يفتتح القادة العرب اليوم في الدوحة قمتهم السنوية التي تتمحور حول الوصول إلى مصالحة عربية، بحضور الرئيس السوداني عمر البشير؛ الذي تحدى مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه، لكن بغياب الرئيس المصري حسني مبارك وسيحضر القمة أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رغم مشاركة البشير، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بحسب مصدر مسؤول في الأممالمتحدة. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن السودان عضو في الأممالمتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية جهاز قضائي مستقل لا يمنع الأممالمتحدة من التعامل مع السودان وهي الزيارة الرابعة للبشير إلى الخارج منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 4 مارس/ آذار الجاري، مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وقد زار هذا الأسبوع إريتريا ومصر وليبيا من جهة أخرى قالت مصادر متطابقة إنه إلى جانب مبارك، سيتغيب عن القمة العاهل المغربي ورؤساء الجزائر والعراق وسلطان عمان وبينما بات الملف السوداني الموضوع النجم في قمة الدوحة؛ نظرا للترقب الذي أضفاه سفر البشير، إلا أن القمة لا تزال أمام استحقاق الخلافات العربية المستمرة، ومساعي المصالحة الشاملة التي تعرضت لانتكاسة بعد إعلان مصر عدم مشاركة رئيسها وتمثلها بوفد يرأسه وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب ولتحفيز هذه المصالحة، استضاف العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، في 11 مارس/آذار الماضي، قمة مصغرة ضمت قادة مصر وسوريا والكويت والسعودية، في ثاني لقاء من نوعه بعد اجتماع عقد على هامش القمة العربية الاقتصادية التي استضافتها الكويت في يناير/كانون الثاني الماضي يشار إلى أن قطر كانت في الجهة المقابلة لمصر في خضم الانقسامات العربية التي اشتدت على وقع الحرب الإسرائيلية الأخيرة في غزة. فبينما تدعم السعودية ومصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تدعم سوريا وكذلك قطر حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة ويتوقع أن يتبنى القادة بيانا حول المصالحة العربية، مبنيًّا على ورقة قدمتها السعودية، حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية عربية لوكالة فرانس برس. وينص هذا البيان خصوصا على ضرورة انتهاج أسلوب الحوار والتشاور في حل الخلافات العربية، والابتعاد عن آثار الفتن ولغة التهجم والتوتر والتصعيد على كافة الساحات، ونبذ القطيعة والخصام كما يؤكد نص البيان، الذي حصلت عليه وكالة فرانس برس، على "محورية القضية الفلسطينية، وأهمية الالتزام بالاستراتيجية العربية المتفق عليها لتحقيق السلام العادل والشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.