قالت رئيسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بينسودا، إن تدمير الأضرحة الإسلامية في مدينة تمبكتو الأثرية في مالي "جريمة حرب".وقالت إن مرتكبي التدمير سيقدمون للعدالة. وكان إسلاميون من مؤيدي جماعة "أنصار الدين"، إحدى المجموعات المسلحة التي تسيطر على شمال مالي، قد دمروا أضرحة أولياء مسلمين في مدينة تمبكتو، وذلك في أعقاب اعتبار منظمة اليونيسكو أن هذه المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي باتت معرضة للخطر. ووصفت حكومة مالي ما يقوم به الإسلاميون بأنه "عنف مدمر يرقى إلى جرائم الحرب"، ودعت الحكومة الأحد الأممالمتحدة إلى التحرك لحماية تمبكتو وتراثها. وكان المغرب قد عبر عن قلقه الشديد إزاء ما يحدث في تمبكتو، ودعا الدول الإسلامية، ودول العالم إلى "تدخل عاجل"، لحماية المواقع الأثرية الغنية في مالي، التي تعد جزءا من التراث الإسلامي والإنساني، بعد تدمير عدة أضرحة لأولياء مسلمين في مدينة تمبكتو الواقعة شمال مالي. اليونسكو وأفاد موقع اليونيسكو على الإنترنت أن تمبكتو تضم "16 مقبرة وضريحا، تعد من المكونات الأساسية للنظام الديني، حيث إنها، بحسب المعتقدات الشعبية، كانت حصنا يحمي المدينة من كل المخاطر". وقد لقبت المدينة التي أسستها قبائل من الطوارق في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين "بمدينة الأولياء ال333"، وكانت مركزا ثقافيا إسلاميا، ومدينة تجارية مزدهرة تعبرها القوافل التجارية. وأعربت اليونيسكو السبت عن أسفها للتدمير "المأساوي" لأضرحة تمبكتو بأيدي الإسلاميين المسلحين الذين يسيطرون على شمال مالي، وذلك بعد يومين من إدراجها على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي المعرض للخطر. ودعت اليساندرا كامينز رئيسة اليونيسكو، في بيان نقلته وكالات الأنباء، "كل المشاركين في النزاع في تمبكتو إلى تحمل مسؤولياتهم، لما فيه مصلحة الأجيال المقبلة، بهدف الحفاظ على تراث الماضي". ودعت كامينز أيضا كل أعضاء لجنة التراث العالمي في اليونيسكو، المجتمعين في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا، إلى الانضمام إليها "للتعبير عن حزنهم وقلقهم حيال المحافظة على هذا الموقع المهم من التراث العالمي".