ذكرت وسائل اعلام ايرانية انه بدأت يوم السبت محاكمة شخصيات اصلاحية بارزة اعتقلت بعد مرور فترة قصيرة على انتخابات يونيو حزيران الرئاسية المتنازع عليها ووجهت لهم اتهامات بمحاولة الاطاحة بالمؤسسة الدينية. وهذه هي المرة الاولى منذ الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 التي يحاكم فيها عشرات المسؤولين الكبار ومن بينهم نواب رؤساء سابقون ووزراء واعضاء في البرلمان في الجمهورية الاسلامية. وذكرت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية نقلا عن لائحة الاتهام ان التهم الموجهة لهؤلاء تشمل ايضا العمل ضد الامن القومي من خلال التخطيط للاضطرابات والمشاركة في "الثورة المخملية" ومهاجمة مباني عسكرية وحكومية والتآمر ضد النظام الحاكم. وقالت الوكالة "بدأت صباح اليوم محاكمة بعض المتهمين بالضلوع في الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات". وينص القانون الايراني على ان عقوبة العمل ضد الامن القومي وهي تهمة شائعة ضد الاصوات المعارضة في ايران قد تصل الى الاعدام. ودفعت انتخابات 12 يونيو حزيران بايران نحو اكبر ازمة داخلية منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وكشفت عن انقسامات عميقة داخل نخبتها الحاكمة. وقالت جماعات حقوقية إن مئات الأشخاص من بينهم ساسة كبار موالون للإصلاح وصحفيون وناشطون ومحامون احتجزوا منذ الانتخابات. ويقول معتدلون بارزون ان الانتخابات زورت لصالح الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد. وتنفي السلطات الاتهام وأيد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي اعادة انتخاب احمدي نجاد. وقالت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء ان اربعة على الاقل من كبار الاصلاحيين قالوا حتى الان ان الانتخابات لم تزور. واضافت الوكالة "نائبا الرئيس السابقان محمد علي أبطحي ومحسن صفي فرحاني ووزير الصناعات السابق بهزاد نبوي ومازيار بهاري (صحفي ايراني كندي) ونائب وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زاده اعترفوا بان مزاعمهم بشأن الانتخابات لا اساس لها." وامر رئيس السلطة القضائية في ايران آية الله محمود هاشمي شهرودي القضاء يوم الاثنين بمراجعة حالات المتظاهرين المحتجزين خلال اسبوع. وقال عضو البرلمان كاظم جلالي يوم الثلاثاء ان 140 محتجا احتجزوا بسبب "اتهامات طفيفة" افرج عنهم من سجن ايفين حيث يحتجز كثير من الناشطين السياسيين. واوضح ان 250 لا يزالون في السجن. من جهة ثانية ذكرت شبكة التلفزة الاميركية سي.ان.ان، ان السلطات الايرانية اعتقلت الجمعة ثلاثة سائحين اميركيين بعد اجتيازهم الحدود بين العراق وايران. وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان سفارة الولاياتالمتحدة في بغداد على علم بهذه المعلومات وتجري تحقيقا. ولا تقيم ايران علاقات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة. وذكر مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان اي جندي في الجيش الاميركي ليس متورطا في الحادث. واكدت الشبكة الاميركية نقلا عن مسؤول كبير في كردستان العراق ان السائحين قد اعتقلوا فيما كانوا يزورون منطقة احمد آوا السياحية الشعبية في هذه المحافظة التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، حيث الحدود مع ايران المجاورة ليست مرسمة بوضوح. ونقلت الشبكة عن مسؤول كردي ان السائحين الثلاثة اتصلوا بأحد زملائهم الذي بقي في العراق لابلاغه انه ضائعون ومحاصرون من قبل جنود يتحدثون اللغة الفارسية. وكان مسؤول في حرس الحدود العراقيين ذكر لوكالة فرانس برس ان ثلاثة غربيين لم تتأكد جنسياتهم قد اعتقلوا الجمعة من قبل قوات الامن الايرانية بعد اجتيازهم الحدود. وقال هذا المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته ان "ثلاثة غربيين يحملون حقائب ظهر اجتازوا الحدود مع ايران في احمد آوا" قبل اعتقالهم. وتبعد منطقة احمد آوا 90 كلم شمال شرق السليمانية ثانية كبرى مدن كردستان العراق. وذكرت سي.ان.ان، الشرطة السياحية في المنطقة اوضحت انها التقت الاميركيين الثلاثة وحذرتهم من الاقتراب من الحدود الايرانية. وقال لهم عناصر الشرطة، كما ذكرت الشبكة "انتم لستم عراقيين، انتم اميركيون. وهذه الفترة تشهد توترا بالغا". وتشهد العلاقات الاميركية-الايرانية توترا منذ سنوات عدة. وقد وضع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ايران في "محور الشر" الذي يضم بلدانا تدعم الارهاب، فيما تصف السلطات الايرانيةالولاياتالمتحدة بأنها "الشيطان الاكبر". وتأجج التوتر في الاشهر الاخيرة، على رغم انفتاح الرئيس الاميركي باراك اوباما على ايران، على خلفية الطموحات النووية الايرانية وبعد النتائج المثيرة للجدل للانتخابات الايرانية في 12 حزيران/يونيو. وتأتي هذه الاعتقالات ايضا بعد ثلاثة ايام على المواجهات التي ادت الى سيطرة القوات العراقية على معسكر لمجاهدي الشعب، ابرز حركة معارضة مسلحة في المنفى للنظام الايراني، قرب بغداد.