قال المندوب الأمريكي لدى الأممالمتحدة جون بولتون إن بلاده طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة إقناع رئيس لجنة التحقيق في اغتيال الحريري ديتلف ميليس بالبقاء على رأس اللجنة.وأوضح بولتون للصحفيين في نيويورك أنه يتفهم أن ميليس يعيش ظروفا شخصية خطرة بسبب عمله، موضحا أنه طلب من أنان ترشيح خليفة لميليس إذا ما أصر على ترك عمله.وعبر بولتون في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من أن تستغل الحكومة السورية حدوث تغيير شامل في قيادة اللجنة بحيث توقف تعاونها التام. وكان القاضي الألماني ميليس قد أعلن إنتهاء مهمته على رأس لجنة التحقيق الدولية في الأول من يناير, في وقت طلبت فيه بيروت تمديد مهمة اللجنة لمدة ستة أشهر أخرى.ويأتي هذا الإعلان قبل بضعة أيام من جلسة استجواب لجنته في فيينا لخمسة مسؤولين سوريين ونحو أسبوعين من تقرير سيسلمه ميليس للأمم المتحدة حول تطور التحقيق في اغتيال الحريري الذي وقع في 14 فبراير الماضي في بيروت. وقال ميليس في حديث إلى صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية نشر أمس الجمعة "أنا لا أستقيل ولا أغادر لجنة التحقيق. عقدي ينص على أن ولايتي تنتهي في الأول من يناير ".وفي السياق أكدت مصادر صحفية ألمانية نقلا عن مصادر بالأممالمتحدة أن ميليس قدم بالفعل استقالته إلى أنان، بعد ضغوط ألمانية مورست عليه بسبب تعارض استمرار ترؤسه للجنة التحقيق مع مصالح البلاد القومية. ويأتى هذا فى الوقت الذى أيدت فيه الحكومة اللبنانية التمديد ستة أشهر لعمل لجنة ميليس الذي يفترض أن ينتهي في 15 ديسمير الجارى. وقال وزير الدفاع اللبنانى الياس المر في تصريح صحافي أدلى به لدى خروجه من اجتماع لمجلس الوزراء : "إن الحكومة تؤيد التمديد ستة أشهر لمهمة اللجنة".كان ميليس قد اعلن وفي وقت سابق انه لن يشارك شخصيا في استجواب المسؤولين السوريين الخمسة المقرر في فيينا. وأوضح ميليس أن فريق خبراء من أعضاء لجنته توجه إلى فيينا لهذا الهدف ، مشيرا إلى أن الاستجوابات ستتم من دون شروط بموجب الصلاحيات المعطاة له. كما أكد ميليس انه لم تبرم أي صفقة مع سوريا ولكنه تحدث عن بعض المرونة. واستبعد ميليس التمديد لمهمته مرة جديدة ، مؤكدا أن تقريره سيرفع إلى الأممالمتحدة في الموعد المحدد في الخامس عشر من هذا الشهر. هذا وقد أعلنت مصادر دبلوماسية في الأممالمتحدة أن المسؤولين الأمنيين السوريين الخمسة الذين طلب استجوابهم الحريري سيخضعون للاستجواب في فيينا الأسبوع المقبل بين الخامس والسابع من ديسمبر من جهة أخرى يعتزم وفد من لجنة التحقيق الدولية المكلفة التحقيق بجريمة اغتيال الحريري زيارة دمشق لبحث مسألة استجواب شخصيات سورية غير المقرر استجوابها في فيينا. على صعيد اخر اتهم سفير سوريا لدى واشنطنالولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة بإضمار" أجندة خفية" ضد بلاده بالاستمرار في الدفع بعملية التحقيق الجارية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال السفير عماد مصطفى في تصريحات له بمقر الكونجرس الأمريكي في واشنطن: " إن ما يقف وراء كل ما تواجهه سوريا ليس ما فعلته سوريا او ما تتهم بأنها فعلته بل ناجم عن أجندة خفية وضعتها عناصر تتمتع بنفوذ كبير في الإدارة الامريكية ومواقع أخرى". وأضاف المسؤول السوري خلال مشاركته في ندوة نظمتها مؤسسة المصالح القومية قائلا: " نعتقد منذ اليوم الأول ان المؤامرة والخطة التي تقف وراء اغتيال الحريري أبعد بكثير من قضية اغتيال هذا الزعيم الوطني". وتابع قائلا "نعتقد أن سوريا أيضا مستهدفة بهذه الجريمة وما نراه اليوم يؤكد صحة تخوفاتنا". واعتبر السفير السوري أن التحقيق سيف مسلط على رقاب السوريين، بما في ذلك اعتماد قاضي التحقيق الألماني ديتليف ميليس الذي يرأس اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال الحريري على شهادات لا يتمتع أصحابها بالمصداقية "لالحاق اكبر قدر ممكن من الضرر بسورية". ورأى أن اقوال اثنين من الشهود ضد سوريا "نسفت بشكل كامل" لكنه عبر عن شعوره بخيبة الأمل لان سورية لم تبرأ ذمتها. واضاف "ما زال هناك قرار في مجلس الأمن الدولي ضد سورية. وسورية ما زالت مستهدفة من قبل القوة العظمى الوحيدة في العالم: الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأضاف قائلا: "لقد قلنا ذلك ونعيد تكراره الآن. إن مصلحتنا الوطنية تقتضي منا التعاون مع التحقيق الذي يجريه ميليس لأننا نؤمن بأن الطريقة الوحيدة لتبرئة سورية هي كشف الحقيقة في اغتيال الحريري". وتابع السفير السوري قائلا: "نحن على قناعة تامة بأن لا علاقة لنا بأي شكل كان باغتيال الحريري".