هاجم وزير العدل السوري محمد الغفري التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقال إنه يهدف إلى محاصرة بلاده بسبب مواقفها الوطنية والقومية، على حد قوله. وطالب الغفري في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن يكون التحقيق قانونيا بحتا يستند إلى أدلة موثوقة وملموسة للوصول للحقيقة. تأتي هذه التصريحات بينما يتوقع أن تبدأ في فيينا اليوم جلسات استجواب خمسة مسؤولين سوريين أمام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري. ويرافق المسؤولون السوريون محاموهم بموجب التفاهم بين دمشق ورئيس اللجنة ديتليف ميليس، وتصر الحكومة السورية على رفض الكشف عن أسماء هؤلاء المسؤولين وتؤكد فقط أنهم ليسوا من القياديين الكبار. لكن مصادر دبلوماسية ذكرت أن بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان سابقا العميد رستم غزالة ومساعده جامع جامع. وتشمل الضمانات التي حصلت عليها سوريا السماح بعودة الخمسة إلى دمشق عقب استجوابهم مباشرة دون أن يكون لميليس سلطة إصدار أوامر باعتقالهم في فيينا. وفي السياق نفسه رجحت مصادر سياسية لبنانية أن يستمر ميليس في منصبه بعد أن طلب لبنان من الأممالمتحدة تمديد أجل التحقيق ستة أشهر بعد الموعد الحالي لانتهائه في منتصف الشهر الجاري. وفي تطور آخر اشتبكت قوات الأمن السورية مع مسلحين يعتقد أنهم إسلاميون بمدينة حلب في شمال سوريا. وقالت وكالة الأنباء السورية إن ستة أشخاص جرحوا في اشتباكات بين قوات الأمن وجماعة وصفتها بأنها إرهابية كانت تعتزم ارتكاب أعمال إرهابية في المدينة. وأضافت الوكالة أن الجرحى اثنان ممن سمتهم الإرهابيين واثنان من عناصر قوات الأمن ومدنيان. وذكرت الجزيرة نت أن أفراد المجموعة فروا عقب الاشتباك وفجروا على ما يبدو السيارة التي كانت تقلهم، وتجري أجهزة الأمن السورية تحقيقات مكثفة لمعرفة هوياتهم. وأضافت الوكالة السورية أن اشتباكا آخر وقع الأسبوع الماضي وقتل فيه متشددان وجرح ثالث. وأنه لم يتم الإعلان عن الاشتباك والأسلحة التي تم العثور عليها آنذاك لأسباب أمنية. وفي حادث آخر قتل شخصان وأصيب 24 آخرون في انفجار وقع في سايلو حبوب في مدينة اللاذقية. وبينما قال أحد مسؤولي وزارة الداخلية إن خبراء فنيين يتفحصون موقع الانفجار، قال مصدر صناعي إن الانفجار قد يكون ناجما عما وصفه بانفجار غباري يمكن أن يحدث في أي سايلو. وفي لبنان دعت لجنة الدفاع عن المفقودين والمعتقلين اللبنانيين الحكومة اللبنانية إلى عقد جلسة استثنائية للبحث في قضية المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها في البقاع. كما طالبت اللجنة بإثارة القضية لدى الأممالمتحدة على اعتبار أنها مجازر ضد الإنسانية. وذكرت مصادر أمنية وطبية لبنانية أن خبراء في الطب الشرعي فحصوا رفات نحو 26 جثة عثر عليها مدفونة في مقبرة جماعية بمنطقة البقاع في لبنان. وقد عثر على المقبرة قرب المقر الرئيسي للاستخبارات السورية سابقا في عنجر شرق لبنان ونقلت إلى بيروت بأمر من القضاء والشرطة اللبنانية.وكان مصدر سوري رسمي قال أن هذه المقابر قد نجمت عن المعارك بين القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وقوات قائد الجيش الأسبق العماد ميشال عون أثناء الحرب الأهلية. وتتواصل أعمال البحث عن بقايا جثث أخرى في الموقع قرب مزار النبي عزير "عليه السلام" على بعد كيلومتر واحد فقط من عنجر.