حذر رئيس البنك الدولي اليوم السبت من خطورة تراجع حاد متوقع للنمو الاقتصادي في أنحاء العالم هذا العام, مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي بصدد الانكماش بشكل لا مثيل له, ودعا مجموعة العشرين إلى تبني إجراءات للرقابة والتقييم وقال روبرت زوليك خلال مؤتمر في بروكسل إنه من المرجح أن تكون توقعات الانكماش في نطاق 1 إلى 2%, وهو ما لم يشهد له العالم مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية وتحديدا منذ الكساد العظيم. وذكر أن صندوق النقد الدولي نشر في الآونة الأخيرة توقعا بأن الاقتصاد العالمي سينكمش 1% هذا العام, وأشار إلى أنه يتوقع أيضا أن يكون عام 2009 عاما خطيرا جدا واقترح زوليك أن تطلق مجموعة العشرين للاقتصاديات الرئيسية والصاعدة التي يعقد زعماؤها اجتماعا في لندن أوائل الشهر القادم، عملية مراجعة لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراءات تحفيز جديدة من أجل بدء التعافي. وأكد أنه من خلال قرارات المجموعة ينبغي أن يكون هناك نظام مراقبة, مقترحا نظاما من التقييمات والمراجعات لأثر برامج التحفيز الحالية التي اتفقت عليها الحكومات وقال زوليك إن بعض برامج التحفيز بمتد بالفعل إلى 2010، ونظرا لعدم التيقن في هذه الأزمة "أعتقد بأنه ينبغي وضع عملية مراجعة لمعرفة هل ستكون هناك حاجة إلى المزيد في 2010 واستشهد بتوقعات للبنك الدولي بحدوث طفرة في معدل وفيات الرضع مرتبطة بالأزمة الاقتصادية، محذرا من انحدار في معدل التجارة العالمية وفي سياق الازمه المالية تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما اليوم السبت بالتمسك بالبنود باهظة التكلفة في مشروع ميزانيته لكنه أقر بأن المبالغ المرصودة سوف تتغير بلا ريب مع تأهب الكونجرس لمناقشة خطته التي تتضمن حجم انفاق قياسيا وفي محاولة لتحويل الانتباه عن فضيحة مكافات ايه.اي.جي التي أثارت سخطا شعبيا صعد أوباما دفاعه عن مشروعه البالغة قيمته 3.55 تريليون دولار لميزانية السنة المالية 2010 والذي يعد حجر الزاوية لجهوده من أجل انقاذ الاقتصاد المعتل من أسوأ أزمة يشهدها في عقود وقال أوباما في خطابه الاذاعي الاسبوعي انه مخطط لمستقبلنا ورؤية لنمو أمريكي لا يعتمد على فقاعات السوق العقارية أو على بنوك ترزح تحت وطأة الديون بل على أساس متين من الاستثمارات في الطاقة والتعليم والرعاية الصحية بما يفضي الى ازدهار حقيقي ودائم. ومن المقرر أن تبدأ في الاسبوع القادم لجنتا الميزانية لمجلسي الشيوخ والنواب صياغة مشروع قانون الميزانية. ويشكو الجمهوريون بل وبعض رفاق أوباما الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونجرس من أن ميزانيته - وهي الاولى في ولايته الرئاسية - باهظة جدا. وتنطوي الميزانية المقترحة على عجز بواقع 1.75 تريليون دولار في السنة المالية الحالية و17 ر1 تريليون دولار في السنة القادمة. وقدم خبراء الميزانية بالكونجرس تقديرات أشد قتامة أمس الجمعة اذ توقعوا عجزا قدره 1.8 تريليون دولار هذا العام وهو ما قد يعقد جهود أوباما للفوز باقرار ميزانيته للعام 2010. وقال أوباما موجها حديثه الى منتقديه هذه الاستثمارات ليست أولويات تمنيتها من فراغ انها مكون محوري لخطة شاملة من أجل تحقيق النمو في هذا الاقتصاد عن طريق معالجة المشكلات التي ينوء تحت وطأتها منذ زمن طويل التكلفة الباهظة للرعاية الصحية واعتمادنا على النفط المستورد من الخارج وعجزنا التعليمي وعجزنا المالي وفي ارويا وافقت دول الاتحاد الأوروبي في ختام قمة فصل الربيع على ضخ قرض مبلغ 75 مليار يورو في صندوق النقد الدولي في سبيل مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية. وقال رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانك, الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي,اذا كان هناك حاجة لمساعدة الدول الأكثر تضررا جراء الأزمة المالية فان ضخ مبلغ 75 مليار يورو إلى صندوق النقد الدولي يمكن أن يحسن أداءه. كما وافق القادة الأوروبيون على تخصيص مبلغ خمسة مليارات يورو لإنفاقها على مشاريع أمن الطاقة. من جهته قال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ان اجتماع القمة وافق على "التحدث بصوت واحد في قمة مجموعة العشرين في لندن في الثاني من أبريل المقبل وأعربت دول الاتحاد الاوروبي في بيانها الختامي عن الثقة في قدرة الاتحاد على التعامل مع الأزمة المالية والاقتصادية عبر العمل المنسق.