صدر العدد الثالث عشر من فصلية "غيمان" الأدبية التي تعنى بالكتابة الجديدة. وقد كرست "غيمان" أغلب موضوعات العدد للشباب وعلاقته بالثقافة، كما ضم محتوياته موادا متنوعة من الدراسات والنصوص والمتابعات الثقافية. وكان العدد قد تأخر صدوره عدة أشهر لأسباب فنية ومصاعب مالية عانت منهما المجلة التي تصدر بمبادرات ذاتية للقائمين عليها. وعن ثقافة الشباب، أكد شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح: "أن ثقافة الشباب ثقافة ثورية معادية للتحجر والجمود، وحاملة في أعماقها -بصورة مباشرة وغير مباشرة- الرد المناسب على مراحل التخلف التي عانت منها هذه البلاد، والتي حاولت عزل عقل الإنسان وروحه عن مصادر التجدد والإبداع، بما في ذلك عزلها عن الثقافة العربية القديمة وما حملته في ثناياها من عناصر قابلة للتجدد والحياة.". ويضيف المقالح في باب "أول الكلام" أن ثقافة الشباب تسعى -رغم عروبيتها ووحدويتها- إلى البحث عن مسار لخصوصية محلية لا تجعلها انعكاساً لثقافة الآخر، عربياً كان هذا الآخر أم غير عربي، وأن تكون إضافة لا محاكاة، وصوتاً مختلفاً لا تكراراً لما هو شائع وذائع من أساليب وأشكال. وتضمنت مختارات العدد مقالتين تاريخيتين من النصف الأول من القرن العشرين لرمزين فكريين لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وللكاتب الإسلامي سيد قطب، " يتجاوزان واقع المرحلة التي كُتبا فيها" حسب تقديم المجلة. أما باب "دراسات" فقد تضمن عدداً من الدراسات لنخبة من الكتاب والأكاديميين، إذ يكتب الدكتور على الحضرمي عن " الرؤية الصوفية وعناصر التجربة في المذهب الرومانسي"، ويكتب نبيل الجبزي عن " المتن الحكائي في المجموعة القصصية "عندما أكل الرصيف مؤخرة حذائه"، أما الباحثة السعودية نورة القحطاني فتستعرض التحليل النصي ل"ديباجة" الشاعر أمل دنقل. إضافة إلى دراسة عن براعة الاستهلال والخاتمة في المجموعة القصصية "الوردة المتوحشة" للأديب خالد الرويشان، ودراسة لصباح الإرياني بعنوان " قراءة سردية في رواية عرق الآلهة للروائي حبيب سروري" وفي أفق النص الشعري نطالع قصائد جديدة للشعراء: على جعفر العلاق، عبد الودود سيف، محمد عبدالسلام منصور، محمد على شمس الدين، عبدالكريم الرازحي، فضل خلف جبر، هزاع مقبل، ميسون الإرياني، صادق الطريحي، مطيع دماج، توفيق القباطي، عبدالقادر صبري، يحيى الحمادي، سارة رشاد، ووليد مانع. وجاء ملف العدد محملاً بآراء عدد من المفكرين والكتاب حول اهتمام شباب اليوم بالثقافة وبالهم الثقافي. ويتضمن العدد نصوصاً سردية بعناوين: "لماذا زرعنا الحديقة؟" لهمدان دماج، "شكوى" لزيد الفقيه، "شهوة مدينة" لمنصور السروري، "حفلتنا المتواضعة" لنجلاء البهلولي، "صراع البقاء" لمحمد الصلاحي، وقصص قصيرة للقاص حامد الفقيه. وجاء ديوان العدد محملاً بقصائد للشاعر الشاب "أحمد الطرس العرامي" عبر مجموعة منتخبة تجسد حداثة القصيدة في اليمن ومواكبتها للأجد في الكتابة الشعرية. وبعد أن نطالع في باب "أما بعد" رسالة من عزيزة أحمد في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، والتي تشهد على نبض وحيوية شباب ذلك الجيل، وتفاعله مع ما يحدث من حوله، نطالع عدداً من المتابعات الثقافية، منها عرض موجز لديوان "زهر الخرائب" للشاعر الطبيب عبدالكريم قاسم دماج، كما يكتب الدكتور حاتم الصكر عن النوذج الورقي للدكتاتور. وتختم "غيمان" عددها ب"آخر الكلام" بتساؤل لعلي المقري عن ما الذي يحدث الآن. وقد استضافت المجلة في هذا العدد الفنان أمين الغابري عبر مجموعة من الصور التي تزين بها غلافها. والجدير بالذكر أن المجلة يشرف عليها الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح ويرأس تحريرها القاص والشاعر الدكتور همدان دماج وتضم هيئة التحرير الدكتور حاتم الصكر والدكتور علي الحضرمي والاستاذ محمد عبد السلام منصور، وجمال جبران.