رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بعد عصر أمس انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الرابعة والعشرين الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً بالجنادرية . بحضور العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد إمارة أبوظبي وضيوف المملكة وفي الحفل الخطابي والفني الذي أقيم بالمناسبة القى صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان كلمة أكد فيها أن الجنادرية بتراثها وثقافتها وكما عودها الملك المفدى في كل دورة من دورات المهرجان الوطني تفتح ذراعيها لهذه الرعاية الكريمة والتشريف الكبير ، مرحبا به وبمقدمه الميمون وبصحبه الكرام في هذا المساء العاطر الجميل . وعد سموه المهرجان الوطني للتراث والثقافة أحد معالم نهضة هذه البلاد المباركة التي حرص خادم الحرمين الشريفين منذ زمن مبكر على إقامته لتحقيق الأهداف السامية والغايات النبيلة التي يتحرك من خلالها تأصيلا للتراث وإحياء لمنارات الثقافة ودعما للقدرات الإبداعية لأبناء هذا الوطن . وعزا سموه ما تحقق للمهرجان خلال مسيرته التي امتدت خمسا وعشرين عاما من نجاحات إلى توفيق الله عز وجل ثم دعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين ومتابعة سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني ورئيس اللجنة العليا للمهرجان حتى أصبحت الجنادرية منظمة مترابطة تمثل رمزا مضيئا لوحدة هذا الوطن التي أرسى دعائمها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن " طيب الله ثراه". وأوضح أن المهرجان قام بدوره الرئيسي وأهدافه السامية لتأكيد هوية وأصالة هذه البلاد والمحافظة عليها من رياح التغير والتبدل التي هبت على العالم معتمدا على القيم والمبادئ التي تنطلق من الدين الحنيف والشريعة الإسلامية ومن ثوابت أصيلة منهجا ونهجا لا تحيد عنها هذه البلاد ولا تزايد عليها . وقال سموه لقد عودنا خادم الحرمين الشريفين على تبني الأعمال الجسام والقضايا المصيرية التي تلامس حياة الإنسان في شتى بقاع الدنيا , فأنت يا سيدي تسعى إلى التقارب والتسامح والتعايش بسلام بين مختلف الشعوب ، ومن هنا جاءت دعوتكم المستمرة للحوار بين أصحاب الديانات منطلقين من قوله تعالى } قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بينا وبينكم { ، وقد واصلتم العمل في هذا الجانب الذي ظهرت نتائجه في الاجتماع الأول في مدريد وكذلك الاجتماع الثاني في نيويورك ليكون العالم بأكمله شاهدا على هذا الحوار ومنطلقاته النبيلة . وأشار إلى أن المواطن العربي كان قلقا مما آلت إليه الأحول في العالم العربي بعد ما تعرض له الإخوان الفلسطينيون في غزة من اعتداءات غاشمة وما واكب تلك الفترة الزمنية العصيبة من انقسامات في الصف العربي حتى جاءت ساعة الفرج في مؤتمر الكويت الاقتصادي ليظهر صوت المملكة بكلمة خادم الحرمين الشريفين ومواقفه الأصيلة التي شرحت الصدور وجددت الآمال وأضفت على الاجتماع روح المودة والألفة والمصالحة وتضميد الجراح وإغاثة الأخ المحتاج بمبادرة الكريمة تمثلت بتبرع السخي تفضل به الملك المفدى باسم الشعب السعودي لإغاثة الأهل والإخوة في غزة حين قال الملك المفدى " رعاه الله " كلمته التي لا ينساها التاريخ العربي والإسلامي " إن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه". ورأى سموه مشاركة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي في المهرجان دليلاً على الترابط والتلاحم والنسيج الثقافي والتراثي الواحد الذي يربط بين الجميع إضافة إلى المشاركة الدائمة من إخواننا المثقفين والمفكرين والمبدعين من كافة الدول العربية والإسلامية ومن مختلف دول العالم في برامج المهرجان وفعالياته المتعددة ليصبح مهرجان الجنادرية بيتاً مفتوحاً للفكر والثقافة وملتقى عالمياً كبيراًَ للإبداع والمبدعين . وأوضح أن المهرجان وفي إطار برنامجه المعتمد منذ العام الماضي والقائم على دعوة إحدى الدول الصديقة للمشاركة الموسعة في الجنادرية وذلك من خلال إقامة معرض متكامل لأنشطتها الثقافية والتراثية مبينا أن البداية كانت من العام الماضي بدعوة الجمهورية التركية وهذا العام تشارك روسيا الاتحادية الصديقة في المعرض الذي أصبح جاهزا اعتبارا من هذا العام لاحتضان مشاركة دول العالم الشقيقة والصديقة عادا مشاركة روسيا في هذه الدورة إضافة هامة ومتميزة للمهرجان . وقال: لقد أختار المهرجان الوطني في هذه الدورة موضوع " حوار الثقافات " ليكون الموضوع الرئيسي للبرنامج الثقافي , وقد تمت دعوة العديد من رجال الاختصاص والاهتمام من مختلف دول العالم للمشاركة في هذا الموضوع المهم , كما تقام العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات الأدبية التي يتكون منها البرنامج الثقافي. وأبان أن المهرجان يواصل تكريم الشخصيات الثقافية السعودية حيث تمثلت في هذه الدورة بشخصية معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر لإسهاماته الفكرية والثقافية والإدارية وخدمته لوطنه طوال مايناهز خمسين عاماً عقب ذلك قام خادم الحرمين الشريفين بتكريم الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام وهو معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وذلك بتقليده وشاح الملك عبدالعزيز. إثر ذلك ألقى وزير الثقافة والمواصلات العام في روسيا الاتحادية الكسندر سوكلوف كلمة قدم فيه الشكر على استضافة روسيا الاتحادية كضيف شرف بمهرجان الجنادرية. وقال أن حرفيين وفنانيين من 12 إقليما من أقاليم روسيا الاتحادية سيشاركون في المهرجان عادا إياه توسعا لمعرفة مواطني المملكة عن روسيا وفرصة لعقد العديد من اللقاءات الممتعة الأمر الذي سيساعد على تقرب الجمهور السعودي من الثقافة الروسية .