قتل 47 شخصا وجرح أكثر من مائة آخرون في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجدا للشيعة في الموصل شمالي العراق مساء أمس، بحسب حصيلة جديدة أوردها مصدر طبي في مستشفى المدينة. وأفاد شهود عيان بأن الهجوم نفذه انتحاري أثناء تشييع جنازة مسؤول في تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يدعى سيد هشام الأعرجي في أحد مساجد حي التميمي شرقي الموصل. وقد استنكر الناطق باسم هيئة علماء المسلمين محمد بشار الفيضي هذا الهجوم، واتهم في تصريح للجزيرة جهات وصفها بأنها أكبر من العراقيين لها أجندتها الخاصة بالوقوف وراءه. كما أدان فرع الهيئة في الموصل هذا الهجوم, ودعا العراقيين إلى ضبط النفس إزاء هذه الأعمال التي تهدف إلى زرع الفرقة بين المسلمين. وكانت الساعات الماضية شهدت هجمات وتفجيرات في أنحاء متفرقة من العراق، كان آخرها مقتل قائد شرطة الصالحية القريبة من المنطقة الخضراء وأربعة من مرافقيه جنوبي بغداد في كمين نصبه مسلحون كانوا يتخفون بزي الشرطة العراقية. ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مصادر في الجيش الأميركي تأكيده مقتل جندي أميركي وإصابة آخر في العاصمة بغداد نتيجة انفجار قنبلة كانت موضوعة على الطريق. وفي الحلة جنوب بغداد أفادت الشرطة العراقية بأن موظفا في دائرة التربية في محافظة بابل عثر عليه مقتولا برصاصة في الرأس بعد بضع ساعات من خطفه. وتزامن استمرار التدهور الأمني في العراق مع انفراج في المسار السياسي تمثل في التوصل إلى تسوية بخصوص مسألة كركوك بين لائحتي الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردي تمهد الطريق أمام تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة. وقال عضو الوفد الكردي المفاوض فؤاد معصوم إنه تم الاتفاق على تطبيق ما ورد في قانون إدارة الدولة المؤقت الذي ينص على تأجيل جميع النزاعات الخاصة بمدينة كركوك لحين إجراء إحصاء سكاني وإقرار دستور للبلاد. وأكد عدنان علي أحد مساعدي إبراهيم الجعفري المرشح لرئاسة الوزراء التوصل إلى اتفاق تفاهم مشترك مع الأكراد حول هذه المسألة سيتم توقيعه الأحد المقبل. وتعليقا على ذلك أكد رئيس الجبهة التركمانية في العراق د. فاروق عبد الله للجزيرة أن قانون إدارة الدولة لم يحسم النزاع لأنه تحدث عن عودة المهجرين الكرد والتركمان إلى كركوك دون أن يحدد عددهم، مشيرا إلى أن هناك نحو 300 ألف مرحل كردي كتبت أسماؤهم دون وثائق ثبوتية الأمر الذي يهدد بحدوث عملية تغيير ديمغرافي في المدينة. وشدد على ضرورة أن يتم إرجاء حل أزمة كركوك إلى حين الانتهاء من كتابة دستور للبلاد حتى لا يحصل أي تجاوز على حقوق الأطراف المعنية بهذه الأزمة. وفي تطور آخر دعا العضو المنسحب من اللائحة الشيعية الشيخ عبد الكريم المحمداوي إلى إقرار مشروع إقليم جنوب العراق أسوة بما هو معمول به في الشمال، مشيرا إلى أن القرار سيتيح الفرصة لأبناء الإقليم للحصول على توزيع عادل للثروة.