أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس أن مهمته تنتهي الخميس القادم.وقال ميليس بعد غداء عمل مع وزير العدل اللبناني شارل رزق إن "الخبر السيئ هو أن مهمتي تنتهي في 15 من الشهر الجاري، والخبر الجيد هو أن الفريق الذي شكلته الأممالمتحدة سيواصل تحقيقاته".وأوضح ميليس أنه ستكون هناك فترة انتقالية، يقوم خلالها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان باختيار خليفة لميليس، كما تعهد القاضي الألماني بالبقاء فترة من الوقت مع خليفته القادم، لإطلاعه على جميع جوانب القضية التي سينظر فيها.وكان ميليس قد التقى في وقت سابق المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا والقاضي اللبناني المكلف باغتيال الحريري إلياس عيد.وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد حاول الأربعاء الماضي التقليل من أثر قرار ميليس بعدم الاستمرار في مهمته على سير التحقيق الدولي.وقد رفض ميليس الاستجابة لجميع الضغوط الأميركية واللبنانية بالبقاء في مهمته التي تنتهي حسب العقد الموقع مع الأممالمتحدة في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2005.ومن المقرر أن يرفع ميليس في آخر يوم عمل له تقريرا لأنان حول ما آل إليه التحقيق الدولي حول اغتيال الحريري في 14 فبراير/ شباط الماضي.وفي الساحة اللبنانية الداخلية أسهم كشف مقبرتين جماعيتين نهاية الأسبوع الماضي في بلدة عنجر على مسافة غير بعيدة من المقر العام السابق للاستخبارات السورية، في إعادة فتح ملف المعتقلين والمفقودين في لبنان خلال الحرب الأهلية التي استمرت بين العامين 1975 و1990.حيث طالبت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان السلطات اللبنانية بفتح كل المقابر الجماعية التي لها مواقع معروفة.وصرحت وداد حلواني الناطقة باسم اللجنة بأن اللجنة كانت قد حددت للسلطات اللبنانية عام 2000 مواقع عدة مقابر جماعية وطالبت بنبشها، لكن الدولة رفضت الاستجابة لهذا المطلب، حسب قولها.وطالبت حلواني الدولة اللبنانية بدعوة رؤساء المليشيات السابقين إلى الإدلاء بما لديهم من معلومات عن مواقع تلك المقابر، مشيرة إلى أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "هو الوحيد من بين الزعماء السياسيين" الذي استقبلها، وأبدى استعداده للمساعدة في كشف الحقائق المخفية في هذه المقابر.وتقول اللجنة إن السلطات اللبنانية لديها خرائط بمواقع 35 مقبرة جماعية.من جانبه قال مقرر اللجنة النيابية لحقوق الإنسان النائب غسان مخيبر إن اللجنة ستعقد الثلاثاء القادم جلسة تدعو إليها ممثلين لهيئات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل بحث هذه القضية، مشددا على ضرورة أن ينال "كل مجرم العقاب الذي يستحقه، وأن يتم التكامل والعمل بين الطوائف والمجموعات السياسية للوصول إلى مصالحة حقيقية وليس مصالحة كاذبة".وكان وزير العدل اللبناني قد أعلن أمس الخميس إرسال عينات من الرفات التي عثر عليها في مقبرتي عنجر الجماعيتين لإخضاعها لفحص الحمض الريبي النووي لتحديد تاريخ الوفاة، موضحا أن النتائج ستظهر في غضون عشرة أيام.وإضافة إلى المقبرتين في عنجر، عثر أخيرا على رفات جنود لبنانيين دفنوا في مقبرة جماعية أخرى في محيط وزارة الدفاع اللبنانية بإحدى ضواحي العاصمة بيروت.يذكر أن منظمة العفو الدولية أكدت مؤخرا أن الحرب الأهلية في لبنان تخللتها انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان، ونوهت إلى حدوث عمليات قتل وخطف ارتكبتها مختلف المليشيات اللبنانية والفلسطينية والقوات العسكرية السورية والإسرائيلية دون أي عقاب.