أكد الأستاذ/ علي محمد الآنسي - مدير مكتب رئاسة الجمهورية أن ال 30 من نوفمبر يعتبر من الأيام الخالدة في حياة الشعب اليمني الذي سطر أروع صفحات البطولة والتضحيات من أجل الحرية والاستقلال والتخلص من أنظمة القهر والاستبداد. وقال في تصريح لصحيفة الوحدة بمناسبة العيد ال 34 للاستقلال المجيد أن خروج آخر جندي بريطاني مستعمر من مدينة عدن الباسلة في مثل هذا اليوم المجيد كان بمثابة تتويج لنضالات وتضحيات الشعب اليمني الحر الذي خاض أكبر الملاحم النضالية في تاريخ حركات التحرر الوطني في العالم العربي ضد طغيان الإمامة وجبروت المستعمر في آن واحد واستطاع اقتلاع أعتى الأنظمة الاستبدادية والاستعمارية في ظل ظروف سياسية واقليمية بالغة التعقيد ، فضلاً عن تكالب أعداء اليمن في ذلك الحين ضد الثورة اليمنية الخالدة. وأضاف: لقد أثبت الشعب اليمني الحر الثائر آنذاك أنه ليس هناك مستحيلات أمام إرادة الشعوب وتطلعاتها نحو الحياة الكريمة وبذا فقد انتصرت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر لأنها كانت ثورة إنسانية استهدفت الانتصار للإنسان وللوطن اليمني بعد قرون من الاستبداد والاستعباد والفقر والجهل والمرض وحملت مشروعاً نهضوياً لكل أبناء اليمن ، كما أنها كانت الدافعة لأحلام اليمنيين الشرفاء في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ولمّ شمل الأسرة اليمنية الواحدة والخروج من نفق التشطير المظلم الذي كان يعتبر من أكبر العوائق أمام هذا المشروع النهضوي الشامل. وأشار إلى أن إعادة الوحدة اليمنية كانت هي الهدف الأسمى والأعظم الذي تغنت به أدبيات الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر لأنه دون تحقيق هذا الهدف يستحيل أن يحلق شعبنا العظيم في آفاق الحرية والعزة والبناء والتقدم. وأوضح الآنسي أن الوحدة المباركة كانت وستظل من أهم مداميك أمننا القومي على الإطلاق وعنوان نهضتنا وأهم شروط ومقومات قوتنا وعزتنا وهي التي نقلت ثقافة الإنسان اليمني نقلة حضارية نوعية بعيداً عن الانزواء المناطقي والطائفي وأوجدت الروح المتوثبة نحو آفاق متجددة من الانفتاح والتسامح والتعايش والبناء. وقال: إن هذه الذكرى المجيدة وهذا اليوم الأغر جاء كمحصلة طبيعية لعقود طويلة من التلاحم بين أبناء الوطن اليمني من أجل الخلاص من الإمامة في الشمال والاستعمار في الجنوب ، فالوطن اليمني موحد في الأصل أرضاً وإنسانا قبل أن يتوحد كنظام سياسي. وأضاف: وكما احتضنت مدينة عدن ثوار ومناضلي ثورة سبتمبر المجيدة، فقد احتضنت مدينة تعز وقعطبة ثوار ومناضلي ثورة 41 أكتوبر المباركة حتى تحقق لها النجاح وتمكن الشعب اليمني من إجلاء آخر جندي بريطاني ، ولم يعد هناك مكان في وطن الثاني والعشرين من مايو للأفكار الضالة والمريضة والأحلام الواهمة بإعادة عجلة التاريخ للوراء. واختتم تصريحه بالقول: أنه وفي ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - حفظه الله ، فقد ترجمت أهداف الثورة اليمنية الخالدة على أرض الواقع وفي مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ولم يعد هناك من معارك سوى معركة التنمية والبناء ، ودعا الآنسي كافة القوى المجتمعية وأطياف العمل السياسي والحزبي والمدني إلى المساهمة في تحقيق وإنجاز معركة التنمية والبناء، وهو الوعد والالتزام المفروض على الجميع باعتبار أن الوطن بناءَهُ والحفاظ على أمنه واستقراره مسؤولية الجميع دون استثناء.