قال نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي: إن مستقبل الأمة العربية يتوقف إلى حد كبير على قدرتها على الاستفادة القصوى من النتائج المذهلة للثورة العلمية والتقنية التي تمثل ظاهرة أكثر حضورا في حياتنا المعاصرة. وأشار نائب رئيس الجمهورية لدى حضوره اليوم بصنعاء افتتاح أعمال الدورة العادية الرابعة عشرة لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات إلى أن البشرية حققت طفرات واسعة في العقود الأخيرة في مجال التقدم التكنولوجي والمعرفي مما ساعد على تغيير وإعادة تغيير كثير من مظاهر الحياة على سطح الأرض شمل هذا التغيير البلدان المتقدمة وبلدان العالم الثالث على السواء. وقال: إننا ننظر باهتمام إلى جهود التنسيق التي يضطلع بها مجلسكم الموقر بهدف خلق حالة أرقى من التعاون الوثيق بين الدول العربية في إنشاء وتطوير وتحسين بنية الاتصالات وتقنية المعلومات في الوطن العربي وهو ما يتطلب وضع استراتيجية عربية لتطوير هذا القطاع الذي يمثل وجها أخر للتطور الحضاري والمعبر عن حالة النهوض المنتظرة للوضع العربي الحاضر والمستقبلي. وأكد أن تبادل الخبرات بين دول الجامعة العربية سيفضي مستقبلا إلى تنمية حقيقية للاتصالات وتكامل بين أجزائها في الوطن وخلق مجتمع الاتصالات وثقافة المعرفة التكنولوجية الحديثة التي لا يمكن تصور العالم الراهن بدونها. واستعرض نائب رئيس الجمهورية مراحل التطور التي مر بها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن، والتي بدأت بتطوير وتحديث البناء المؤسسي والتشريعي والهيكلي. وقال: وبسبب هذه الإصلاحات تحقق نموا كبيرا في هذا القطاع ويعود الفضل فيه إلى صواب السياسات التي اعتمدت أولا وثانيا إلى الكوادر والقيادات التي أشرفت على تنفيذه هذه السياسات بكل إخلاص وتفاني، وهو الأمر الذي نتج عنه تطور ملموس كما ونوعاً في حجم الخطوط العاملة الثابت منها والسيار ومضاعفة أعداد المشتركين في الخدمات ومنها خدمات الإنترنت، وازدياد عدد الكوادر العاملة في هذا القطاع. وعبر عبدربه منصور هادي عن أمله في التقدم خطوة أخرى في المستقبل اعتماداً على قدرات الكوادر اليمنية من جهة وبالتعاون العربي المشترك من ناحية أخرى، مبيناً أن الخطط المستقبلية لليمن في هذا المجال تتضمن الشروع فورا في إصلاح وغربلة قانون الاتصالات الجديد، وتفعيل دور الأجهزة المشرفة على هذا القطاع الحيوي مع الاستمرار في تأهيل الكوادر القيادية على مختلف المستويات وفق خطط وطنية تحقق قدرا من التطور في مجال الاتصالات والمعلومات وإدخال الخدمات الجديدة إلى كل مؤسسات ومرافق الدولة، فضلا عن جعل هذه الخدمة متاحة للقطاعات غير الحكومية. وقال: إن الاجتماع في العاصمة صنعاء يحمل في طياته أبعادا جميلة ودلالات عميقة على الصعيدين الوطني والعربي؛ لأنه ينعقد تحت مظلة أهم المنظمات القومية العربية التي تنعقد عليها آمال العرب في تحقيق التكامل العربي وصولا إلى إعلان الاتحاد العربي المنشود بعون الله وتوفيقه والذي كان لليمن فضل تقديم مشروعه الأول إلى القادة العرب في القمة العربية في ليبيا في مارس الماضي. وأضاف نائب رئيس الجمهورية قائلاً: إن هذا الاجتماع ينعقد على أرض اليمن أصل العروبة ومنبعها ومهد الحضارة والتاريخ العريق، وبين أهلكم الذين تمكنوا من استعادة وحدتهم الجغرافية والتاريخية في ال 22 من مايو المجيد بهمة الرجال الأوفياء وتحت قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. واعتبر أن أي نجاح في أي قطر عربي يعد نجاحا للعرب جميعا ومن ضمنها اليمن وثمار ذلك النجاح يعود بالنفع العام للجميع، متمنياً لمجلس وزراء العرب للاتصالات وتقنية المعلومات التوفيق والنجاح والسداد في سبيل خدمة المجتمعات العربية وتنمية شعوبها وتسهيل الفرص أمامها للاستفادة من ثروة هذا العصر وبما يحد من حجم الفجوة القائمة بينها وبين غيرها من الشعوب الأخرى. وكان نائب رئيس الجمهورية قد رحب في مستهل كلمته بالمشاركين في اجتماع مجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب، ونقل إليهم تحيات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومباركته لعقد هذا الاجتماع، متمنياً لهم طيب الإقامة والخروج بالنتائج الطيبة التي تعود بالخير الكبير على المجتمع العربي، وبما يحقق الغايات المأمولة من هذا الاجتماع. من جانبه أشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال حسين الجبري رئيس الدورة الحالية إلى أن اجتماع الدورة 29 للمكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات والدورة الرابعة عشر لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات والاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية للمنظمة العربي لتكنولوجيا الاتصالات، تمثل حلقة إضافية في إطار العديد من الاجتماعات والحلقات المنتظمة والمتواصلة التي التزم بها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات. معتبرا الاجتماعات تعبيرا لحقيقة التعاون العربي المستمر في مختلف المجالات المؤثرة في حياة المجتمع العربي الكبير. وأكد أهمية تفعيل التعاون العربي المشترك لتنفيذ مشروعات البنية التحتية للاتصالات والمعلومات في ضوء أسس ومضامين مشروع الاستراتيجية العربية لتقنية المعلومات، والتي تؤكد على ضرورة الإسراع في تنفيذ الشبكة العربية الموحدة وتحديث شبكة الربط الإقليمي العربي. داعيا إلى أهمية السير بقوة نحو تطوير البيئة المناسبة والمحفزة لتعزز المنافسة والاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات البريدية وسن المزيد من الأنظمة والتشريعات والسياسات العامة التي تساعد على مزيد من الانفتاح والتحرر لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبما يؤكد الشراكة القوية بين القطاعين العام والخاص باعتبارها ركيزة أساسية للنجاح في بناء مجتمع المعلومات والاقتصاد المعرفي وإحداث نقلة نوعية في مجال توطين التكنولوجيا. ولفت وزير الاتصالات والمعلومات إلى الأهمية التي يكتسبها اجتماعات المجلس في وقت باتت فيه تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تمثل العامل الأكثر تأثيرا على المجتمع والتنمية البشرية والاقتصادية والثقافية نتيجة التطور المتسارع في شتى مجالات الحياة. وقال: أصبحت الاتصالات اليوم تمثل العمود الفقري لتلك المجالات في معظم بلدان العالم كالأمن والتعليم والصحة والصناعة والزراعة والغذاء وغيرها من المجالات المصيرية في حياتنا وفي خدمة مجتمعاتنا. واستعرض وزير الاتصالات الإنجازات المتحققة في مجال الاتصالات منها السعي لاستكمال وتوسعة شبكة الألياف الضوئية الإقليمية بين كل من اليمن والسعودية وعمان وجيبوتي وربط نقاط تبادل الإنترنت على الصعيد الدولي عبر شبكات الألياف الضوئية البحرية. مبينا أن من أولويات الحكومة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات هو البدء بتطبيق مشروع إعادة هيكلة الوزارة وإصدار قانون جديد للاتصالات لمواكبة التطورات التقنية والسياسات المستجدة في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الخاصة في ظل تنامي حدة المنافسة ودخول شركات جديدة إلى سوق الاتصالات الوطنية، إلى جانب السعي لتهيئة المناخ لمشاركة الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في تنمية وتوطين صناعة التكنولوجيا من خلال تنفيذ التشريعات والسياسات المحفزة لتنمية هذه الصناعة وتحفيز الشراكة بين الحكومة وشركات القطاع الخاص. وأكد الجبري أن قطاع البريد في اليمن شهد تطورا ملحوظا في كافة المجالات المتعلقة بتقديم الخدمات المالية والبريدية وأصبح البريد اليمني يمتلك أكبر شبكة معلومات في الجمهورية تقدم من خلالها أكثر من 25 خدمة عبر أكثر من300 مكتب بريدي في عموم محافظات الجمهورية. لافتا إلى دور المركز اليمني للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية التابع للوزارة بتقديم الخدمات الاستشارية للهيئات الوطنية والإقليمية من خلال استقبال البيانات الفضائية لتقنيات الاستشعار وعمل التحاليل الأولية وتصنيفها وأرشفتها. وأشاد المهندس كمال الجبري بدور مكتب التنمية بالإتحاد الدولي للاتصالات والمكتب الإقليمي العربي للإتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصالات والمعلومات وجهودهم ودعمهم المتواصل لليمن في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة العربية السعودية المهندس محمد جميل الملا أشاد بجهود اليمن واستضافته لفعاليات اجتماعات الدورة الرابعة عشر لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات والدورة الثامنة والعشرين لمكتبه التنفيذي. وأكد بأن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أصبح يلعب دوراً رائداً في قيادة القطاعات الأخرى في عمليات التنمية، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي بتقنياته المتطورة وآلياته الحديثة والخدمات البريدية المتطورة يفرض على الجميع العديد من المهام والمسئوليات الجديدة التي تتطلب بذل الكثير من العمل والمتابعة لتحقيقها. واستعرض جهود مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات ومكتبه التنفيذي والأمانة الفنية في متابعة تنفيذ الاستراتيجيات والمشروعات وعمليات استيراد التقنيات وتوطينها وتفعيل التعاون التكنولوجي وتحرير الأسواق وتطوير وصناعة المحتوى الرقمي والخدمات البريدية وتحديث البنى التحتية إلى جانب بناء القدرات. لافتاً إلى جهود المجلس ومكتبه التنفيذي على المستوى الإقليمي والدولي في متابعة أعمال التنسيق وتوحيد المواقف في المؤتمرات والمنتديات والمحافل الدولية من أجل تحقيق مكاسب تخدم مصالح الدول العربية في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات والخدمات البريدية، وكذا تفعيل التعاون الإقليمي والدولي مع المجموعات الإقليمية الأخرى والمنظمات العاملة في هذا المجال وبما يسهم في رأب الفجوة الرقمية بين الدول العربية والدول المتقدمة وبين الدول العربية مع بعضها والمضي قدما نحو الاندماج في مجتمع المعلومات الجامع. بدوره اعتبر المشرف على إدارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية جميلة يوسف مطر حجم ومستوى المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات دليلا على دعم الدول العربية لوحدة الشعب اليمني العريق ومساندتها لمسيرة نهضته التي لن تكتمل إلا بالاندماج الكامل للمجتمع اليمني بكافة مكوناته. وأشادت بجهود اليمن في الإعداد الجيد لأعمال الاجتماع، والتي ستنعكس إيجابيا على نتائج ومخرجات الدورة الرابعة عشر لمجلس وزراء العرب للاتصالات المعلومات. من جهته أشار مدير عام أوجيرو بالجمهورية اللبنانية ممثل وزير الاتصالات وتقنية المعلومات اللبناني رئيس الدورة السابقة الدكتور عبد المنعم يوسف إلى أن جلسات أعمال هذه الدورة ستناقش مواضيع عديدة تم التطرق إليها في اجتماع المكتب التنفيذي الذي عقد يوم أمس. متمنياً التوفيق والنجاح لأعمال الدورة الرابعة عشر لاجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات وتقنية المعلومات.