قدم الزعيم الليبي معمر القذافي اعتذارا لما اسماه "ممارسات الرق المخجلة التي اقدم عليها الاثرياء العرب بحق الافارقة" ، داعيا الدول العربية والافريقية الى عقد قمة عربية افريقية كل ثلاث سنوات لترسيخ الروابط . وتطرق الزعيم الليبي خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الافريقية في سرت الى اسباب عدم انعقاد القمة العربية الافريقية منذ عام 1977 قائلا: "ان عدم انعقاد القمة لا يعني وجود قطيعة بين الجانبيين "، مشيرا الى ان هناك فاعليات متعددة على كل الاصعدة بين الجانبيين لتقوية الروابط وهناك امال مشتركة واتفاقيات وزيارات ومشاركات في نشاطات مختلفة. وأضاف: "ان الذي يربط العرب بالافارقة من الناحية الجغرافية اكثر مما ربط بين الكتل في المحيط الهادي والاطلسي بين الكتل الدولية الاخري ، قائلا: "ان هذه الدول تغلبت على هذه المسافات فنحن مضطرين لنلتحم مع بعضنا". وقال: "لا توجد دولة وطنية قادرة على الحياة بمفردها بسبب التحديات سواء اقتصادية او دينية او بيئية او صحية فلا يوجد دولة قادرة على الحياة منفصلة". وحول الاسباب التي اعاقت انعقاد القمة العربية الافريقية منذ عام 1977 قال القذافي: "احب ان اتطرق الي لماذا لم نعقد قمة منذ 77 حتى الان بينما هناك قمم افريقية مع اوروبا وامريكاالجنوبية وهناك قمم اقليمية مع الكتل الاخري وقمم عربية مع دول اخري اسيوية واوروبية". واضاف: "ان هناك شىء في النفس واريد ان اتشجع واقف امامه وهذا اجتماع تارخي للقادة العرب والافارقة " ، قائلا: "اني ادين واعتذر للسلوك الذي سلكة العرب وخاصة الاغنياء منهم تجاه الافارقة لقد مارس الاغنياء العرب ممارسة مخجلة تجاه اخوانهم في افريقيا حيث سرقوا الاطفال وجلبوهم الى الجزيرة العربية وشمال افريقيا واستعبدوهم وباعوهم ومارسوا الرق وتجارة البشر بشكل مشين نحن نخجل امام اخواننا الافارقة عندما نذكر ذلك". وتابع: "ان هذه الممارسات لا تختلف عن ما قام به الغرب من امريكا واوروبا اللذين عاملوا الافريقيين على انهم حيوانات واصطادوهم ثم استعبدوهم واستعمروا بلادهم واستغلوهم حتى هذا اليوم ، فنحن نقدم الاعتذار عن اي ممارسات ضد الاخوة الافارقة". واشار القذافي الى ان بعض الكتاب الافارقة تطرقوا خلال الفترة الاخيرة الى هذه الممارسات واشاروا الى هذه القضية قائلا: " لذلك نجد انه من الضروري ان نقدم اعتذارنا عن هذه الممارسات وان نعترف بها ونضعها في حجمها". واضاف: "طالما نحن الافارقة غفرنا للغرب ما مارسه ضدنا من عبودية واستعباد وقتل واستنزاف لثرواتنا، يجب ان نسقط هذه الممارسات من ذاكرتنا مثلما اسقطناها من علاقتنا بالامريكيين والاوروبيين التي اصبحت علاقتنا بهم الان تصل في بعض الاوقات الى درجة الولاء للذين استعبدونا في الماضي". وحول الوضع في السودان، وصف القذافي ما يحدث من دعوات انفصال الجنوب عن الشمال ب"المرض" والعدوى الشديدة في كل افريقيا. واشار الى ان ما يحدث في السودان عبارة عن عدوى في افريقيا يجب ان ننبه اليها ، واصفا انفصال الجنوب في حال حدوثه بانه حدث خطير سيكون له تداعيات. واضاف القذافي "ما يحدث ستكون لها تداعيات فستكون السودان نموذج مشجع لتصدعات اخرى في دول افريقية اخرى"، مؤكدا حدوث تصدع في الخريطة الافريقية في حال انفصال الجنوب . والمح القذافي الى دور اسرائيلي وراء مايجري في جنوب السودان، واستنكر سقوط 1000 قتيل في الانتخابات الكينية. وقال: "من الان فصاعدا سابذل جهدا كبيرا لخلق فضاء عربي افريقي". واضاف "الجانب العربي غني عنده البترول والغاز وافريقيا عندها الخامات واعتقد انه من الان فصاعدا العامل المشترك بينهم هو الاستثمار".
واختتم القذافي كلمته بالقول ان تعزيز الروابط العربية الافريقية سوف يكون من مصلحة ابنائنا واحفادنا اسوة بابناء اوروبا ، مضيفا "سأشجع الرأسمالية العربية على الاستثمار في افريقيا".