أثبت المنتخب المصري تألقه وتفوقه في القارة السمراء، واستطاع الظفر بكأس الأمم الإفريقية للمرة السابعة في تاريخ البطولة والثالثة على التوالي مواصلاً تحطيم الأرقام القياسية، ومثبتاً أفضليته المطلقة على منتخبات القارة الإفريقية، بعد أن فاز يوم الأحد على المنتخب الغاني بهدف النجم الصاعد محمد ناجي "جدو" (86). وتمكن اللاعب المصري احمد حسن بالفوز بلقب أحسن لاعب في البطولة واللاعب عصام الحضري بلقب أفضل حارس في البطولة وأصبحا أكثر اللاعبين يلعبان في نهائيات كأس إفريقيا بأربع مرات،و أصبحا أكثر لاعبين إفريقيين يحملان الكأس بواقع 3 مرات لكل منهما، فيما تحصل البديل الذي يقف في كل المباريات كلاعب أساسي في الانتصارات المصرية محمد ناجي جدو، على لقب هداف البطولة بتسجيله خمسة أهداف. وهي المرة الأولى التي تتغلب فيها مصر على غانا بهدف وحيد، وهما الذين التقوا 14 مرة سابقة. وبدأ مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة النهائي بنفس قائمة اللاعبين الذين شاركوا في اللقاءات السابقة، فيما كان التغيير الوحيد بإشراك حسام غالي أساسيا بعد أن كانت مشاركته في اللقاء السابق في نصف الساعة الأخير من مباراة الجزائر. ولم تشهد الدقائق الأولى من اللقاء أي خطورة على مرمى الحارسين عصام الحضري أو ريتشارد كينغسون. ورغم أن النشاط الغاني كان أكثر، وبدا أسامواه وأبوكو إلا أن قوة الوسط المصري بقيادة الخبير أحمد حسن، الذي يشارك في النهائي الرابع له مع "الفراعنة"، تمكن من إيقاف عدد كبير من المحاولات الغانية، قبل أن يطلق حسن تسديدة قوية إلا أنها اعتلت العارضة (11). ولم تساعد أرضية الملعب السيئة أيا من الفريقين على تقديم أداءاً كبيراً، فاضطرا إلى استخدام سلاح التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء، وهو ما حدث من أسامواه الذي سدد كرة قوية من خارج الجزاء إلا انها لم تزعج المتألق عصام الحضري كثيراً (23)، قبل أن يرد عليه زيدان بتسديدة كانت قريبة من القائم الأيسر للحارس الغاني كينغسون (25). وتواصلت أحداث المباراة التي كانت محصورة في منتصف الملعب، ولم يشهد هذا الشوط أي أحداث تذكر، فيما اتضح هدوء لاعبي الوسط حسني عبدربه وحسام غالي وأحمد حسن الذي تفوق بشكل كبير على مقابليهم في الجانب الغاني. ولم يستجد جديد في هذا الشوط الذي انتهى بتعادل منتخبي مصر وغانا بدون أهداف، في نهائي النسخة 27 من كأس الأمم الإفريقية. بدأ الشوط الثاني بالطريقة التي انتهى بها الأول ذاتها، ولم يشهد أي تطور في الأداء الهجومي للمنتخبين في ظل التعليمات الصارمة من حسن شحاتة للاعبي الدفاع أحمد المحمدي وسيد معوض بعدم ترك أماكنهم، قابلها موضع غاني في المناطق الخلفية، الأمر الذي لم يسمح لأي من المنتخبين في خلق فرص حقيقية على مرمى الآخر. ويسدد اسامواه جيان كرة قوية من ركلة حرة مباشرة، إلا أنها ذهبت أعلى من المستوى المطلوب، فيما تابعها الحضري بخبرته الكبيرة (50) أتبعه شحاتة بالتغيير الأول بإشراك عبدالشافي بدلا عن سيد معوض (56). كما سدد جيان كرة قوية بعد أن استلم تمريرة من زميله أبوكو إلا أنها مرت بجوار القائم المصري بقليل كأخطر الفرص الغانية في الشوط الثاني (62). ورغم استعانة المدير الفني المصري بمحمد عبدالشافي، ومنحه صلاحيات أوسع في الذهاب إلى الأمام تجاه المرمى الغاني، إلا أن بديل سيد معوض لم يستفد من هذه الفرصة كما يجب فلعب 3 كرات عرضية لم تكن أيا منها خطرة على مرمى كينغسون الغاني. ويضيع عنصرا الهجوم المصري عماد متعب ومحمد زيدان كرتين خطرتين كان بإمكان أي منهما أن تحسم اللقاء لصالح "الفراعنة". ويشرك شحاتة البديل المتألق دائما محمد ناجي "جدو" بدلا عن "الغائب الحاضر" عماد متعب (70) وتألق عصام الحضري في إبعاد كرة قوية من المتألق جيان لتخرج إلى ركلة ركنية (78)، قبل أن تطول الكرة على زميله أسامواه الذي لم يستفد من عرضية خطرة أمام المرمى المصري (79). وواصل هداف كأس الأمم الإفريقية محمد ناجي "جدو" صناعة تاريخه، بعد أن استفاد من تمريرة زيدان ليضعها في مرمى كينغسون كهدف أول في اللقاء النهائي (85) ا وواصل "أبناء النيل" صمودهم لينتهي اللقاء بانتصار مصري مستحق بهدف "جدو" المتألق، وليتحصلوا على اللقب القاري بجدارة لا يناقش فيها أحد، بعد أن لعبوا المباراة رقم 15 على التوالي دون أي خسارة في البطولة الإفريقية. هذا وجاء التأهل المصري للمباراة النهائية بعد خوضه خمس مباريات قوية حسمها جميعها لمصلحته بالفوز اذ فاز في مباريات دور المجموعات الثلاث وأحرز لاعبوه سبعة أهداف مقابل هدف واحد بينما فاز في الدور الثاني مسجلا ثلاثة أهداف مقابل هدف ثم فاز في الدور قبل النهائي على الجزائر برباعية نظيفة وبذلك استطاع المصريون أحرز 14 هدفا ولم يدخل مرماه سوى هدفين.