اليوم تكمل الوحدة اليمنية المباركة عقدها الثاني وسط زخم احتفائي كبير بالانجازات العظيمة والتحولات العملاقة التي دفعت قدما بمختلف المجالات وانعكست إيجابا على الوطن والمواطنين , وتزامن مولد الجمهورية اليمنية مع مشروع النهوض والتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر , وهو المشروع الذي نرى مخرجاته التنموية والخدمية قد غدقت بخيرها مختلف أرجاء الوطن اليمني الكبير , ومازالت مسيرة النهوض والنماء تسير نحو الغد المشرق والمستقبل الواعد غير آبهة بالأصوات النشاز التي تحاول يائسة تعطيل عجلة التنمية والتطاول على الوحدة الوطنية التي أضحت اليوم راسخة رسوخ الجبال وقوية ومتجذرة في ضمير ووجدان كل ابناء اليمن, كما أن الشعب اليمني أصبح اليوم أكثر وعيا وقدرة على مواجهة التحديات والمؤامرات والدسائس الرخيصة التي تسعى للإضرار بمصالحه ومكتسباته ومصالحه العليا . فشواهد الانجاز والنجاح التي تحققت في ظل راية الوحدة وما تعيشه اليمن من احتفالات بأعياد الوحدة و الانجازات المشرقة التي تحققت خلال العشرين عاما هي الرد العملي على ترهات وتطاولات الأقزام . فالإرادة الشعبية هي من تحرس الوحدة الوطنية , وقد سبق وان هب الشعب اليمني للدفاع عنها وتجاوز بها الصعاب والمؤامرات التي واجهتها خلال العشرين سنة الماضية والتي كان أبرزها حرب صيف 1994م ومؤامرة الانفصال الفاشلة.. غير ان ما يحدث اليوم في بعض المحافظات الجنوبية من اعتصامات واحتجاجات وأعمال شغب وتخريب وصلت الى حد القتل والنهب والتعذيب وإن كانت لا ترقى الى ما حدث في 1994م، لكنها ربما تثير بعض القلق لدى البعض على مستقبل الوحدة، فهل هي كذلك؟ في هذا الحديث الذي خص به «26سبتمبر» يؤكد الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أن الوحدة محمية بإرادة الشعب وهو لن يسمح لأي كان المساس بها مهما كان الثمن.. مشيراً الى ما تحقق للوطن خلال العشرين سنة الماضية من تحولات وإنجازات عظيمة جعلت اليمن أقوى بوحدته.. وقال هادي: من ينادون اليوم بالانفصال أو فك الارتباط باسم أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ليست لهم أية علاقة بأبناء هذه المحافظات وعدَّهم حفنة من المرتزقة والعملاء والخونة ولا يمثلون إلا أنفسهم.. وطالب أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك أن يسارعوا بالانخراط في صف الوطن والثورة والوحدة وأن يمارسوا العمل الديمقراطي بمفهومه الصحيح معتبراً ما تقوم به هذه الأحزاب تدميراً للديمقراطية. وفيما يلي نص الحديث: حاوره / احمد الجبلي بالرغم من كل التحديات التي واجهتها، تكمل الوحدة اليمنية اليوم عقدين من عمرها المديد بإذن الله.. ماذا يعني لكم ذلك؟ بداية لابد من التأكيد بأن احتفالات شعبنا اليمني الأبي بمرور عقدين على إعادة تحقيق الوحدة المباركة، هو احتفاء بعشرين عاماً من التلاحم والتنمية والتقدم على مختلف المستويات، وهو احتفاء بذكرى تؤرخ لواحد من أعظم إنجازات اليمن.. هذا الإنجاز الاستراتيجي العظيم الذي جسد عزم الرجال المخلصين وحنكة القادة الملهمين وعلى رأسهم فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ولذلك فإن الوحدة تعد تتويجاً لكل الإنجازات الخالدة التي حققها اليمن في لحظة تاريخية فارقة وصنع في ظلها تحولات مؤثرة في حاضره ومستقبله. كما ان الوحدة اليمنية تعد المشروع الحضاري للشعب اليمني الذي يقدم نفسه من خلاله ويسعى لأن يكون شاملاً كل الوطن العربي والإسلامي.. ولا نغالي أو نبالغ إن قلنا: بأن اليمن أصبح بالوحدة أكثر قوة وأشد منعة، وأوسع تأثيراً في محيطه ذلك لأن الوحدة قد وحدت الطاقات والإمكانات وفتحت الباب واسعاً أمام كل فئات الشعب للمساهمة في بناء الوطن في كل المجالات السياسية والإقتصادية والاجتماعية، كما فتحت آفاقاً واسعة أمام كل مواطن يمني ليشارك من خلال الديمقراطية في إدارة شؤون بلده ومجتمعه. ولعلنا اذا ما نظرنا إلى ما كان عليه الحال قبل إعادة تحقيق الوحدة في الثاني العشرين من مايو 1990م وما اصبحنا عليه اليوم سنجد حجم التطور الكبير والفارق الشاسع الذي أحدثته الوحدة من تحولات إستراتيجية هائلة في مختلف مناحي الحياة وما تحقق للوطن من مكاسب ومنجزات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتنموية هائلة في عموم مناطق ومحافظات اليمن وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية والشرقية التي نستطيع القول أن الوحدة قد أعادت الاعتبار لتلك المحافظات التي لطالما عانت كثيراً من الحرمان في عهد الحكم الشمولي. وقد كان للوحدة اليمنية التي جاءت في مرحلة حرجة من تاريخ الأمة العربية في ظل الوضع العربي الذي تهيمن عليه حالة الانكسار والضعف والتمزق والشتات أن مثلت مكسباً قومياً عظيماً لكل أبناء اليمن وأبناء الأمة العربية والإسلامية الذين وجدوا في وحدة اليمن فاتحة خير لهذه الأمة التي يتطلع أبناؤها للخروج من حالة الكبوة والانكسار ولم الشمل وتحقيق الوحدة الشاملة التي جاءت الوحدة اليمنية كمقدمة لها. ومما لا شك فيه أن اليمن أصبحت في ظل الوحدة قوة عظيمة كبرى لها دورها ومكانتها الريادية المؤثرة على الصعيدين الإقليمي والدولي ،ولعلنا نلمس ذلك جليا من خلال المواقف المعلنة من كافة الدول الشقيقة والصديقة التي تؤكد دوماً على وقوفها إلى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره. ولهذا كله، كان لابد لهذا المواطن الشريف والغيور على وطنه أن يحافظ على هذه الوحدة وأن يحملها في حدقات عيونه لكونها عادت عليه بالخير، وعوضته عن تلك السنوات من الحرمان التي عاشها إبان عهود التجزئة والتشطير. حقيقة ساطعة هل يعني ذلك أن الوحدة قد أصبحت في مأمن وأن ما يحدث الآن في بعض المحافظات الجنوبية لا يدعو إلى القلق؟ كما سبق وقلت: فإن منجز الوحدة الذي أضحى منذ 22 مايو 1990م حقيقة ساطعة وحدثاً بارزاً على الساحة الإقليمية والدولية لم يأت من فراغ أو بعيداً عن إرادة الجماهير، فقد كانت الجماهير اليمنية بكل فئاتها حاضرة في كل الخطوات التي أفضت الى الوحدة وساندتها بوعي وطني عالي المستوى، وحرصت على دعم هذا المنجز الوطني والدفاع عنه في كل المراحل، وذلك ما تجلى في تصديها الباسل لمؤامرة الانفصال في صيف 1994م، وهو ما يعني ان الوحدة أصبحت راسخة ومتجذرة في وجدان وضمير كل يمني، وأن أية أصوات نشاز في مديرية أو مديريتين لا يمكن أن تنال من إرادة شعبنا المتمسك بالوحدة والديمقراطية وسوف يواصل هذا الشعب العظيم مسيرته النضالية ضد أعداء الوطن والثورة والوحدة، وهو على استعداد لأن يلحق بهم نفس الهزيمة التي تلقوها في 1994م لأن أبناء شعبنا يرون في الوحدة عزتهم وكرامتهم وقوتهم، ولذلك فهم لن يفرطوا بها ولن يسمحوا لأي إنسان مهما كان المساس بها أو العبث بمقدرات الوطن ومكتسباته. ومن هنا يمكن القول بأنه ليس هناك ما يدعو الى القلق على الوحدة، خاصة واننا تعلمنا ان عجلة التاريخ لا يمكن أن تعود الى الوراء أبداً. قناعة شعبية اذاً كيف تردون على تلك العناصر التي ما تزال تنادي بالانفصال تارة وفك الارتباط تارة أخرى؟ إن من يفكر بالعودة الى ما قبل 22 مايو 1990م فهو كما قلنا مرات ومرات إنما يحلم، لأن الوحدة اليمنية بعد الاستفتاء عليها من كل جماهير شعبنا في عموم محافظات الوطن لم تعد ملكاً لمحافظة أو لأشخاص إنما باتت ملكاً لكل اليمنيين، وهي قناعة كل الشعب اليمني من أقصاه إلى اقصاه، لأن هذا الشعب يدرك تماماً بأن أمنه واستقراره ونمو وطنه واقتصاده يكمن في وحدته وليس في تشرذمه وتفرقه. وهؤلاء الذين تحدثت عنهم في سؤالك ليست لهم أية علاقة بأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين يتحدثون باسمها وينادون بانفصالها، فهم في حقيقة الأمر لا يتعدون كونهم حفنة من المرتزقة والعملاء والخونة ولا يمثلون إلا انفسهم لأن الجميع ينبذونهم ويرفضون أطروحاتهم التي لا تتواءم مع أماني أبناء شعبنا الذين يتطلعون الى التقدم والازدهار والنهوض الحضاري .. وبالتالي فإن شعبنا اليمني ومعه ابناء قواته المسلحة الباسلة والذين سطروا أروع البطولات عبر تاريخ اليمن الطويل وقضوا على الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد والاستعمار البغيض، وانهوا عهود التشطير إلى الأبد لا يمكن أبداً أن يتسامحوا مع كل من يحاول ان يستهدف الوحدة الوطنية والشرعية الدستورية. فالوحدة ستظل راسخة وقوية ومحمية بقوة وإرادة الله وبإرادة أبناء الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن الباسلة.. وستظل رايتها عالية خفاقة إلى الأبد.. ولعل ما يحصل حالياً من أعمال تخريبية وجرائم تقطع ونهب وسرقات في بعض المناطق من قبل بعض المرضى من ضعفاء النفوس ممن فقدوا مصالحهم الشخصية انما يعبر عن حالة اليأس والإحباط التي يعيشها أولئك البعض الذين لطالما تشبعوا بثقافة الحقد والكراهية ولم يعرفوا غير لغة الفوضى والتخريب وقطع السبيل ليتنكروا للوطن وهويتهم الوطنية بل وللتاريخ النضالي التحرري الوحدوي الطويل لأبناء الشعب اليمني. تحولات مذهلة في الجانب الآخر، كيف ترون ما تحقق على مدى العشرين عاماً الماضية؟ من الصعب جداً حصر ما تحقق من منجزات تنموية واقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية وغيرها في هذا الحيز أو في مقابلة كهذه، لكنني أقول لك باختصار أن ما تحقق من إنجازات ضخمة في عهد الوحدة المباركة وخلال العقدين الماضيين وعلى مستوى الوطن اليمني الواحد يعد مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني وبالذات في المحافظات الجنوبية والشرقية التي نالت قسطاً أكبر من تلك الإنجازات وبالذات التنموية، والخدمية نتيجة لحرمانها من أية مظاهر للتنمية والخدمات إبان الحكم الشمولي السابق الذي حرم هذه المحافظات من أية نهضة تنموية وكانت عواصم هذه المحافظات وبالذات عدن والمكلا أشبه بالخرابة أو القرية كما وصفهما فخامة الأخ الرئيس عند زيارته الأخيرة إلى حضرموت، أما اليوم فمن ينظر إلى عدن مثلاً سيجد الإجابة الشافية على سؤالك، فقد تضاعفت فيها مساحات التنمية عشرات المرات عمرانياً وصناعياً وخدمياً وغير ذلك مما أنعكس على حياة الناس فيها وعلى مستوى معيشتهم وعلى معارفهم ووعيهم الأمر الذي يجعلني أجدد التأكيد بأن عدن قد خلقت بعد الوحدة من جديد، وهكذا هو الحال بالنسبة للمكلا والحوطة وعتق وجعار والضالع وكل مدن المحافظات الجنوبية والشرقية، وهو ما يؤكد عظمة الوحدة وعظمة هذا الشعب الذي صنعها. ولذلك فإن المنجزات التي تحققت خلال عقدي الوحدة سواء على مستوى المحافظات الجنوبية والشرقية أو على مستوى الوطن عموماً إنما تستوجب من كل ذي بصيرة أن يقارن بين عهد التشطير وعهد الوحدة ليرى الفارق الشاسع بينهما. فما أنجز اليوم حقق بالفعل تحولات نهضوية كبيرة وبمعدلات فاقت كل التصورات، وذلك بعد أن تم تسخير كل الإمكانات للبناء والتنمية. ويكفينا للدلالة على حجم الانجاز ان نشير مثلاً بأن هناك نصف مليون طفل يلتحقون بالتعليم سنوياً بينما يتم بناء المئات من المدارس بمراحلها الأساسية والثانوية في كل سنة وذلك لاستيعاب ما يزيد على خمسة آلاف طالب وطالبة تزداد أعدادهم سنوياً بمئات الآلاف.. وبنفس هذا القدر فقد شهد التعليم الفني والمهني والتعليم العالي توسعاً غير مسبوق وظهرت عشرات الجامعات الجديدة والمعاهد الفنية والمهنية بينما شهدت الجامعات الحكومية توسعاً كبيراً في كلياتها، وانتشرت شبكات الطرق لتربط كل ربوع الوطن ببعضه البعض من جهة، كما تربط اليمن بدول الجوار من جهة أخرى.. وغطت الاتصالات الحديثة والمتطورة تقنياً الريف والحضر على حدٍ سواء، ناهيك عن القفزات الكبيرة التي تحققت في مجال الخدمات الصحية وبناء العديد من المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية المتخصصة هنا وهناك، وغير هذا وذاك فهناك العشرات من المشاريع الاستثمارية الكبيرة منها والمتوسطة التي أقامها القطاع الخاص والمستثمرون سواءً اليمنيين أو الاشقاء العرب وخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي كنتيجة لحالة الأمن والاستقرار التي يعيشها الوطن في ظل وحدته. تسهيلات للمستثمرين على ذكر الاستثمار، ما هي التسهيلات الممنوحة للمستثمرين العرب والأجانب؟ كما تعلم فاليمن يعد بلداً خاماً وواعداً تكتنز أرضه الكثير من الخيرات كما انه يمتلك العديد من مقومات الاستثمار الناجح سواء في الجانب الصناعي او الزراعي أو السياحي وغيره. والمجال الاستثماري فيه مفتوح أمام الجميع عرباً وأجانب ونحن نرحب بكل المستثمرين وندعوهم للاستفادة من هذه المقومات المتوافرة ونؤكد بأنهم سيجدون في قانون الاستثمار اليمني كل التسهيلات التي تكفل لهم نجاح مشاريعهم الاستثمارية وتكفل حقوق المستثمر..والدولة والحكومة في اليمن تحرص دوماً على تشجيع المستثمرين وتقديم كافة الدعم والرعاية اللازمة لهم. 312 مشروعاً في تعز بهذه المناسبة، ماهو حجم المشاريع التي سيتم افتتاحها في محافظة تعز التي تحتضن احتفالات العيد العشرين؟ هناك ثلاثة أنواع من المشاريع التي سيتم تدشينها ووضع حجر الأساس لها أو التي سيتم افتتاحها، وهي تتوزع مابين مشاريع مركزية ومشاريع استثنائية ومشاريع محلية، ويصل عدد المشاريع التي سيتم افتتاحها بهذه المناسبة الى 312 مشروعاً بالإضافة الى تدشين ووضع حجر الأساس لسبعة مشاريع إستراتيجية بالمحافظة وبقيمة إجمالية تصل الى 220 مليار ريال. خصوصية تعز ماهي الخصوصية التي جعلت من تعز مقراً لاحتفالات الوطن بالعيد الوطني العشرين هذا العام؟ أولاً لابد من الإشارة إلى أن إقامة الاحتفالات الوطنية في المحافظات أصبح تقليداً أختطته القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باعتبار أن كل المحافظات كان لها دورها وإسهاماتها في صنع التحولات التي شهدها ويشهدها الوطن منذ انتصار الثورة اليمنية (26سبتمبر و 14 أكتوبر) ومحافظة تعز مثل غيرها من المحافظات كان لها دورها في مساندة الثورة اليمنية والانتصار لها، ولعلك تعلم أن أبناء تعز هبوا جميعاً جنباً الى جنب مع إخوانهم في كل محافظات اليمن الواحد للدفاع عن الثورة منذ الوهلة الأولى وقدموا التضحيات الجسيمة والغالية من أجل الحفاظ على النظام الجمهوري، كما ان تعز احتضنت مناضلي ثورة 14 أكتوبر وقدمت لهم الدعم والمساندةحتى تحقق الانتصار للثورة. وعلى درب مسيرة النضال الوحدوي فقد رسم أبناء تعز انصع لوحات الفرح الوحدوي والحماس الصادق عند استقبالهم التاريخي لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بعد عودته من زيارته التاريخية، إلى عدن والتي تم خلالها التوقيع على الاتفاق الوحدوي في الثلاثين من نوفمبر 1989م حيث استقبلته الحشود الهادرة في تعز معبرة عن ابتهاجها الكبير وفرحتها الغامرة بذلك الإنجاز وقرب إعلان يوم الوحدة، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن أبناء المحافظات الأخرى لم يبتهجوا بذلك الاتفاق، بل على العكس، فقد عبر أبناء شعبنا في جميع المحافظات حينها عن سعادتهم وفرحتهم بتلك الخطوة التي مهدت الطريق الى تحقيق الحلم الذي انتظروه طويلاً. ولذا أؤكد لك بأن كل المحافظات سوف تحتضن بإذن الله الاحتفالات بالأعياد الوطنية أما متى وكيف؟ فذلك سوف يتحدد في وقته. نجاحات ديمقراطية عديدة تزامن إعادة تحقيق الوحدة مع إعلان التعددية السياسية والحزبية.. الآن وبعد عشرين عاماً كيف ترون المشهد الديمقراطي في اليمن؟ لاشك أنه قد تحقق خلال هذه الفترة العديد من النجاحات التي جعلت اليمن واحدة من دول الديمقراطيات الناشئة التي لها شأنها، وتحتل مكانة دولية مرموقة، حيث أصبحت العملية الديمقراطية في اليمن وبما شهدته من دورات انتخابية متفردة في المنطقة تجسد من خلالها مبدأ التداول السلمي للسلطة ونهج التعددية السياسية وحماية واحترام حقوق الإنسان وتعزيز دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية والمشاركة في صنع القرار محل إعجاب وتقدير دولي كبير، وبالتالي غدت محط لقاءات ومؤتمرات ديمقراطية إقليمية ودولية. وانطلاقاً من هذا، يمكن القول: ان المشهد الديمقراطي اليمني اليوم أصبح مزدهراً بألوانه المختلفة، ولدينا قناعات مطلقة بأن الوعي السياسي الوطني لابد من أن يصب في مصلحة الوطن الأرض والإنسان، ونبذ المصالح الأنانية والشخصية مع التسليم بالحقائق الموضوعية وعدم المكابرة ليغدو الجميع من المشاركين في اللعبة الديمقراطية محتكماً بالنتائج التي يفرزها صندوق الانتخابات دون تحذلق او استدعاء للأعذار الواهية. وفي كل الأحوال أرى أن خيارنا المتمثل في الوحدة وارتباطها بالديمقراطية هو الذي سوف ينتصر في النهاية على خيار الماضي مهما كانت الصعوبات والتحديات التي جابهناها، وسوف نجابهها ونحن نمضي في دورب قد تكون صعبة ووعرة، لكننا واثقون من أننا في النهاية سوف نصل الى كل ما يصبو ويتطلع إليه شعبنا العريق من امتلاك كل أسباب التقدم والرقي في ظل راية الوحدة والديمقراطية التي تزداد شموخاً وعلواً في سماء الوطن من عام الى آخر بما تحقق من منجزات وعطاءات.. خيراتها تعم الوطن اليمني من أقصاه الى أقصاه. رسالة الى المشترك بهذا الخصوص، هل من رسالة توجهونها الى أحزاب المعارضة الممثلة في اللقاء المشترك؟ رسالتنا لهم هي أن يسارعوا بالانخراط في صف الوطن والثورة والوحدة، وأن يمارسوا العمل الديمقراطي بمفهومه الصحيح المؤدي الى التبادل السلمي للسلطة وبناء الوطن وتنميته وليس تدميره،ولعلنا نجدها فرصة هنا لنجدد الدعوة لأحزاب اللقاء المشترك إلى مراجعة حساباتها وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الحزبية الضيقة والتفاعل الايجابي مع الدعوة الرئاسية إلى الحوار والانخراط في هذا الحوار بعيداً عن الشروط المسبقة والمزايدات ومحاولات الابتزاز والسلوكيات الانتهازية باعتبار أن أي سلوك انتهازي لن يحصد اصحابه سوى الخسران وخيبة الأمل والشعب اليمني شب عن الطوق ولم تعد تنطلي عليه تلك الأكاذيب والافتراءات والشعارات الغوغائية وممارسات الزيف والتضليل.. فالشعب الذي انتصر للثورة ودافع عنها كما انتصر للوحدة وأسقط المؤامرة الانفصالية في عام 1994م قادر اليوم وأكثر من أي وقت مضى على صيانة وحدته والمحافظة عليها والانتصار لها وإسقاط كل المؤامرات التي تحاول النيل منها. ولعل في ذلك التحالف المشبوه الذي تقيمه أحزاب المشترك سواء مع عناصر التخريب والتقطع والنهب في بعض المناطق الجنوبية أو مع عصابات التخريب الحوثية في محافظة صعدة ما يعكس حقيقة ذلك النهج الانتهازي الذي اعتادت عليه تلك الأحزاب من أجل بلوغ أهدافها السياسية ومصالحها الحزبية الضيقة غير آبهة بمصالح الوطن ومستقبله والجميع يدرك أن هذا التحالف بين قوى الشر الثلاث إنما يهدف بالأساس إلى النيل من الوطن ومكتسباته ومقدراته، والإساءة إلى سمعة ومكانة أبنائه وتعكير الأجواء السياسية وإعاقة مسيرة التنمية والبناء ، والتأثير على حركة النشاط الاستثماري وما تبذله الدولة من جهود من أجل مكافحة البطالة والفقر وتوفير فرص العمل وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين. فما تمارسه هذه الأحزاب في الحقيقة من تشجيع لمثيري الفتن والمخلين بالأمن والاستقرار ودعاة التمزق والتشطير من جهة، وأعداء النظام الجمهوري والثورة من جهة أخرى، لا يمكن أن يندرج ضمن مفهوم الممارسة الديمقراطية كما يعتقدون، بل هو تدمير للديمقراطية.. فليس من الديمقراطية ولا من الحرية ان يقتل الأبرياء بالهوية أو تقطع الطريق وتتعطل مصالح الناس وتتوقف التنمية ويعبأ الناس بثقافة الحقد والكراهية ضد بعضهم البعض. ولذلك، فانني أدعو كافة القوى السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلى تحمل مسؤولياتهم لترسيخ الثقافة الوطنية الوحدوية السليمة الخالية من التشوهات التي نتجت عن الماضي الاستعماري والإمامي والتشطيري، وما نجم عن الأفكار المستوردة وعن الغلو والتطرف بترسيخ الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والإرهاب. تحالفات مشبوهة إذاً كيف تفسرون سيادتكم مايجري من تحالفات بين بعض القوى السياسية والعناصر الحوثية من جهة وما يسمى بالحراك من جهة ثانية؟ كما قلت لا شك انه لأمر مؤسف ان تقوم مثل هذه القوى السياسية ممثلة باللقاء المشترك بعقد مثل هذه التحالفات مع عصابات رفعت السلاح في وجه الدولة وقتلت ودمرت وخربت، أو مع عناصر ما يسمى بالحراك الانفصالي التي باعت نفسها للشيطان واقدمت على ارتكاب أعمال إجرامية مقيته ومدانة ومارست كافة إشكال الإجرام الشاذ الذي لم يعهدها شعبنا في تاريخه. وحقيقة نحن لا نجد تفسيراً لهذه التحالفات المشبوهة غير انه تعبير عن رغبة مضمرة لهذه الأحزاب في بلوغ أهدافها السياسية عبر التحالفات الهدامة بعيداً عن العملية السياسية والديمقراطية وخارج مظلة الدستور والقانون. حريصون على الحوار هل فعلاً وصل الحوار بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المشترك الى طريق مسدود خاصة وأن الوقت يمضي ولم يتبق الكثير على الانتخابات النيابية المقبلة؟ لقد أكدنا لأكثر من مرة بأننا في الدولة والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي بأننا حريصون على الحوار كخيار ثابت رسخه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في كل الظروف والأحوال حتى الأكثر تعقيداً، وقدم من أجل اعتماده منهجاً للحياة السياسية الكثير من التنازلات، لأننا نؤمن بأن الحوار يجب ان يسود مفاصل المجتمع وأن تسود العلاقات بين كل الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.غير أن ذلك كله لم يجدِ نفعاً مع الإخوة في اللقاء المشترك الذين للأسف الشديد لم نتمكن من الوصول معهم الى نتيجة محددة نظراً للسياسة المتقلبة التي يتبنونها وغياب الرؤية والمغالطات المفتعلة والتي تنبئ عن عدم التزامهم باتفاق فبراير الذي يعد الأمثل للمضي في طريق الإصلاح السياسي على قاعدة الشراكة الوطنية، ولذلك نؤكد بأننا لن نحيد أبداً عن الديمقراطية وعن الموجبات الدستورية والقانونية.. وسنمضي بالوطن في طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية. من ناحية ثانية، صحيح أن الوقت يمر كما جاء في سؤالك وفي هذه الحالة وإذا استمرت أحزاب اللقاء المشترك في سياستها هذه فإننا سوف نضطر إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد بشهر أبريل 2011م. تحديات عديدة يرجع البعض ما يحدث من مشكلات اليوم إلى الفساد المستشري في أجهزة الدولة، كيف تردون سيادتكم على ذلك.. وماهي أبرز التحديات التي يواجهها اليمن حالياً؟ نحن لا ننكر بأن هناك فساداً مالياً وإدارياً، وأن هناك أخطاءً وتجاوزات، لكن يجب أن يعترف من يتهمون الناس بالفساد بأنهم أيضاً جزء من هذا الفساد مارسوه أثناء مشاركتهم في السلطة أو خارج السلطة. غير ان ما نراه هو ان تتم معالجة الأخطاء في إطار القانون والنظام وفي إطار الوحدة الوطنية وليس بعيداً عن ذلك، ونحن بإذن الله ماضون في حلحلة كافة الأوضاع، كما أننا واثقون أنه بقيام الحكم المحلي الواسع الصلاحيات سوف تنتهي كل المشكلات التي أشرتم اليها. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فإن اليمن تواجه تحديات عديدة أبرزها الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة المالية العالمية وتراجع أسعار النفط بالإضافة الى التحدي الأمني والمتمثل في الأعمال الإرهابية وما تتركه من تأثيرات على الاقتصاد الوطني وعلى الاستثمار وعلى السياحة، ناهيك عن حرب صعدة والتي أرهقت خزينة الدولة الى جانب ما تحتاجه صعدة من إعادة إعمار. وإلى جانب هذا وذاك فإن اليمن تواجه تحديات أخرى تتمثل في نقص المياه في بعض المدن الرئيسية، والزيادة في معدلات النمو السكاني والتي تعد الأكبر ربما في العالم، ثم التدفق المستمر للاجئين الأفارقة وبالذات من الصومال وما يتطلبه ذلك من التزامات إنسانية.. لكننا بإذن الله وبإرادة كل المخلصين سنتجاوز هذه التحديات. تعزيز دور المرأة كيف تنظرون سيادة النائب الى دور المرأة اليمنية خلال مسيرة الوحدة كشريك للرجل في هذه المسيرة؟ تحرص القيادة السياسية باستمرار على تعزيز دور المرأة في المجتمع وتوسيع تمثيلها في مختلف مؤسسات الدولة وهيئاتها المنتخبة، وتعزيز وضعها في مواقع صنع القرار وذلك انطلاقاً من دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في مسيرة النهضة المباركة التي تشهدها اليمن في المجالات كافة، واعترافاً بإسهاماتها في مسيرة النضال الوطني التي أفضت إلى انتصار الثورة اليمنية الخالدة (26سبتمبر و 14 أكتوبر)، ونيل الاستقلال المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967م بالإضافة الى دورها المشهود ومشاركتها الفاعلة في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية والتي مع اشراقاتها الأولى بدأت المرأة اليمنية تخطو بثبات نحو الأمام، وحققت العديد من المكاسب والإنجازات التي كانت تعد من المستحيلات في عهد التشطير البغيض، فغدت اليوم وزيرة وبرلمانية وسفيرة وأستاذة جامعية وقاضية ومحامية حيث أصبح لا فرق بينها وبين الرجل في ضوء ما كفله لها الدستور والقوانين النافذة. وخلاصة القول إن دولة الوحدة وفي ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عملت على إزالة مظاهر التمييز والاختلالات المؤسسية والتشريعية التي تعيق أو تحد من دور المرأة وإسهاماتها في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية كما حرصت على تشجيع تعليم الفتاة وتوفير خدمات الرعاية الصحية للمرأة عبر مراكز الأمومة والطفولة وغيرها من المنشآت الصحية التي تقدم خدماتها المتواصلة للمرأة في مختلف محافظات الجمهورية، إضافة إلى الاهتمام بالمرأة العاملة .. وإجمالاً يمكن القول إن المرأة اليمنية باتت تلعب دوراً محورياً مهما في مسيرة العمل الوطني وأصبحت لها مكانة مرموقة في ظل دولة الوحدة وهي اليوم تتمتع بكثير من الحقوق والمكاسب خلافاً لما هو عليه حال المرأة في كثير من دول العالم الثالث. زبدة المجتمع مما لا شك فيه أن القوات المسلحة والأمن كانت حاضرة وما تزال في كل المنعطفات التي مر بها الوطن منذ انبلاج فجر الثورة وحتى الآن.. ماهو تقويمكم للدور الوطني الذي تطلع به هذه المؤسسة؟ القوات المسلحة والأمن تمثل زبدة المجتمع ونخبة الوطن المكلفة بحماية أراضيه والحفاظ على كل مكتسباته ومنجزاته، ومواجهة أي اعتداء قد يتعرض له، كما هي القوة الضاربة بيد الشعب والمعبرة عن إرادته والحامية للشرعية الدستورية. ونحن حقيقة نشعر بالفخر والاعتزاز لما حققته وتحققه هذه المؤسسة العسكرية والأمنية في هذا المجال منذ قيام الثورة اليمنية وما واجهته من تحديات ومصاعب ومؤامرات متعددة الوجوه والجبهات، فكانت دوماً صمام الأمان والمنتصرة لمصالح الوطن ومبادئ الثورة العظيمة. كما ان أبناء هذه المؤسسة البطلة كانوا دائماً في الطليعة، وساروا في مقدمة موكب الوحدة خلف القائد الوحدوي الجسور علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووجهوا سلاحهم ضد أعداء الوطن وأعداء الثورة والجمهورية، وقدموا قوافل طويلة من الشهداء على درب الانتصار للثورة والنظام الجمهوري والوحدة، كما حققوا نجاحات عظيمة في مسيرة البناء والتحديث العسكري والأمني الشامل، وكانت وما تزال لهم مواقفهم البطولية المشرفة وانجازاتهم المشهودة وانتصاراتهم العظيمة في مواجهة عناصر التخريب والإرهاب الحوثية هذه العناصر التي رفعت السلاح في وجه الدولة وارادت أن تفرض أجندتها المدعومة من الخارج بالقوة في محاولة لعودة الوطن الى ماقبل الثورة وان كان تمرد هذه العناصر يتدثر بعباءة الدين لكنه يشكل خطراً على الوطن وعلى الثورة وعلى الثوابت الوطنية، فهو تمرد مسيس ومدفوع لتنفيذ أهداف خطيرة على الوطن وكما تلاحظون فهذه العناصر تعلن التزامها بما يتم التوصل اليه من اتفاق وبناءً على ذلك يتحقق لها بعض المطالب ولكنها مجرد ان تحقق هذه المطالب تتراجع عما التزمت به، وهكذا, لأنها تريد ان يبقى الوطن دائماً يعيش في الفتن والحروب والاّ ينعم بالأمن والاستقرار، لاعتقادهم بأنهم من الممكن ان يحققوا احلامهم المريضة في مثل هذه الاجواء غير المستقرة. ونصيحتي لهذه العناصر الدموية المهوسة بالقتل والدمار والتطرف والعنف وكل من يقفون وراءها ان يستفيدوا من دروس الماضي البعيد والقريب وأن يكفوا عن معاداة الوطن والشعب وأن يدركوا بأن المؤسسة الدفاعية والأمنية ستدافع عن خيارات الشعب وثوابته الوطنية، وعن حاضره ومستقبله ولن تتهاون في ذلك أبداً. مواجهة القاعدة في جانب آخر، الملاحظ ان تنظيم القاعدة قد بدأ ينشط في الآونة الأخيرة باليمن ونفذ العديد من العمليات الإرهابية، إلى ماذا ترجعون ذلك، وماهي السبل لمواجهة هذه الأعمال؟ الأرجح هو أن التنظيم قام بتنفيذ عملياته التي أشرت إليها كردة فعل على ما حققته الأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة من عمليات استباقية ناجحة، ولذلك اراد عناصر القاعدة ان يقولوا بإننا مازلنا موجودين. وكما تلاحظ فإن معظم العمليات الأخيرة التي نفذوها كانت فاشلة ولم تحقق أهدافها الإجرامية، كما أن منفذيها من الشباب صغار السن الذين تم التغرير بهم. ومع ذلك لا ينبغي أن نقلل من الخطر الذي يمثله هذا التنظيم وتأثيرات الأعمال الإرهابية التي يقوم بتنفيذها في اليمن- حتى لو كانت فاشلة- على أمن الوطن وسمعته واقتصاده كما سبق وان ذكرت، وهو ما يسعى إليه التنظيم فعلاً والذي يرتبط بعلاقات استخباراتية ويعمل على تشويه سمعة الإسلام وضربه من الداخل، والدليل على ذلك ما تشهده العديد من البلدان الإسلامية جراء العمليات الإرهابية من أعمال عنف أصبحت تسيء الى الإسلام وتشوه صورة المسلمين أمام العالم بينما الإسلام براء منهم.. وإزاء هذا فنحن إذ نطالب الأجهزة الأمنية برفع درجة اليقظة والجاهزية والاستمرار في ضرباتها الاستباقية ضد عناصر التنظيم، وندعو أبناء شعبنا العظيم للتعاون مع هذه الأجهزة لإلقاء القبض على هذه العناصر الضالة والخارجة عن مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وتقديمها إلى العدالة، كما ندعو أصحاب الفضيلة العلماء والخطباء والمرشدين والمعلمين الى العمل المستمر على توعية الطلاب والشباب بخطورة الأفكار السامة التي يحملها هذا التنظيم وتحصينهم من هذا المرض الخبيث. للصبر حدود كلمة أخيرة..؟ شكراً لكم، وما أريد قوله ونحن نعيش أفراح العيد العشرين للوحدة هو أن من حق هذه الوحدة علينا أن نعض عليها بالنواجذ وأن نحميها ونحافظ عليها من أعدائها والمتربصين بها الذين يحلمون اليوم بعودة الوطن إلى ذلك الماضي المآساوي البغيض، فالوحدة وجدت لتبقى، وشعبنا اليمني برجاله ونساؤه وشيبه وشبابه لن يسمح لأي كان المساس بها وبالثوابت الوطنية الأخرى، وسوف يتصدى لكل العابثين بأمن الوطن واستقراره وسلمه الاجتماعي، فهذا الشعب العظيم الذي قضى على الإمامة وانتصر على الاستعمار وأنهى التشطير إلى الأبد وجاء بالديمقراطية لتحل محل الشمولية، لن يرضى أبداً بإعادة عجلة الزمن إلى الوراء مهما كان الثمن. ولأولئك الناعقين بالخراب والخارجين عن النظام والقانون والذين يعيثون فساداً في بعض مناطق المحافظات الجنوبية ويمارسون النهب والقتل والتخريب أن يعلموا بأن للصبر حدوداً، وعليهم أن يدركوا جيداً بأنهم إذا ما تمادوا في أعمالهم هذه فإن الدولة ستضطر للعمل بما يمليه عليها واجبها في حماية الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي وردع كل العابثين والمستهترين والمخربين. وفي الأخير، أتقدم بالتهاني القلبية والتبريكات لكل أبناء شعبنا الأبي على امتداد خارطة الوطن اليمني الواحد وإلى كل فرد وصف وضابط في قواتنا المسلحة والأمن الباسلة المرابطين في الوديان والجبال والسهول بالعيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة، متمنياً لوطننا المزيد من البناء والتطور والازدهار تحت راية الوحدة المباركة.. وكل عام والجميع بخير.