قتل ما لا يقل عن 14 شخصاً نصفهم من عناصر الجيش العراقي وجرح 25 آخرون في ثلاثة هجمات، اثنان منها انتحاريان استهدفا مركزين انتخابيين مخصصين للقوات الأمنية في شمال بغداد وغربها، وذلك مع بدء الاقتراع المبكر اليوم الخميس 4-3-2010. وأوضحت المصادر أن "انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه وسط تجمع لعناصر من الجيش قرب مركز انتخابي مجاور لتقاطع الأميرات في حي المنصور، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة 15 آخرين بجروح"، وبعد مرور أقل من نصف ساعة فجر انتحاري بحزام ناسف نفسه قرب مركز انتخابي للجيش في منطقة باب المعظم" شمال بغداد. وسبق الانفجاران سقوط صاروخ على مبنى سكني في منطقة الحرية في شمال بغداد أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أربعة أطفال. وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت في وقت سابق مقتل خمسة في الهجوم نفسه. وقال مسؤول الإسعاف الفوري في شمال بغداد محمد مهدي إن "الهجوم أوقع سبعة قتلى بينهم أربعة أطفال وإصابة 23 بينهم عشرة أطفال". وقال أحد شهود العيان لفرانس برس ويدعى أبو نبيل، "كنت واقفاً أمام المبنى لدى سقوط القذيفة على السطح، وانهارت أجزاء من العمارة قربي، وكان دوي الانفجار هائلاً". وبدأت عملية التصويت الخاص التي يشارك فيها 950 ألفاً من عناصر القوات الأمنية وبعض السجناء والمرضى في المستشفيات والكوادر الطبية في اقتراع مبكر اليوم الخميس 4-3-2010، والذي يسبق الانتخابات العامة المقررة يوم الأحد المقبل. انتخابات لقطاع الأمن و الخدمات ويشارك حوالي 800 ألف ناخب من قوات الأمن وسجناء صدرت بحقهم أحكام تقل عن خمسة أعوام والمرضى في المستشفيات. وفتحت المراكز الانتخابية أبوابها عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً (05:30 ت غ)، فيما فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة حول مراكز الاقتراع. وفي مستشفى ابن الهيثم، وسط بغداد، أدلى حوالى 25 مريضاً بأصواتهم وفقاً للعاملين مع المفوضية العليا المستقلة الانتخابات هناك. وقالت نضال الموظفة في المستشفى بعد الإدلاء بصوتها "لن أكشف عن اسم من انتخبته لكنه علماني، أرجو له الفوز من أعماق قلبي، فالعراق لا يمكن أن يحكمه إسلاميون". وأضافت المرأة الأربعينية المحجبة بينما كانت تمسح الحبر عن أصبعها "العراق بحاجة إلى منقذ". وستجري الانتخابات الأحد المقبل بمشاركة أكثر من ستة آلاف مرشح يتنافسون على 325 مقعداً في حين يبلغ عدد الناخبين المسجلين قرابة 19 مليوناً. وفي المركز الانتخابي في مدرسة الكميت في كرادة خارج، وسط بغداد، كان أول الناخبين أحمد محسن (37 عاماً) المفوض في شرطة بغداد. وقال بعد أن أدلى بصوته إن "الانتخابات ستغير كثيراً من الأمور التي عشناها وهي أفضل مخرج للوضع السياسي الصعب في العراق (...) أعتقد أن الأوضاع ستتحسن بنجاح الانتخابات". وأكد محسن الذي يرتدي ملابس الشرطة "أدليت بصوتي لصالح الائتلاف الوطني العراقي واخترت (رئيس الوزراء السابق إبراهيم) الجعفري لأنه أفضل من يستطيع تحسين الأوضاع بالبلاد". من جهته، قال مرتضى سمير (30 عاماً) العريف في الجيش إن "الدافع الوطني بهدف اختيار الأمثل لقيادة البلاد، دفعني للمجيء للتصويت لائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. ويتوافد العشرات من الجنود والشرطة للإدلاء بأصواتهم. وقال مسؤولون في المفوضية العليا للانتخابات إن المركز يغلق أبوابه عند الساعة 17:00 (14:00 ت غ) عصراً. وفي المركز مكاتب عدة لكل منها قائمة بأسماء الناخبين حسب الحروف الأبجدية، وسجلات مخصصة للمحافظات بحيث يعلن الناخب فور دخوله عن اسمه والمحافظة التي يتحدر منها قبل أن يستلم ورقة الاقتراع ويدلي بصوته.