توجت حركتا فتح وحماس اليوم الاربعاء اتفاق المصالحة الذي وقعتاه يوم امس ، بحفل في القاهرة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل . ويأتي حفل التتويج بعد يوم واحد من توقيع الحركتين وبقية الفصائل الفلسطينية اتفاق المصالحة في القاهرة برعاية مصرية . وتكون الحركتان بهذا الاتفاق قد وضعتا نهاية لقطيعة سياسية دامت اكثر من اربعة اعوام، وحالة انقسام بينهما، شهد بسببهما الشعب الفلسطيني طيلة هذه الفترة المزيد من التصعيدات الاسرائيلية على الجانبين العسكري والاستيطاني . وفي كلمتهيما بالحفل اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عازمهما على طي "صفحة الانفسام السوداء" . وافتتح الرئيس عباس الحفل الرسمي بكلمة اكد فيها ان "صفحة الانقسام طويت الى الابد"، متهما في الوقت نفسه اسرائيل "بالتذرع" بالمصالحة للتهرب من السلام. واعلن عباس رفضه التدخل الاسرائيلي في الشؤون الفلسطينية مؤكدا ان "حماس جزء من شعبنا" و"ليس من حق احد ان يقول لنا لماذا تفعلون هذا او ذاك". واضاف "أقول (لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو انت يجب ان تختار بين الاستيطان والسلام". اما مشعل فقد اكد في كلمته تمسكه بالهدف الوطني الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة الغربية وقطاع غزة، عاصمتها القدس الشريف ودون تنازل عن شبر واحد او عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وقال مشعل ان حركته ستعمل على تحقيق هذا الهدف ، مضيفا ن حركته مستعدة "لدفع اي ثمن من اجل المصالحة"، مؤكدا ان "معركتنا الوحيدة مع اسرائيل". وتعد هذه المرة الاولى التي تعلن فيها حركة حماس بوضوح لا لبس فيه قبولها باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما تعد هذه المرة الاولى التي يلتقي فيها عباس ومشعل منذ الاقتتال بين حركتيهما في قطاع غزة في العام 2007، والذي انتهى بسيطرة حماس بالقوة على القطاع. وقبيل الحفل ولقاء الاثنين طرأت خلافات في اللحظات الاخيرة حول الترتيبات البروتوكولية للاحتفال تسببت في تأخير افتتاح الحفل حوالي ساعة وربع عن موعده المحدد اصلا في الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، بحسب مصادر فلسطينية. وافادت المصادر ان خلافات نشبت صباح الاربعاء بسبب رفض فتح جلوس مشعل على المنصة الى جوار عباس باعتبار ان رئيس المكتب السياسي لحماس لا يشغل اي منصب رسمي كما رفضت فتح في البدء ان يلقي مشعل كلمة، لكن الامر سوي. واضافت المصادر انه عند بدء الاحتفال رسميا، جلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال الى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي بينما جلس مشعل في الصف الاول للقاعة الى جوار الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقبل لقاء عباس ومشعل هذا تحديدا في الاسبوع الماضي كن رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي صرح ان على عباس الاختيار بين "المصالحة مع حماس وبين السلام" معتبرا ان هذا الاتفاق يغلق الباب امام عملية السلام. ويقضي الاتفاق بتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى ادارة الشؤون الداخلية الفلسطينية وباجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني بعد عام من اعلانه. وينص الاتفاق على تشكيل قيادة موحدة من رئيس واعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة اضافة الى الامناء العامين للفصائل الفلسطينية من اجل التشاور حول القضايا السياسية، مع ان الملفات السياسية وخصوصا عملية السلام تبقى من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية.