فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في أفغانستان، حيث بدأ الناخبون الإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية تجري في البلاد منذ سقوط نظام طالبان نهاية عام 2001. وقبل ساعات من بدء التصويت هز انفجار قوي وسط العاصمة كابل . ومن المنتظر أن يتوجه نحو عشرة ملايين ونصف مليون ناخب أفغاني إلى صناديق الاقتراع لاختيار 249 نائبا في مجلس النواب، موزعين حسب الكثافة السكانية على 34 ولاية في ظل إجراءات أمنية مشددة . وتسعى الحكومة الأفغانية ومعها المجتمع الدولي إلى إنجاح هذه الانتخابات من أجل تدعيم الاستقرار في البلد الذي لا يزال يعيش على إيقاع العنف . ويفترض أن تعلن نتائج الانتخابات التشريعية في 31 أكتوبر/تشرين الأول القادم . وقبل ساعات من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع هز انفجار قوي وسط العاصمة كابل . وقال متحدث باسم قوة المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) إن الانفجار نجم عن قذيفة سقطت في محيط مقر إيساف. ولم ترد بعد أي تقارير عن وقوع إصابات جراء الانفجار . كما أعلنت الشرطة الأفغانية أن ست قذائف أطلقت على ضواحي مدينة جلال آباد جنوب شرق العاصمة كابل . يأتي ذلك بعد يوم من خطف حركة طالبان 19 شخصا منخرطين في عملية تنظيم الانتخابات . وأعلن عبد الرحمن رئيس اللجنة الانتخابية المحلية في ولاية بدغيس شمال غرب البلاد أن 18 رجلا خطفوا في منطقة موقور . كما قتل عدد من الأشخاص خلال الأيام الماضية أثناء الحملات الانتخابية في مناطق متفرقة من البلاد . وعشية فتح مكاتب الاقتراع أبوابها، دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الأفغان بمن فيهم عناصر طالبان، للتوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت لمرشحيهم . وقال كرزاي خلال مؤتمر صحفي في كابل إنه في ظل الظروف الحالية يمكن توقع حصول مخالفات ومشاكل وادعاءات، "ولذلك فمن المهم أن يخرج الشعب الأفغاني ويصوت ويثق بصوته ". وأضاف أن "الانتخابات ستحمل مزيدا من الاستقرار في البلاد"، داعيا "عناصر طالبان الذين هم أبناء هذا البلد إلى المشاركة أيضا في الانتخابات ". وجاءت دعوة كرزاي هذه رغم تهديد حركة طالبان بمهاجمة المقار الانتخابية، ودعوتها الناس إلى البقاء في بيوتهم . على مستوى المواقف الدولية، اعترف البيت الأبيض أمس الجمعة بأن الانتخابات الأفغانية تجري وسط أجواء من "القلق الشديد على الوضع الأمني"، إلا أنه أعرب في الوقت نفسه عن ثقته بأن هذه الانتخابات سوف "تتكلل بالنجاح ". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس "بالتأكيد، فإن طالبان -وهي أقلية عنيفة- ستقوم بما في وسعها لنسف هذه الانتخابات ". إلا أن غيبس أكد في المقابل أن الأفغان وضعوا "هيكلة" انتخابية قادرة على ضمان أن "تكلل الانتخابات بالنجاح"، مضيفا "أعتقد أن هذا ما سيحصل ". وفي بروكسل، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس الجمعة عن دعمها للأفغان الذين سيشاركون في الانتخابات "التي تشكل إشارة هامة وجلية إلى السيادة الأفغانية في أجواء أمنية بالغة الصعوبة ". وقالت آشتون في بيان صحفي "إن الاتحاد الأوروبي يعرف أن الانتخابات ستجري في أجواء أمنية بالغة الصعوبة ". وأضافت المسؤولة الأوروبية "إنني حريصة على توجيه رسالة دعم للشعب الأفغاني وللمرشحين والناخبين وكافة المسؤولين المعنيين لالتزامهم برسم مستقبل بلدهم ". وأعربت آشتون عن "الأسف" للعنف الذي تخلل الحملة الانتخابية وللضحايا الذي سقطوا .