غداة استحقاق تاريخي انجزه العراقيون قد تصل اثاره الى البلدان المجاورة, تتواصل عملية فرز اصوات الناخبين في كوندوليزا رايس الاحد 16-10-2005 ان الاستفتاء الذي تدعمه الولاياتالمتحدة الاستفاء على مسودة الدستور وسط استمرار الهدوء الامني نسبيا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية على مشروع الدستور العراقي ربما يكون قد أسفر عن اقرار الدستور. وأضافت في حديث للصحفيين خلال زيارتها للندن "يفترض معظم الناس القريبين من مراكز الاحصاء انه قد أقر." وأشادت رايس بحجم الاقبال ولا سيما في مناطق العرب السنة حيث قالت ان هناك زيادة كبيرة في المشاركة بالمقارنة بحجم المشاركة في الانتخابات البرلمانية في يناير/كانون الثاني. وقالت ان هذه النتيجة من شأنها تقليل أعمال العنف التي يشنها المسلحون. من جهته، اعلن مسؤول في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اليوم الاحد ان 71% من المقترعين في محافظة صلاح الدين السنية قالوا "لا" للدستور العراقي في الاستفتاء الذي جرى السبت. وقال صلاح خليل فرج مدير مكتب الفوضية في محافظة صلاح الدين لفرانس برس ان "71% من المقترعين في محافظة صلاح الدين قالوا +لا+ للدستور العراقي". واوضح ان "هذه النتيجة هي اولية وليست نهائية وسيتم تدقيق النتائج لكي تعلن نتائجها الرسمية النهائية عند الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي (14,00 تغ)". وبدات عملية الفرز مساء السبت فور اغلاق مكاتب الاقتراع على ان تستمر عدة ايام تبدا خلالها النتائج الاولية غير الرسمية بالظهور. وقال المسؤول الرفيع في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عبد الحسين الهنداوي للوكالة الفرنسية ان المفوضية "تدقق في نسبة المشاركة" التي ما تزال اكثر من 61% على الصعيد الوطني. واعلن مصدر اخر في المفوضية عن احتمال صدور نتائج غير رسمية للاستفتاء في العشرين من الشهر الحالي. وقال فريد ايار "ربما نستطيع خلال اليومين المقبلين اعلان نتائج جزئية وغير رسمية لوسائل الاعلام والتي ربما تكون على الارجح خلال خمسة ايام المقبلة اي في العشرين من هذا الشهر". واضاف "عندما ستعلن النتائج في العشرين من هذا الشهر ستدرس اللجنة القانونية في المفوضية الطعون المقدمة وتتحقق من صحتها وبعد ذلك سيتم تصديق النتائج النهائية, وربما في الرابع والعشرين ستكون النتائج كاملة". واوضح ايار ان "الطعون يجب تقديمها خلال ثلاثة ايام من يوم الاستفتاء وتقدم الى مكتب المفوضية في المحافظة او المركز الوطني للمفوضية في بغداد او عبر البريد الالكتروني" للمفوضية. وكان عادل اللامي احد مسؤولي المفوضية قد اعلن في وقت سابق انه سيتم اعلان النتائج في "غضون ثلاثة ايام". ودعي 15,5 مليون ناخب للادلاء باصواتهم وسط هدوء نسبي مقارنة مع اعمال العنف التي وقعت اثناء الانتخابات العامة في يناير/كانون الثاني الماضي. ووفقا لتقديرات اولية, كانت نسبة المشاركة جيدة في الجنوب الشيعي ومناطق الاكراد من حيث التصويت ايجابا, كما كانت جيدة ايضا على ما يبدو لدى العرب السنة لكن من دون معرفة اتجاهاتها بالتحديد. وللمفارقة, فان نسبة المشاركين في كربلاء (110 كم جنوب) لم تتجاوز 60% وفقا للارقام النهائية بينما بلغت في تكريت معقل الرئيس المخلوع 81% حسب مصادر المفوضية. وقال سلام المسعودي من مكتب المفوضية العليا في كربلاء لوكالة فرانس برس ان "نسبة المشاركة بلغت 60% في المحافظة بينها 95% نعم" في حين اكد مسؤول في المفوضية في تكريت ان نسبة المشاركة في محافظة صلاح الدين وصلت الى 81%". واضاف ان "مجموع المشاركين في العملية في محافظة صلاح الدين هو 461,815 من اصل 564,483 ناخبا". على الصعيد الامني, يستمر الهدوء النسبي في جميع انحاء العراق بشكل عام اذ لم يسجل سوى سقوط قذيفتين في المنطقة الخضراء في بغداد لم توقعا اي اصابة. الى ذلك, تتواصل الاشادة عالميا بعملية التصويت على مسودة الدستور. وهنأ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الشعب العراقي الذي "تحدى للمرة الثانية هذه السنة الظروف الصعبة وتهديد العنف ليمارس حقه في التصويت" واصفا الاستفتاء بانه "فرصة مهمة للعراقيين للتعبير عن آرائهم السياسية". واضاف في بيان "ايا كانت النتيجة, فان الامين العام يعتقد ان هذا الاستفتاء يوفر فرصة لجميع العراقيين لتخطي مرحلة العنف وليتحدوا بروح من المصالحة الوطنية لبناء عراق ديموقراطي وموحد ومزدهر".