلال 5171 مركزا انتخابيا. وقال عادل اللامى رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فى العراق ان عملية فرز الاصوات ستبدا فور اغلاق صناديق الاقتراع متوقعا ان يتم اعلان النتائج فى موعد اقصاه العاشر من فبراير المقبل . واعرب اللامى عن امله فى ان تنتهى عملية الفرز قبل ذلك الموعد لاعلان النتيجة النهائية 00مشيرا الى ان المفوضية العليا للانتخابات ستنتظر ابلاغ نتائج الانتخابات التى جرت خارج العراق والتى شملت 14 دولةوشارك فيها 186 الف ناخب . وبعيدا عن التكهنات التي تشير الى ان الذي سيحكم العراق سيكون يدا لواشنطن .. ماهو مستقبل الامن والاقتصاد العراقي بعد الانتخابات ..