عاد الى صنعاء مساء اليوم عبدربة منصور هادي نائب رئيس الجمهورية بعد ان شارك على رأس وفد كبير في فعاليات تدشين المؤتمر الوطني الدورة الثالثة في العاصمة السودانية الخرطوم. والتقى فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان وكذلك علي عثمان طه نائب رئيس جمهورية السودان، ونقل تهاني القيادة السياسية ممثلة بقخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية والشعب اليمني الى الشعب السوداني الشقيق رئيساً وحكومة وشعباً.
وأثناء مغادرته مطار الخرطوم أعرب الأخ نائب الرئيس في تصريح صحفي لوسائل الاعلام عن سروره للمشاركة في المؤتمر الثالث للمؤتمر الوطني الذي يمثل انعطافة تاريخية مهمة. وأكد أن مشاركة اليمن في هذه التظاهرة السياسية الكبيرة تأتي في اطار تعزيز وتمتين العلاقات الاخوية المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال:" إن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية تثمن للسوادن الشقيق المواقف المبدئية النبيلة والصادقة تجاه اليمن ودعمه لوحدته واستقراره وللنهج الديمقراطي، وتبادل فخامة الرئيس عمر البشير والشعب السوداني نفس المشاعر والاحاسيس.
وأعرب نائب الرئيس عن الأمنيات الخالصة للمؤتمر الوطني في تحقيق كامل ما يصبو إليه.. مؤكدا الأهمية الاستثنائية بهذه المرحلة خصوصا وان التحديات الكبيرة ليست امام السودان واليمن فحسب بل تواجه الأمة العربية كلها. ونوه الاخ عبد ربه منصور هادي الى طبيعة العلاقات الأخوية الثنائية بين البلدين والرعاية الكبيرة التي تحضى بها من قبل القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين وكذا التنسيق والتفاهم الكامل على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية. وقال:" إن ما قطعة الشعب السوداني من نجاحات في طريق النهوض التنموي أمر يبعث على الفخر والاعتزاز". كان في وداع الأخ نائب رئيس الجمهورية في مطار الخرطوم وزير التعليم العالي رئيس بعثة الشرف المرافقة فتحي محمد خليفة ووزير الزراعة وعدد من المسئولين السودانيين.
وكان نائب الاخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية قد القى كلمة المؤتمر الشعبي العام في مستهل تدشين أعمال المؤتمر الوطني السوداني في الدورة الثالثة بالخرطوم وسط حضور ما يزيد عن خمسين حزبا وتنظيما سياسيا من خمسة وثلاثين بلدا من مختلف أنحاء المعمورة. وفيما يلي تنشر "26سبتمبرنت "نص كلمة نائب رئيس الجمهورية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين.. وعلى آله وصحبه أجمعين
فخامة الأخ الرئيس/ عمر حسن أحمد البشير - رئيس جمهورية السودان الديمقراطية الشقيقة. الأخ/ رئيس المؤتمر العام القومي الثالث لحزب المؤتمر الوطني السوداني.. الإخوة والأخوات مندوبو المؤتمر.. الإخوة الضيوف.. في البداية أحيي انعقاد مؤتمركم هذا وأقدم إليكم أحر وأخلص التحايا مقرونة بالأمنيات الصادقة بنجاح أعمال المؤتمر، وأنقل إليكم تحية فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومن الشعب اليمني والمؤتمر الشعبي العام قيادة وقواعد وأنصار إلى أشقائه في السودان وإلى حزبكم بمناسبة انعقاد مؤتمره العام القومي الثالث.. معبراً لكم عن الاحترام الأخوي الصادق ومشاعر الود والتقدير التي يكنها شعبنا وحزبنا لأخوانه في السودان الشقيق وطليعته السياسية حزب المؤتمر الوطني، في وقت أضحت فيه علاقة الأخوة الراسخة والنضال المشترك بين حزبينا احد أعظم المكاسب للشعبين اليمني والسوداني المترسخة عبر مسيرتها الطويلة من النضال والعمل المشترك لأجيال متعاقبة من اليمنيين والسودانيين وهي علاقة حميمة التي نسجت وشائجها عبر فترات زمنية امتدت منذ عصور بالغة أقدم ما تمازجت بين شعبينا عبر الهجرات المختلفة التي ظلت تتوالى وشكلت قاعدة اخوية حميمة تتقاسم فيها السراء والضراء في العلاقة التي امتزجت إلى حد التماهى .
الإخوة المؤتمرون الأشقاء الضيوف الكرام .. إن أشقائكم وأصدقائكم وحتى أعدائكم يدركون جيداً أن مؤتمركم هذا ينعقد في مرحلة حساسة ودقيقة من تاريخ السودان الشقيق والمنطقة وأمتنا العربية والإسلامية، ولا شك أنه يمثل أحد المحطات المهمة في مسيرة المجابهة الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ضد أعداء السودان، وفي مسيرة النضال الطويل والشاق الذي يخوضه حزبكم من أجل حماية منجزات الشعب السوداني وصيانة وحدة أراضيه ونسيجه وسلامه الاجتماعي، حاضر ومستقبل السودان هذا البلد المعطاء، وفتح الآفاق الجديدة للمضي قدماً في دروب التقدم والازدهار الحضاري. إن وصولكم إلى هذه المحطة الحيوية من تاريخ حزبكم ووطنكم مكللين بالنجاحات والانتصارات، إنما هو دليل واضح على أن حزبكم يمثل القوة الطليعية المؤهلة والقادرة على توحيد المجتمع وصيانة الوطن والمضي به قدماً في دروب التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي.. ومما لا ريب فيه أن التاريخ سيدون بأحرف من نور وسيقدر حق التقدير عطاءات قيادات حزبكم المؤتمر الوطني السوداني وأعضائه وأنصاره وجميع الشرفاء من أبناء السودان لأنهم استطاعوا الصمود في وجه اعتى التحديات والتآمرات الإمبريالية والصهيونية العالمية التي استهدفت ولا زالت تستهدف وحدة وأمن واستقرار ومصادر قوة بلدكم وعوامل تقدمه ونهضه الحضاري. لقد استطعتم أيها الإخوة الأعزاء بصمودكم الأسطوري وبقوتكم وجهودكم الذاتية ومساندة الخيرين من الاشقاء والاصدقاء من تجاوز كل التآمرات وأحبطتم الكثير من المحاولات والهجمات الداخلية والخارجية، وحافظتم ولا زلتم وستظلون إن شاء الله حماة لوحدة السودان وسلامة أراضيه وتعزيز قدراتكم على التغلب على أشرس وأخطر هجمات القوى المعادية التي يتعرض لها وطنكم خلال تاريخه المعاصر، ونجحتم في مجابهة كل أشكال الحصار والحروب السرية والعلنية التي مورست ضد بلدكم في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والدعائية والعسكرية، وفي الوقت ذاته استطعتم تصحيح مسار تجربتكم الوطنية السياسية وإثرائها بمزيد من عوامل القوة وشروط النجاح والاستمرار بتجاوزكم للكثير من الأخطار والانحرافات ذات الطابع الذاتي والموضوعي، وصححتم ما رافقها من هفوات وقصور يلازم أي تجربة من تجارب البناء الوطني.. ويحدونا الأمل وتعزز ثقتنا في قدرة حزبكم على امتلاك كافة المصوغات لتنمية وتطوير التجربة الناجحة ونظامه السياسي الديمقراطي، خاصة وقد استطعتم من خلال حزبكم وتحت قيادة فخامة الاخ الرئيس عمر حسن البشير رئيس الجمهورية وخلال فترة وجيزة تحققت أكبر عملية انبعاث حضاري معاصر للسودان الشقيق، والذي شهد تحولات تنموية وسياسية واجتماعية وثقافية عميقة، وأنجزتم ما كان يصبوا إليه الوطنيون السودانيون على مدى قرون في الحفاظ على وحدة الأراضي وتعزيز قدراته ومناعة الوطن والانفتاح الديمقراطي، وأرسيتم قاعدة وبنية تحتية قوية وكبيرة لنهضة زراعية وصناعية وعلمية شاملة. ولا نجافي الحقائق إذا قلنا أن السودان وطناً وشعباً مدينٌ بالكثير من هذه الإنجازات التي قادها ورأس عمليتها الأخ رئيس الجمهورية الفريق عمر حسن البشير وهو ما يتمتع به من حنكة قيادية ومواقف مبدئية راسخة وولاء مطلق للسودان، ونظرته السياسية الثاقبة وسعة أفقه ومقدرته الفائقة على إيجاد الحلول لأصعب القضايا والتحديات الوطنية، والذود بشجاعة وثبات عن مصالح الشعب السوداني الشقيق. وقضايا الأمة العربية والإسلاميةوسعيه الدؤوب لاحلال الوئام بين القوى السودانية السياسية على امتداد الساحة الوطنية وتعزيز قوة ومنعة نسيجه الاجتماعي وتجانسه.
الإخوة الحاضرون.. إن علاقة الجمهورية اليمنية بجمهورية السودان الشقيق علاقة تاريخية وأزلية نابعة من وحدة كيان الأمة العربية والإسلامية وتداخلها الاجتماعي، وتستند اليوم على أسس راسخة من وحدة الأهداف والمصير المشترك، وتتجسد في الكثير من مجالات التعاون والتنسيق بين مصير الأمة والاستقرار في منطقة وخاصة منطقة القرن الأفريقي.. وهذه المسؤولية المشتركة محكومة بجملة من الاتفاقيات والمعاهدات والأهداف المشتركة.
الإخوة الكرام.. إن ما تشهده منطقتنا العربية من تحديات معاصرة ومخاطر مستقبلية تثير قلقاً متعاظماً لا يسعنا تجاهلها أو الاستمرار في حالة عدم الاكتراث بها.. ومنذ وقت ليس بالقريب أطلت على منطقتنا الكثير من المشاريع التفككية والاستعمارية المعاصرة البديلة لمشاريع سايكس بيكو وجميعها تستهدف الى التغيير الجذري للخريطة الجغرافية والاجتماعية والسياسية لكثير من دول المنقطة وإعادة تمزيقها وتشكيلها ضمن كيانات صغيرة تتفق ومصالح بعض هذه القوى التي تسعى إلى الانتقام التاريخي من هذه الأمة والتضييق على الكثير من الدول والأنظمة، وتعمل جاهدة على فرض مطامحها على تعود شعوبنا ولعب دور استثنائي خاص مزعوم يحقق لها الهيمنة المطلقة على المنطقة الحيوية الهامة، وإعطاء نفسها حق التدخل في الشؤون الداخلية لأوطاننا والوصاية على شعوبنا ومعاقبة الأنظمة والبلدان المستقلة وفق أهوائها. وما من شك أن هذه التحديات والمخاطر سوف تستمر في النمو وتتمدد لتطال الجميع دون استثناء، وإن الخيار المعقول والوحيد لمواجهتها والدفاع عن السيادة الوطنية وحق الشعوب العربية المشروع في النهوض الحضاري يكمن في قدرتنا على تنظيم التعاون المنشود بين جميع الدول ولإقامة واستخدام وتطوير الآليات والمؤسسات المشتركة لحماية مصالح الأمة ومستقبل الأجيال..
الاخوة الحاضرون جميعاً.. إن هذا المؤتمر يضعكم أمام مسؤوليات جسيمة لمواجهة استحقاق ومتطلبات المرحلة القادمة ويدفع إليكم الاستمرار في تطوير العمل السياسي، ونحن على ثقة كبيرة بأنكم قادرون على تلبية ما يتطلع إليه شعبكم الكريم ومن هذا المؤتمر وتجسيد لطموحاته المشروعة في حياة حرة وكريمة تسودها المحبة والوحدة والتكامل مؤكدين لكم وقوف اليمن قيادةً وحكومةً وشعباً مع خيارات شعبكم ونضالاته ووحدة السودان ارضاً وشعباً . الاخوة اعضاء المؤتمر .. الاخوة الحاضرون:- لقد اتيناكم من ارض سبأ لنزف لكم تحيات أبناء الشعب اليمني وندعوكم للحفاظ على وحدة السودان وسلامة اراضيه تحت قيادة فخامة الاخ الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.