ارتفع عدد ضحايا تصادم ثلاثة قطارات للركاب في إقليم السند جنوبي باكستان فجر اليوم إلى نحو 150 قتيلا وأكثر من 170 جريحا إصابة معظمهم خطيرة، في حين ما زال المئات محاصرين تحت الأنقاض وداخل عربات القطارات المنكوبة. وبينما أعلن وزير السكك الحديدية الباكستاني إسحاق خان خاكواني انتشال جميع جثث القتلى والمصابين من مكان الحادث ونقلهم إلى المستشفيات، قال شهود عيان وناجون من الكارثة إن فرق الإنقاذ ما زالت تنتشل الضحايا من تحت الحطام بعد مرور أكثر من 12 ساعة على وقوع الحادث. ويقود الجيش الباكستاني عمليات الإنقاذ حيث تم إرسال مروحيات لنقل المصابين، كما يقوم عمال الإنقاذ بقطع حطام الحديد الذي تداخل لاستخراج الضحايا والناجين. وقد هرع الرئيس الباكستاني برويز مشرف على الفور لزيارة موقع الحادث وقدم تعازيه لأسر الضحايا وأمر بإجراء تحقيق فوري، وتوعد بمعاقبة المسؤولين عن الحادث إذا ثبت إهمالهم. ووقعت الكارثة عندما صدم قطار قطارا آخر يقف في محطة غوتكي الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق كراتشي عاصمة إقليم السند، ثم جاء قطار ثالث واصطدم بالعربات التي خرجت عن القضبان، ما زاد من عدد القتلى والجرحى. وقال قائد شرطة غوتكي إن ما لا يقل عن 19 عربة خرجت عن القضبان حينما صدم قطار "كراتشي إكسبرس" القادم من مدينة لاهور الشرقية قطار "كويتا إكسبرس" المتوقف لإصلاح عطل قرب محطة غوتكي، ثم اصطدم قطار ثالث تابع لشركة "تيز غم" قادم من العاصمة الباكستانية إسلام آباد بالعربات الخارجة عن القضبان. وصرح مسؤول رفيع في السكك الحديدية الباكستانية أن خطأ بشريا وراء الحادث. ووفق المعلومات الأولية فإن مشكلة في إشارات المرور أدت إلى تصادم القطارات، فقد أضيئت إشارة خضراء لقطار "كويتا إكسبرس" الذي دخل المحطة لإصلاح عطل فني، لكن سائق قطار "كراتشي إكسبرس" أساء فهمها. وقال المسؤول المحلي في مصلحة السكك الحديدية جنيد قريشي إن "سائق كراتشي إكسبرس اعتقد أن الإشارة تسمح له بالمرور وقام بالاصطدام بقطار كويتا إكسبرس من الخلف". ويعد تصادم قطارات اليوم الأسوأ في باكستان منذ نحو 15 عاما، فقد قتل نحو 400 شخص في تصادم قطارين عام 1989 بمنطقة سانغي القريبة من غوتكي. كما خلف تصادم قطارين عام 1990 في إقليم السند أيضا 307 قتلى ومئات الجرحى. ولقي أيضا 100 شخص مصرعهم في تصادم قطارين في منطقة غوتكي في يونيو/حزيران 1991. كما قتل 136 شخصا في تصادم قطارين بإقليم البنجاب شرقي باكستان عام 1997.