دعا رئيس الجمهورية على عبدالله صالح جميع أبناء الوطن الى تغليب أمن واستقرار اليمن على أي اعتبارات أخرى وترسيخ فضائل الحوار والتفاهم وتجاوز الأخطاء والسلبيات وتضافر كل الجهود الخيرة للحفاظ على المكاسب الوطنية ومقدرات البلاد والابتعاد عن كل الممارسات التي لا تخدم أمن واستقرار ووحدة وسلامة الوطن لأن الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته ومكاسبه هو مسؤولية الجميع سلطة ومعارضة . وعبر الرئيس صالح في خطاب بمناسبة عيد الفطر المبارك عن أمله بأن لا تلقى المبادرة الاخيرة التي اعلنتها الحكومة اليوم السبت بالوقف المشروط للعمليات العسكرية في صعدة لتحقيق السلام ، بما قوبلت به المبادرات السابقة من قبل المتمردين من تعنت وغي ومزيد من التصعيد للأعمال الإجرامية من خطف وقتل للمواطنين الأبرياء وجعلهم دروعاً بشرية وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة. وجدد الدعوة لتلك العناصر الاستجابة لصوت العقل والجنوح للسلم وعدم تفويت هذه الفرصة الجديدة المتاحة أمامها للعودة لجادة الصواب وأن يكونوا مواطنين صالحين مثل سائر المواطنين في الجمهورية وسوف تقوم الحكومة بمعالجة كافة الآثار الناتجة عن تلك الفتنة وإعادة إعمار ما خلفته الحرب ولما فيه تحقيق المصلحة العامة. وقال" إن الإفساد في الأرض وقتل النفس التي حرم الله وقطع الطرقات وترويع الآمنين ورفع السلاح في وجه الدولة التي ظلت تمارسه عناصر التخريب والتمرد الخارجة عن النظام والقانون مصيره الفشل أمام عزيمة وإرادة شعبنا والأبطال من قواتنا المسلحة والأمن الذين ظلوا يسطرون بأرواحهم صور الفداء والبطولة ويبذلون أرواحهم ودمائهم الزكية رخيصة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وسكينته العامة وصيانة مكتسباتنا الوطنية التي تأتي في مقدمتها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وال 22 من مايو العظيم". وأضاف:" لقد فرضت علينا الحرب فرضاً من قبل تلك العناصر المتمردة ولجأنا إلى كل الخيارات السلمية لتجنب الحرب وبذلنا وما نزال نبذل كل الجهود من اجل حقن الدماء وإطفاء نار الفتنة التي أشعلتها وآخرها دعوتنا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وما أعلنته الحكومة في بيانها الأخير حول إيقاف العمليات العسكرية شريطة التزام عناصر التخريب والتمرد بإيقاف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية وإطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين والالتزام بالدستور والنظام والقانون". وأعاد التذكير بأنه سبق وان تم إرسال العديد من اللجان سواء من العلماء أو القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية في الساحة الوطنية أو الشخصيات الاجتماعية من محافظة صعدة وغيرها لإقناع تلك العناصر المتمردة الخارجة على النظام والقانون بإنهاء الفتنة والكف عن أعمالها التخريبية والجنوح للسلم في إطار حرص الدولة على تجنب إراقة الدم اليمني بكل الوسائل إلا أن تلك العناصر ظلت ترفض الجنوح للسلم وإنهاء الفتنة وكانت تستغل أية هدنة لإعادة بناء نفسها مجدداً وتخزين الأسلحة والمؤن وبناء المتارس والتغرير بالشباب والبسطاء من الناس ومواصلة أعمالها التخريبية واعتداءاتها على المواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن وقطع الطرقات لإعاقة حركة السير ومنع وصول المواد الغذائية والتموينية للمواطنين في محافظة صعدة. وأشاد الرئيس صالح بالأداء البطولي لأفراد القوات المسلحة والأمن الباسلة والى جانبهم المواطنين الشرفاء في أدائهم للواجب الوطني من اجل إخماد الفتنة وترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان.. منوها في ذات الوقت بالمدد الشعبي الذي لم ينقطع من أبناء شعبنا في كافة محافظات الجمهورية وتلاحمهم مع أخوانهم المقاتلين من أبناء القوات المسلحة والأمن ووقوفهم إلى جانب أخوانهم النازحين نتيجة الفتنة. وأعتبر أن هذا المدد يجسد الروح الوطنية الأصيلة لشعبنا اليمني العظيم والتي تبرز دوماً في أحلك الظروف والمنعطفات الحاسمة وأوقات الشدائد وفي مواجهة التحديات التي تعترض مسيرة الوطن والتي لا تزيد شعبنا إلا عزيمة وقوة وصلابة وإصراراً على مواجهتها والتغلب عليها.