عقدت الجمعية الوطنية العراقية يوم الثلاثاء جلستها الثانية منذ انتخابات يناير/ كانون الثاني بعد تأجيل دام حوالي ثلاث ساعات لكنها لم تتوصل إلى اختيار رئيس البرلمان ونائبيه. وغادر الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس الوزراء أياد علاوي الجلسة المغلقة بعد وقت قصير إثر اندلاع مشاعر غضب داخل القاعة. ويبدو ان الخلاف مازال قائما حول ترشيح شخصية من العرب السنة لتولي مهمة رئيس البرلمان مما يرجح تأجيل اختياره الى يوم الاحد عندما يعقد البرلمان جلسته المقبلة. وفي الوقت الذي يمارس فيه الاعضاء الشيعة في البرلمان ضغوطا لترشيح فواز الجربا وهو نائب سني من قائمة الائتلاف العراقي الموحد المدعوم من المرجعية الشيعية، يفضل النواب الاكراد شخصية أخرى، بينما ينقسم السنة حول من يرشحون لهذا المنصب. كما تقرر تأجيل اختيار الجمعية الوطنية رئيسا جديدا للجمهورية ونوابا له خلال جلسة يوم الثلاثاء. وتزامن بدء الجلسة مع سماع دوي انفجارات لقذائف الهاون بالقرب من مقر البرلمان ببغداد. وكان ائتلاف من الأحزاب الشيعية قد حصل على أغلبية في الانتخابات. ولكن الأغلبية الشيعية لم ترق لأغلبية الثلثين التي تمكنهم من الحكم بمفردهم. و رغم مرور ثماني أسابيع من المحادثات لتشكيل ائتلاف مع الأكراد، الذين جاءوا في المرتبة الثانية في الانتخابات، مازال العراق دون حكومة، ويقول المراسل إن انعقاد الجمعية الوطنية الثلاثاء لا يمثل تقدما كبيرا. كما ان ثمة مخاوف من استهداف المسلحين للبرلمان، وقد تم تشديد الأمن في المنطقة. ومن المرجح أن يكون رئيس البرلمان من العرب السنة، الذين لم يشارك غالبيتهم في الانتخابات. وقد رفض الرئيس المؤقت المنتهية صلاحيته، غازي الياور هذا المنصب، غير أنه مازال مرشحا لمنصب نائب رئيس البلاد. ومازال يتعين على أعضاء البرلمان الموافقة على رئيس وزراء جديد، يقوم بعد ذلك بتشكيل حكومة. ولكن مازال هناك الكثير من النقاط العالقة فيما يتعلق بمن يسيطر على الوزارات الرئيسية مثل وزارة النفط، وحول دور الدين في السياسة، فيما يخشى الأكراد من تجاهل رغباتهم ما إن تتولى حكومة يهيمن عليها الشيعة السلطة في البلاد. وثمة آراء كثيرة حول مدى تأخر تشكيل حكومة في البلاد، فبعض العراقيين يقولون إنه من الطبيعي أن يستغرق الأمر وقتا لأن البلاد حديثة العهد بالديمقراطية. ولكن آخرين، وبينهم كثير من السياسيين المشاركين في المحادثات، بدأوا يشعرون بقلق متزايد، بل وبدأ البعض يثير احتمال خروج الناس للتظاهر في الشوارع.