زار السجن المركزي عدد من الإعلاميين المشاركين في ورشة مناصرة قضايا المرأة السجينة والإحداث في وسائل الإعلام التي نظمها اتحاد نساء اليمن بالتعاون مع المشروع الفني والاستشاري للاتحاد خلال الفترة من 17-21يناير2009م والتي هدفت الى تفقد أوضاع السجينات والأحداث وإيجاد الحلول والمعالجات الأمثل عبر وسائل الإعلام لمناصرة قضاياهم . وخلال الزيارة تم النزول إلى جميع مرافق سجن النساء الذي يصل عدد النساء النزيلات فيه إلى 80 امرأة ويوجد في السجن الخاص بالنساء فصول دراسية ومعمل للكمبيوتر وأخر للخياطة والتطريز والحياكة ، تقول إحدى المعلمات ان عدد الدارسات من النزيلات في المدرسة مابين 30-40 امرأة يتعلمن الكتابة والقراءة وأخريات يدرسن المرحلة الابتدائية وقالت إحدى المعلمات المتعاقدات من مكتب التربية : اعمل هنا على التعليم والرعاية الثقافية والاجتماعية للسجينات والتعليم هنا إجباري ومهمتنا ليست فقط التدريس ومحو الأمية وإنما الرعاية النفسية والاجتماعية والتوعوية أيضا وفي معمل الخياطة والتطريز والذي يعتبر من الأقسام الأكثر نشاطا وحيوية وجدنا عدد من الآلات الحديثة التي يعملن عليها السجينات في الخياطة والحياكة وأيضا التطريز وينتجن العديد من الازياء والملابس المتنوعة حسب الطلبيات التي تصلهن من بعض الجهات مثل جمعيات الهلال الأحمر التي تشتري منهن منتوجاتهن من الأزياء.. وخلال الزيارة تحدثت إلينا أحدى السجينات قائلة : نحن نعمل في مجال الخياطة وقادرات على خياطة كل الأعمال المطلوبة منا وبحسب المواصفات التي تريدها أي جهة الا أننا لا نتلقى طلبات من الجهات التي تريد مثل هذه الملابس والأزياء كون أننا في السجن لانجد جهة لتسويق منتجاتنا وهذه هي الصعوبة التي نواجهها بالدرجة الأولى وهنا يوجد كثير من النساء المتدربات القادرات على أنتاج أفضل الأزياء والملابس وبأسعار منافسة للسوق ، وقد أبدين استعدادهن لتنفيذ أي طلبيه لأي جهة وأي كمية مطلوبة وفي معمل الكمبيوتر وجدنا العديد من المتدربات والراغبات بالتعلم على جهاز الحاسوب وفعلا وجدنا عدد كبير منهن أصبحن يجدن العمل على الكمبيوتر وهذه تعتبر قفزة نوعية في تأهيل وتدريب المرأة السجينة على التعامل والعمل على أجهزة الحاسوب بعد ذلك زرنا العيادة الخاصة بالنساء والتقينا بالمسئولة فيها مساعد طبيب..تقول هنا يتم توفير الأدوية الضرورية والإسعافات الأولية، وهناك أطباء لكنهم ليسو متخصصون وعندما تواجهنا حالة تتطلب أخصائية تنقل المريضة الى المستشفى خارج السجن. وطالبت الجهات المسئولة بانتداب طبيبة متخصصة بأمراض النساء وولادة كما توجد حضانة لأطفال السجينات تحتوي على بعض الألعاب وتلفزيون ومربية .. وقالت نحن نقوم بالعناية ورعاية أطفال السجينات رغم شحة بعض الاحتياجات الضرورية للأطفال مثل الحليب والحفاظات. انتقلنا بعد ذلك الى زيارة سجن الأحداث الذي يضم 35 حدثا تترواح اعمارهم مابين 14و 18عام منهم 19 طفل متهم بقضية القتل ومن أكثر الجرائم التي يرتكبها الأحداث ايضا السرقة . يقول مدير قسم الأحداث في السجن محمد الوادعي نحن في صدد الانتقال الى مبني اكبر وبمواصفات حديثه لان هذا القسم الحالي يعتبر صغير وقوته الاستيعابية 24 حالة فقط لهذا نضطر الى توزيع بعض الأحداث الى الأقسام الأخرى للتخفيف من الضغط، وقال الوادعي ان الدار يمتلك برنامج تأهيلي وإصلاحي للحدث يتكون من مدرسة لتحفيظ القران الكريم وتدريس علومه ،إضافة الى برامج أخرى مثل دورات لتعليم الكمبيوتر واللغة الانجليزية , كما ان هناك مكتبة خاصة بالإحداث تحتوي على 1112 كتاب ثقافي وديني متنوع كما تم زيارة مكتبة السجن والتي تحتوي كتب متنوعة ثقافية دينية توعوية يصل عددها إلى 4127 كتاب منها 1112 كتاب خاص بالإحداث و 92 عنوان كتاب جامعي إضافة الى عدد من أجهزة الكمبيوتر خاصة بعمل دورات كمبيوتر للنزلاء داخل السجن ويوجد فيها قسم خاص بالرسم والخط يعمل فيه بعض النزلاء الذين لديهم ميول فنية مثل الرسامين والخطاطين يقول احدهم نرسم في حدود الإمكانيات المتاحة لدينا وكثير ما نحتاج إلى مواد وأدوات رسم ونتمنى ان نجد دعما من خارج السجن لتوفير الأدوات والإمكانيات اللازمة للرسم والخط ،فهناك جمعيات او الشخصيات اثناء زيارتها السجن تشتري اللوحات والأعمال الفنية بشكل دائم وناشد المشرف على المكتبة الجهات الإعلامية والمختصة بتزويد مكتبة السجن بالصحف المختلفة والمجلات الثقافية والكتب . من جهته يقول مدير قسم التأهيل والتدريب بالمصلحة يحيي الحيدري نعمل على تدريب وتأهيل المساجين ضمن الإمكانيات المحدودة وكما ترون كل هذا يتم بجهود ذاتية وتعاونية من النزلاء وادارة السجن فمثلا دورات الكمبيوتر نختار من لدية خلفية في الكمبيوتر او اللغة الانجليزية ليعلم الآخرين لان هدفنا هو الإصلاح والتأهيل قبل كل شيء ، ونظرا لزيادة العدد في الأنشطة نعمل على تقسيم الوقت وتخصصية لإعداد معينة ولفت الحيدري في حديثه إلى انه تم تنفيذ 10 دورات في اللغة الانجليزية و 4 دورات اخرى في مجال الكمبيوتر ل120 نزيل, و دوارت أخرى ثقافية توعوية، كما ان لدينا دوري رياضي في التنس والشطرنج وكرة القدم وكرة الطائرة ل211 رياضي وهذا كله بجهود تعاونية من النزلاء وإدارة السجن وخلال الزيارة لاحظ الفريق التعاون الملحوظ من القائمين على السجن وتجاوبهم واستعدادهم لتقديم العون للمرأة السجينة وهم في تواصل دائم ومستمر مع الاتحاد وقياداته .