بدأت في مدينة سرت الليبية ظهر اليوم الأحد أعمال القمة العربية الأفريقية بمشاركة فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعظم القادة العرب والافارقة. وستبحث القمة للمرة الثانية منذ أكثر من 30 عاما آفاق ومتطلبات التعاون الثنائي بين الطرفين. وتناقش القمة على مدى يوم واحد مشروع جدول الأعمال الذي يتضمن عددا من المشروعات منها مشروع استراتيجية الشراكة العربية الافريقية ومشروع خطة العمل العربي الافريقي المشترك للسنوات الست القادمة ( 2011 2016). كما تناقش القمة مشروع اعلان سرت الذي يتضمن موقف القادة العرب والأفارقة من القضايا الاقليمية والدولية التي تهم الجانبين. ومن المقرر ان تصدر القمة في ختام اعمالها قرارا يرحب باستضافة الكويت أعمال القمة العربية الافريقية الثالثة التي ستعقد في عام 2013. وقالت مصادر الجامعة العربية ان اعلان سرت سيتناول قضايا السلم والأمن والتنمية والتعاون في المجالات المختلفة بين الجانبين والكيفية التي تجعل البلدان العربية والافريقية في منأى عن التهديدات التي تشكلها الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل والأخطار الأخرى من أرهاب وجريمة منظمة في اشكالها المختلفة . ويستعرض الإعلان ايضا ما يتعين على هذه البلدان القيام به لمواجهة تحديات السلم والأمن والتصدي للمنازعات والاضطرابات التي تعاني منها عدد من دول المنطقتين وايجاد السبل الكفيلة لحلها وتسويتها. وفيما يتعلق باستراتيجية التعاون المشترك فانها تقوم على تبادل المنافع بين العالمين العربي والافريقي في مجالاته الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في حين تعطي خطة العمل المشترك للاعوام 2011/2015 الاولوية لقضية التجارة والاستثمار والزراعة والامن الغذائي بين المنطقتين العربية والافريقية ليشكلا المحورين الاساسيين في برنامج العمل الذي يضمن تنفيذ الاستراتيجية. بينما تنظر القمة في تقرير يتناول مسار التعاون العربي الافريقي منذ انعقاد القمة العربية الافريقية الاولى في القاهرة عام 1977 ا متضمنا التحديات التي واجهت مسار التعاون المشترك. وعلاوة على ذلك تنظر القمة في مقترح لتعزيز آليات التعاون بين الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي لتعزيز التعاون بين الجانبين . وجاءت هذه الوثائق حصيلة اجتماعات عديدة عقدتها خلال العام الجاري اللجنة التحضيرية للقمة التي تضم ثماني دول عربية وافريقية و اللجنة الوزارية الدائمة للتعاون العربي الافريقي التي تضم 24 دولة مناصفة من الجانبين . وفي بداية الجلسة الافتتاحية للقمة ألقى الرئيس المصري حسني مبارك رئيس القمة السابقة التي عقدت في القاهرةعام 1977م كلمة أكد فيها أنه آن الآوان لتفعيل الشراكة بين الدول العربية والافريقية وذلك تحت مظلة الاتحاد الافريقي والجامعة العربية تحقيقا لأولويات التعاون الافريقي العربي المشترك. وقال مبارك " إن مصر عازمة على بذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف انطلاقا من أنها كانت على الدوام جسرا بين العالم العربي وأفريقيا " . وأعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون العربي الافريقي على الساحة الدولية وتطويره ودعم آلياته ليصبح بحق شراكةأفريقية عربية فاعلة وفقا لاستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه. وأضاف الرئيس المصري :"أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال نموذجا حيا للتضامن العربي الأفريقي مبرزا وقوف إفريقيا إلى جانب المواقف والحقوق الفلسطينية والعربية. وتابع " إن تعزيز الشراكة الافريقية العربية هو طريقنا للتعامل مع قضايا السلم والأمن والتنمية ،وأنه يتعين أن نمضي معا يدا بيد لنضع الشراكة بين أفريقيا والعالم العربي على مسار جديد. وعقب ذلك سلم الرئيس المصري رئاسة القمة إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، بعد رئاسة مصر للقمة الأولى التي عقدت في القاهرة عام 1977 . ومن ثم ألقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رئيس القمة العربية الافريقية الثانية كلمة نوه فيها بجهود الرئيس المصري خلال رئاسته للقمة الأولى ، نافيا وجود أية قطيعة بين الجانبين العربي والافريقي خلال الفترة الطويلة بين القمتين الأولى والثانية. وأكد القذافي وجود أسس كثيرة لتفعيل التعاون بين الجانبين، مشيرا إلى إن الذي يربط بين الجانبين من الناحية السياسية والجغرافية أكثر من الذي يفرق بينهما . وشدد القذافى علي ضرورة التلاحم بين الدول العربية والإفريقية لموجهة التحديات التي يفرضها العصر سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو سياسية وغيرها .. مطالبا بضرورة الاتفاق على عقد قمة عربية إفريقية كل ثلاث سنوات . وحول الوضع في السودان أكد الزعيم الليبى أن ما يجري هناك هو عدوى شديدة في كل إفريقيا. وقال في هذا الصدد :"ان انفصال جنوب السودان إذا تم بأنه سيحدث شرخا وسيكون له تداعيات خطيرة علي العرب والأفارقة وأهمها تغيير الخريطة الجغرافية للقارة ونقض للمبدأ الذي اتفقت عليه الدول الإفريقية باحترام الحدود الموروثة من الاستعمار"، مشيرا إلى أن ثلثي العرب تقريبا أفارقة . وأضاف الزعيم الليبي :" أنه سيحي نعرات الانفصال والعرقيات في الدول الإفريقية وسيكون بداية تصدع الخريطة الإفريقية"، معربا عن أمله في ألا يتحقق انفصال الجنوب عن السودان . وتعهد القذافى بأنه أثناء رئاسته لهذه الدورة سيبذل كل الجهود لتحقيق التعاون العربي الإفريقي.. معربا عن أمله في أن يتم خلق فضاء عربي إفريقي تحت الشمس .