بدأ العراقيون بالخارج اليوم الجمعة 5-3-2010 الإدلاء بأصواتهم في 45 مدينة عربية وأجنبية في 16 دولة خلال عملية التصويت المبكرة تمهيداً لانتخابات البرلمان المقررة يوم الأحد المقبل بالعراق. يأتي ذلك بعد تصويت مبكّر للجيش والشرطة جرى وسط أحداث عنف خلفت عشرات القتلى والجرحى. وقالت مفوضية الانتخابات العراقية إن مراكز الاقتراع خارج البلاد يتناسب توزيعها مع عدد العراقيين المقيمين ب16 دولة وافقت على إجراء الانتخابات على أراضيها. وأعلنت المفوضية فتح المراكز بكل من سوريا والأردن وإيران ومصر والإمارات ولبنان وتركيا, إضافة إلى السويد وهولندا وألمانيا وبريطانيا والنمسا والدنمارك, وصولاً إلى الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا. كما خصصت المفوضية للناخبين ما يزيد على 1000 محطة, موزعة على 45 مدينة جرى اختيارها وفقاً لكثافة العراقيين الموجودين بهذه الدول. وأشارت إلى أنه بمقدور العراقيين المقيمين بدول لا توجد فيها مكاتب اقتراع الإدلاء بأصواتهم بدول مجاورة لهم. وتسبق عملية الاقتراع بالخارج مثيلاتها في الداخل، وتمتد ثلاثة أيام على أن تنتهي بالموعد المحدد للاقتراع داخل العراق أي بالسابع من الشهر الجاري. وقد خُصص الاقتراع الخميس لقوى الأمن العراقية والأطباء والموقوفين للإدلاء بأصواتهم قبل 3 أيام من الانتخابات البرلمانية. التصويت المبكّر وكان قد أدلى أفراد الجيش والشرطة والسجناء والمرضى بالمستشفيات والكوادر الطبية بأصواتهم أمس في عملية التصويت المبكرة. وتخلّلت أعمال العنف عملية الاقتراع المبكر أمس ، حيث قتل 17 وأصيب العشرات بهجمات استهدفت مراكز انتخابية في بغداد. وكان 33 شخصاً قتلوا في تفجيرات هزت محافظة ديالى الأربعاء واستهدفت مراكز للشرطة. وأوضحت المصادر أن "انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجّر نفسه وسط تجمع لعناصر من الجيش قرب مركز انتخابي مجاور لتقاطع الأميرات في حي المنصور، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة 15 آخرين بجروح"، وبعد مرور أقل من نصف ساعة فجر انتحاري بحزام ناسف نفسه قرب مركز انتخابي للجيش في منطقة باب المعظم" شمال بغداد. وسبق الانفجاران سقوط صاروخ على مبنى سكني في منطقة الحرية في شمال بغداد أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أربعة أطفال. وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت في وقت سابق مقتل خمسة في الهجوم نفسه. وقال مسؤول الإسعاف الفوري في شمال بغداد محمد مهدي إن "الهجوم أوقع سبعة قتلى بينهم أربعة أطفال وإصابة 23 بينهم 10 أطفال". وقال شاهد العيان ويدعى أبونبيل "كنت واقفاً أمام المبنى لدى سقوط القذيفة على السطح، وانهارت أجزاء من العمارة قربي، وكان دوي الانفجار هائلاً". زيباري يتهم دول جوار بالتدخل سياسياً، اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دول جوار بمحاولة التأثير في نتائج الانتخابات التي تجرى الأحد المقبل، والتي تعتبر اختباراً حاسماً لخروج البلاد من سنوات الحرب وأعمال العنف الطائفية. وقال "هذه ليست مجرد انتخابات عراقية هذه انتخابات إقليمية يتابعها جيران العراق عن كثب. بعضهم يشارك بنشاط في دعم بعض الجماعات محبذين نتائج معينة. ولذلك علينا أن نكون حذرين بعدم السماح لهذا التدخل الخارجي بأن يؤثر في نتائج الانتخابات وهذا ينطبق على جميع الدول لا استثني منها واحدة". ولم يتحدث زيباري عن تصرفات محددة لكنه قال إن التدخل شمل الدعم المالي لبعض الأحزاب. ويشعر عراقيون بالقلق من تأثير ايران على حكومة بغداد التي يقودها الشيعة ومن أنشطة تجري في سوريا من جانب أناس موالين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومن تمويل جماعات إسلامية متمردة. انتخابات لقطاع الأمن والخدمات وشارك حوالي 800 ألف ناخب من قوات الأمن وسجناء صدرت بحقهم أحكام تقل عن خمسة أعوام والمرضى في المستشفيات. وفتحت المراكز الانتخابية أبوابها عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً (05:30 ت غ)، فيما فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الاقتراع. وفي مستشفى ابن الهيثم، وسط بغداد، أدلى حوالى 25 مريضاً بأصواتهم وفقاً للعاملين مع المفوضية العليا المستقلة الانتخابات هناك. وقالت نضال الموظفة في المستشفى بعد الإدلاء بصوتها "لن أكشف عن اسم من انتخبته لكنه علماني، أرجو له الفوز من أعماق قلبي، فالعراق لا يمكن أن يحكمه إسلاميون". وأضافت المرأة الأربعينية المحجبة بينما كانت تمسح الحبر عن أصبعها "العراق بحاجة إلى منقذ". وستجري الانتخابات الأحد المقبل بمشاركة أكثر من 6000 مرشح يتنافسون على 325 مقعداً في حين يبلغ عدد الناخبين المسجلين قرابة 19 مليوناً. وفي المركز الانتخابي في مدرسة الكميت في كرادة خارج، وسط بغداد، كان أول الناخبين أحمد محسن (37 عاماً) المفوض في شرطة بغداد. وقال بعد أن أدلى بصوته إن "الانتخابات ستغير كثيراً من الأمور التي عشناها وهي أفضل مخرج للوضع السياسي الصعب في العراق، أعتقد أن الأوضاع ستتحسن بنجاح الانتخابات". وأكد محسن الذي يرتدي ملابس الشرطة "أدليت بصوتي لصالح الائتلاف الوطني العراقي واخترت (رئيس الوزراء السابق إبراهيم) الجعفري لأنه أفضل من يستطيع تحسين الأوضاع بالبلاد". من جهته، قال مرتضى سمير (30 عاماً) العريف في الجيش إن "الدافع الوطني بهدف اختيار الأمثل لقيادة البلاد، دفعني للمجيء للتصويت لائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. ويتوافد العشرات من الجنود والشرطة للإدلاء بأصواتهم. وقال مسؤولون في المفوضية العليا للانتخابات إن المركز يغلق أبوابه عند الساعة 17:00 (14:00 ت غ) عصراً. وفي المركز مكاتب عدة لكل منها قائمة بأسماء الناخبين حسب الحروف الأبجدية، وسجلات مخصصة للمحافظات بحيث يعلن الناخب فور دخوله عن اسمه والمحافظة التي يتحدر منها قبل أن يستلم ورقة الاقتراع ويدلي بصوته.