حق شعب الجنوب في تقرير مصيره بين شرعية التاريخ وتعقيدات السياسة الدولية    لماذا يحتضن الجنوب شرعية شرعية احتلال    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    إحباط عملية أوكرانية-بريطانية لاختطاف مقاتلة روسية من طراز «ميغ-31»    بدء الاقتراع في سادس انتخابات برلمانية بالعراق    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    قواتنا المسلحة تواجه حرب من نوع آخر    قوة سلفية تنسحب من غرب لحج بعد خلاف مع قوة أخرى في المنطقة    اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية يكرم بشرى حجيج تقديرًا لعطائها في خدمة الرياضة القارية    استعدادا لمواجهة بوتان وجزر القمر.. المنتخب الأول يبدأ معسكرة الخارجي في القاهرة    الدكتور حمود العودي واستدعاء دون عودة    لملس يناقش مع "اليونبس" سير عمل مشروع خط الخمسين ومعالجة طفح المجاري    الكثيري يطلع على مجمل الأوضاع بوادي حضرموت    رئيس تنفيذية انتقالي شبوة يدشن مهرجان شبوة الأول للعسل    الدراما السورية في «حظيرة» تركي آل الشيخ    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    صنعاء : قرار تعيين ..    إدريس يدشن حملة بيطرية لتحصين المواشي في البيضاء    قبائل شدا الحدودية تُعلن النفير والجهوزية لمواجهة الأعداء    لحج: الطليعة يبدأ بطولة 30 نوفمبر بفوز عريض على الهلال    صنعاء.. تعمّيم بإعادة التعامل مع شبكة تحويلات مالية بعد 3 أيام من إيقافها    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    الجدران تعرف أسماءنا    وبعدين ؟؟    اليوم العالمي للمحاسبة: جامعة العلوم والتكنولوجيا تحتفل بالمحاسبين    قرارات حوثية تدمر التعليم.. استبعاد أكثر من ألف معلم من كشوفات نصف الراتب بالحديدة    تمرد إداري ومالي في المهرة يكشف ازدواج الولاءات داخل مجلس القيادة    أبين.. حادث سير مروع في طريق العرقوب    وزارة الخدمة المدنية توقف مرتبات المتخلفين عن إجراءات المطابقة وتدعو لتصحيح الأوضاع    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    توتر وتحشيد بين وحدات عسكرية غرب لحج على شحنة أسلحة    صلاح سادس أفضل جناح في العالم 2025    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    تسعة جرحى في حادث مروع بطريق عرقوب شقرة.. فواجع متكررة على الطريق القاتل    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    مرض الفشل الكلوي (27)    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يدعو أبناء الوطن إلى المزيد من التلاحم وتعزيز الوحدة ونبذ الفرقة والتشرذم
أكد إن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن مسؤولية الجميع سلطة ومعارضة
نشر في 26 سبتمبر يوم 19 - 09 - 2009

دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية جميع أبناء الوطن إلى المزيد من التلاحم والتآزر وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والتشرذم باعتبار ذلك فريضة دي نية قبل أن يكون واجباً وطنياً.
جاء ذلك في خطاب وجهه إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج وجماهير أمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
واستطرد الرئيس قائلا :" إن هذه المناسبة الدينية الجليلة تمثل فرصة للوقوف مع النفس وقفه مراجعة وتقييم للعمل والسلوك وإشاعة قيم المحبة والتسامح والإخاء والامتثال لقيم الحق والعدل وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الشخصية والاعتبارات الحزبية الضيقة والنظر إلى واقع الوطن بعين الحكمة والمنطق، فالمرحلة التي يعيشها الوطن تستدعي تغليب أمن واستقرار الوطن على أي اعتبارات أخرى وترسيخ فضائل الحوار والتفاهم وتجاوز الأخطاء والسلبيات وتضافر كل الجهود الخيرة للحفاظ على مكاسبنا الوطنية ومقدرات وطننا والابتعاد عن كل الممارسات التي لا تخدم أمن واستقرار ووحدة وسلامة الوطن لأن الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته ومكاسبه هو مسؤولية الجميع سلطة ومعارضة فالوطن هو ملك الجميع".
وقال:" إن الإفساد في الأرض وقتل النفس التي حرم الله وقطع الطرقات وترويع الآمنين ورفع السلاح في وجه الدولة التي ظلت تمارسه عناصر التخريب والتمرد الخارجة عن النظام والقانون مصيره الفشل أمام عزيمة وإرادة شعبنا والأبطال من قواتنا المسلحة والأمن الذين ظلوا يسطرون بأرواحهم صور الفداء والبطولة ويبذلون أرواحهم ودمائهم الزكية رخيصة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسكينته العامة وصيانة مكتسباتنا الوطنية التي تأتي في مقدمتها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وال 22 من مايو العظيم".
وأضاف:" لقد فرضت علينا الحرب فرضاً من قبل تلك العناصر المتمردة ولجأنا إلى كل الخيارات السلمية لتجنب الحرب وبذلنا وما نزال نبذل كل الجهود من اجل حقن الدماء وإطفاء نار الفتنة التي أشعلتها وآخرها دعوتنا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وما أعلنته الحكومة في بيانها الأخير حول إيقاف العمليات العسكرية شريطة التزام عناصر التخريب والتمرد بإيقاف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية وإطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين والالتزام بالدستور والنظام والقانون".
وأعرب عن الأمل في أن لا تلقى هذه المبادرة لتحقيق السلام بما قوبلت به المبادرات السابقة من التعنت والغي والمزيد من التصعيد للأعمال الإجرامية من خطف وقتل للمواطنين الأبرياء وجعلهم دروعاً بشرية وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة رغم ما أصدره من قرارات بالعفو عن تلك العناصر أكثر من مرة وإطلاق المحتجزين على ذمة الفتنة التي أشعلوها وبذل جهود مكثفة بغية إنهاء تلك الفتنة ومنذ اللحظات الأولى لاشتعالها.. مذكرا في هذا الصدد بأنه سبق وان تم إرسال العديد من اللجان سواء من العلماء أو القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية في الساحة الوطنية أو الشخصيات الاجتماعية من محافظة صعدة وغيرها لإقناع تلك العناصر المتمردة الخارجة على النظام والقانون بإنهاء الفتنة والكف عن أعمالها التخريبية والجنوح للسلم في إطار حرص الدولة على تجنب إراقة الدم اليمني بكل الوسائل إلا أن تلك العناصر ظلت ترفض الجنوح للسلم وإنهاء الفتنة وكانت تستغل أية هدنة لإعادة بناء نفسها مجدداً وتخزين الأسلحة والمؤن وبناء المتارس والتغرير بالشباب والبسطاء من الناس ومواصلة أعمالها التخريبية واعتداءاتها على المواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن وقطع الطرقات لإعاقة حركة السير ومنع وصول المواد الغذائية والتموينية للمواطنين في محافظة صعدة.
وجدد فخامة الرئيس بمناسبة عيد الفطر المبارك الدعوة لتلك العناصر الاستجابة لصوت العقل والجنوح للسلم وعدم تفويت هذه الفرصة الجديدة المتاحة أمامها للعودة لجادة الصواب وأن يكونوا مواطنين صالحين مثل سائر المواطنين في الجمهورية.. مؤكدا أن الدولة ستقوم في ضوء ذلك بمعالجة كافة الآثار الناتجة عن تلك الفتنة وإعادة إعمار ما خلفته الحرب ولما فيه تحقيق المصلحة العامة.
وأشاد بالأداء البطولي لأفراد القوات المسلحة والأمن الباسلة والى جانبهم المواطنين الشرفاء في أدائهم للواجب الوطني من اجل إخماد الفتنة وترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان.. منوها في ذات الوقت بالمدد الشعبي الذي لم ينقطع من أبناء شعبنا في كافة محافظات الجمهورية وتلاحمهم مع أخوانهم المقاتلين من أبناء القوات المسلحة والأمن ووقوفهم إلى جانب أخوانهم النازحين نتيجة الفتنة.
وأعتبر أن هذا المدد يجسد الروح الوطنية الأصيلة لشعبنا اليمني العظيم والتي تبرز دوماً في أحلك الظروف والمنعطفات الحاسمة وأوقات الشدائد وفي مواجهة التحديات التي تعترض مسيرة الوطن والتي لا تزيد شعبنا إلا عزيمة وقوة وصلابة وإصراراً على مواجهتها والتغلب عليها.
وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على مواصلة السير في طريق الوفاء بالالتزامات تجاه الوطن والشعب بتنفيذ مشروع النهوض الشامل للوطن وفقاً للبرنامج الانتخابي الرئاسي الذي قطعنا مراحل متقدمة في انجاز مضامينه.
وقال :" وبقدر ما نحن ملزمون بما قطعناه على أنفسنا أمام الشعب فان جميع القوى السياسية بكل اتجاهاتها هي الأخرى معنية بالانخراط في العمل وفق منظور يعي أن الاستحقاقات التي تنتظر البلاد هي استحقاقات اليمن كله وعلينا أن نتجاوز كل الصغائر ونتوجه من اجل بناء مستقبل اليمن وتقدمه".
وتوجه فخامة الرئيس بالتهاني الحارة إلى جماهير شعبنا وامتنا بحلول هذا العيد السعيد.
وفي ما يلي نص الخطاب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي سخر لنا ما في السماوات والأرض وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة..و الصلاة والسلام على المبلغ الصادق الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين.
الإخوة المواطنون الأعزاء
الأخوات المواطنات العزيزات
المؤمنون والمؤمنات في كل أرجاء المعمورة...
إن ما يسعد القلب ويزيد من بهجة النفس مع حلول عيد الفطر المبارك وتوفيق الله لعباده المكلفين من كل أبناء الأمة الإسلامية بأداء فريضة الصوم كما أمر سبحانه وأراد أن تقام هو أن أتوجه إليكم جميعاً أينما كنتم بالتهنئة القلبية الصادقة والمخلصة بهذه المناسبة الدينية الغالية والجامعة في رحاب المشاعر الإيمانية المعتزة بإقامة ركن هام من أركان الدين الإسلامي الحنيف والواثقة من إحراز الفوز المستحق بالمغفرة والأجر العظيم. إن الأجواء الروحانية التي عشناها خلال شهر رمضان المبارك كانت مناسبة دينية جليلة وفرصة لتهذيب النفوس والارتقاء بالسلوك إلى مستوى القيم والمثل العليا التي جاء بها خاتم النبيين عليه أزكى الصلوات والتسليم والذي قال "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فقيم الإيثار والتكافل والتراحم والمحبة بين أبناء مجتمعنا الواحد لابد أن تبقى فينا حاضرة باستمرار لأن هذه القيم والمثل الجليلة والسامية التي جاءت بها شريعتنا السمحاء هي الكفيلة بخلق مجتمع قوي متماسك قادر على النهوض وعلى مواجهة كافة التحديات، والقيم الأخلاقية النبيلة تشكل دائماً القاعدة الأساسية للمجتمعات الحضارية فليس هناك تقدم أو نماء دون الالتزام بمثل تلك القيم ولهذا فإننا نجدد الدعوة للجميع في الوطن إلى المزيد من التلاحم والتآزر وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والتشرذم باعتبار ذلك فريضة دينية قبل أن يكون واجباً وطنياً، وصدق المولى عز وجل القائل في محكم كتابه "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً والقائل وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ". صدق الله العظيم
إن العيد هو قمة الابتهاج بالنسبة لكل الصائمين وجميع أفراد الأسرة الإسلامية والفرح بما أعده الله لهم من الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. وفي مستهل أعمال العيد وسنته فإنه لابد من تقديم زكاة الفطر ليتحقق الفلاح المقصود المترابط بذلكم الفوز تصديقاً لقوله سبحانه وتعالى" قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى". صدق الله العظيم
خاصة وأن هذه الزكاة كما هي طهارة للصائم وجبر لخلل محتمل في الصوم فإنها اكتمال لفريضة الصوم بأداء واجب عن النفس بإنفاق المال على الفقراء والمحتاجين وليؤدي المال وظيفته في حياة المجتمع وتجسيد معاني العبودية لله والطاعة الخالصة بكل الوسائل والقدرات وفي مقدمتها أداء الفرائض وإقامة العبادات والتوسع في الأعمال الصالحة والبر والخير وأيسر ذلك إظهار البشاشة وإطلاق أسارير البهجة والفرح بأرقى وسائل التعبير في أيام العيد السعيد.. وتعزيز الصلات الحميمة داخل الأسرة وفي المجتمع وعلى حد سواء.
الأخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن الإفساد في الأرض وقتل النفس التي حرم الله وقطع الطرقات وترويع الآمنين ورفع السلاح في وجه الدولة التي ظلت تمارسه عناصر التخريب والتمرد الخارجة عن النظام والقانون مصيره الفشل أمام عزيمة وإرادة شعبنا والأبطال من قواتنا المسلحة والأمن الذين ظلوا يسطرون بأرواحهم صور الفداء والبطولة ويبذلون أرواحهم ودمائهم الزكية رخيصة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسكينته العامة وصيانة مكتسباتنا الوطنية التي تأتي في مقدمتها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وال 22 من مايو العظيم.. فلقد فرضت علينا الحرب فرضاً من قبل تلك العناصر المتمردة ولجأنا إلى كل الخيارات السلمية لتجنب الحرب وبذلنا وما نزال نبذل كل الجهود من اجل حقن الدماء وإطفاء نار الفتنة التي أشعلتها وآخرها دعوتنا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وما أعلنته الحكومة في بيانها الأخير حول إيقاف العمليات العسكرية شريطة التزام عناصر التخريب والتمرد بإيقاف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية وإطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين والالتزام بالدستور والنظام والقانون .. آملين أن لا تلقى هذه المبادرة لتحقيق السلام بما قوبلت به المبادرات السابقة من التعنت والغي والمزيد من التصعيد للأعمال الإجرامية من خطف وقتل للمواطنين الأبرياء وجعلهم دروعاً بشرية وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة رغم ما أصدرناه من قرارات بالعفو عن تلك العناصر أكثر من مرة وإطلاق المحتجزين على ذمة الفتنة التي أشعلوها وبذل جهود مكثفة بغية إنهاء تلك الفتنة ومنذ اللحظات الأولى لاشتعالها وحيث أرسلت العديد من اللجان سواء من العلماء أو القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية في الساحة الوطنية أو الشخصيات الاجتماعية من محافظة صعدة وغيرها لإقناع تلك العناصر المتمردة الخارجة على النظام والقانون بإنهاء الفتنة والكف عن أعمالها التخريبية والجنوح للسلم وفي إطار حرص الدولة على تجنب إراقة الدم اليمني بكل الوسائل إلا أن تلك العناصر ظلت ترفض الجنوح للسلم وإنهاء الفتنة وكانت تستغل أية هدنة لإعادة بناء نفسها مجدداً وتخزين الأسلحة والمؤن وبناء المتارس والتغرير بالشباب والبسطاء من الناس ومواصلة أعمالها التخريبية واعتداءاتها على المواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن وقطع الطرقات لإعاقة حركة السير ومنع وصول المواد الغذائية والتموينية للمواطنين في محافظة صعدة .. وبهذه المناسبة مناسبة عيد الفطر المبارك نجدد الدعوة لتلك العناصر الاستجابة لصوت العقل والجنوح للسلم وعدم تفويت هذه الفرصة الجديدة المتاحة أمامها للعودة لجادة الصواب وأن يكونوا مواطنين صالحين مثل سائر المواطنين في الجمهورية وسوف تقوم الحكومة بمعالجة كافة الآثار الناتجة عن تلك الفتنة وإعادة إعمار ما خلفته الحرب ولما فيه تحقيق المصلحة العامة.ونود أن نشيد هنا بالأداء البطولي لأفراد قواتنا المسلحة والأمن الباسلة والى جانبهم المواطنين الشرفاء في أدائهم للواجب الوطني من اجل إخماد الفتنة وترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان.. كما ننوه بذلك المدد الشعبي الذي لم ينقطع من أبناء شعبنا في كافة محافظات الجمهورية وتلاحمهم مع أخوانهم المقاتلين من أبناء القوات المسلحة والأمن ووقوفهم إلى جانب أخوانهم النازحين نتيجة الفتنة وحيث جسدوا بذلك الروح الوطنية الأصيلة لشعبنا اليمني العظيم والتي تبرز دوماً في أحلك الظروف والمنعطفات الحاسمة وأوقات الشدائد وفي مواجهة التحديات التي تعترض مسيرة الوطن وحيث لا تزيد التحديات شعبنا إلا عزيمة وقوة وصلابة وإصراراً على مواجهتها والتغلب عليها.
الأخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن هذه المناسبة الدينية الجليلة تمثل فرصة للوقوف مع النفس وقفه مراجعة وتقييم للعمل والسلوك وإشاعة قيم المحبة والتسامح والإخاء والامتثال لقيم الحق والعدل وتغليب المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الشخصية والاعتبارات الحزبية الضيقة والنظر إلى واقع الوطن بعين الحكمة والمنطق، فالمرحلة التي يعيشها الوطن تستدعي تغليب أمن واستقرار الوطن على أي اعتبارات أخرى وترسيخ فضائل الحوار والتفاهم وتجاوز الأخطاء والسلبيات وتضافر كل الجهود الخيرة للحفاظ على مكاسبنا الوطنية ومقدرات وطننا والابتعاد عن كل الممارسات التي لا تخدم أمن واستقرار ووحدة وسلامة الوطن لأن الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته ومكاسبه هو مسؤولية الجميع سلطة ومعارضة فالوطن هو ملك الجميع.ونحن هنا نؤكد إننا ماضون في طريق الوفاء بالتزاماتنا تجاه وطننا وشعبنا بتنفيذ مشروع النهوض الشامل للوطن وفقاً للبرنامج الانتخابي الرئاسي الذي قطعنا مراحل متقدمة في انجاز مضامينه.. لذلك وبقدر ما نحن ملزمون بما قطعناه على أنفسنا أمام الشعب فان جميع القوى السياسية بكل اتجاهاتها هي الأخرى معنية بالانخراط في العمل وفق منظور يعي أن الاستحقاقات التي تنتظر البلاد هي استحقاقات اليمن كله وعلينا أن نتجاوز كل الصغائر ونتوجه من اجل بناء مستقبل اليمن وتقدمه.
إننا ونحن نخوض معركة التغيّير والتحول من اجل رقي بلادنا وتقدمها نتذكر أرواح الشهداء الأبرار الذين جادوا بأرواحهم من أجل حرية هذا الوطن واستقلاله وسيادته سائلين الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع الرحمة والغفران ويسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصديقين، والتحية لأبناء القوات المسلحة والأمن الحراس الأمناء للمكاسب والمنجزات سياج الوطن ودرعه الحصين.
وعيد مبارك.. وكل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.