قدّم مدير عام الأمن العام اللبناني جميل السيّد، استقالته اليوم قبل ساعات من اتمام الانسحاب السوري من لبنان. وقال السيّد إنه استقال على أثر تغير الساحة السياسية في لبنان. وأضاف: "السياسات هي التي تعيّن المسؤولين الأمنيين. وعندما تتغيّر السياسات فإن هؤلاء المسؤولون يتغيّرون أيضا"." وكانت استقالة السيّد أحد أبرز مطالب المعارضة في لبنان التي تحمّل الأجهزة اللبنانية والسورية مسؤولية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ويعتبر السيّد الموالي لسوريا، أقوى شخصية أمنية في لبنان منذ انتهاء الحرب في عام 1990 . وقد تمتع منذ ذلك الوقت بنفوذ مطلق على الساحة اللبنانية وجاء إعلان الاستقالة في الوقت الذي شارفت فيه سوريا على إكمال انسحابها من لبنان . وكانت نحو 100 مركبة عسكرية سورية، بينها دبابات وناقلات جند، عبرت الحدود من لبنان باتجاه سوريا أمس الأحد. ومن المقرر أن يستكمل الجيش السوري انسحابه من شرقي لبنان اليوم الاثنين، فيما سيرحل المسؤولون الأمنيون غدا وذلك قبل أربعة أيام مما كان مخططا لينتهي بذلك الوجود السوري الذي استمر في لبنان 29 عاما. ينهي السوريون 29 عاما من وجودهم في لبنان وقال المصدر إن رستم غزالة، مسؤول المخابرات السورية في لبنان، سيكون آخر من يرحل بعد إجراء مراسم خاصة بالرحيل في وادي البقاع الثلاثاء. وسوف يغلق الطريق العسكري الخاص الذي يربط البلدين خلفه وسيشغل الجيش اللبناني مقر المخابرات السورية في بلدة عنجر، ومن المقرر أن ترسل الأممالمتحدة فريقاً إلى بيروت للتأكد من أن الانسحاب قد تم. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن الأسبوع الماضي أنه سينتظر حتي الثلاثاء قبل نشر تقرير حول الانسحاب السوري من لبنان. وتنسحب سوريا من جارتها الأصغر انصياعا لقرار الأممالمتحدة الذي مرر في سبتمبر/أيلول الماضي. يذكر أن سوريا، التي دخلت قواتها لبنان في مطلع الحرب اللبنانية التي استمرت ما بين 1975 و1990، هيمنت على شؤونه منذ انتهاء الحرب. وقد كان لسوريا 14 ألف جندي متمركزين في لبنان قبل بدء الانسحاب في 8 مارس/آذار بمواجهة الضغوط الدولية والاحتجاجات اللبنانية.