توفى الداعية الاسلامى أحمد ديدات اليوم في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا عن عمر يناهز 87 عاما بعد صراع مرير مع مرض عضال ألم به منذ عام 1996 ليلاقي ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والتضحيات والدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف وحملات التشويه التي يتعرض لها منطلقا من المعلومة الدقيقة والأسلوب العلمي في البحث. لمع فجأة أسم الشيخ أحمد حسين ديدات العلاّمة الإسلامي الكبير الذي ولد بالهند عام 1918 وهاجر في عام 1927 و هو صبي صغير مع والده إلى جمهورية جنوب إفريقيا واستطاع بقدرته البيانية واطلاعه الواسع أن يهز المنابر ويبهر المجامع مدافعا عن قضايا المسلمين و استقر المقام بأسرة “ ديدات " في مدينة ديربان بجمهورية جنوب إفريقيا حيث الديانة السائدة هي المسيحية و اللغة الرسمية السائدة هي الإنجليزية و السياسة الرسمية هي التفرقة العنصرية التي انقشعت مظالمها من الدنيا بأسرها ما عدا دولة جنوب إفريقيا في ذلك الحين والدولة الصهيونية العنصرية على أرض فلسطين حيث انسلخت جنوب إفريقيا من نظام التمييز العنصري عام 1994 وانفردت تل أبيب بجدارة بلقب الدولة العنصرية الوحيدة في عالم اليوم. و في مطلع شبابه عمل "أحمد ديدات" لدى دار نشر للكتب المسيحية و كانت هذه الدار ملحقة بمؤسسة للتبشير بالدين المسيحي يمتلكها مليونير أمريكي يدعى "وليامز" وقف ملايينه من الدولارات للنشاط التبشيري المسيحي في إفريقيا و قد أنشاء معهداً لتخريج المبشرين المسيحيين. و كان أولئك الدارسون من المبشرين الذين يجرى تعليمهم و تدريبهم بالمعهد يحاولون كل يوم ممارسة قدراتهم و تطبيق دروسهم النظرية مع ذلك الشاب المسلم الذي يعمل موظفاً بالمكتبة و دار النشر الملحقة بمعهدهم. و كان كل ما حوله يحفزه على البحث و الإطلاع فيما يتعلق بالدين و العقيدة و كرّس "أحمد ديدات" نفسه و تخصص في دراسة تشبع نهمه فيما يتعلق بمعرفة أسرار العقائد و الأديان فتوجه إلى دراسة مقارنة الأديان .. و كانت النتائج مذهلة. أسلوب جديد و فريد، أسلوب ذلك الداعية الإسلامي العلاّمة "أحمد ديدات" ليس لتفرد أسلوبه وجديته لكن طريقة تفكيره و منهج الدعوة إلى العقيدة المبني على العلم ودقة المعلومة. أهم مؤلفاته : ألف الشيخ احمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً, و طبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها و قام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم، ومن أهم مؤلفاته كتاب "العرب و أسرئيل – شقاق أم رفاق" وهو الكتاب الذي أثار ذعر اليهود في العالم لما يحتويه من حقائق تاريخية حولهم، مزودة بأدلة من القران الكريم و السنة النبوية السمحة كذلك يحتوي على المناظرة التي جرت بين الداعية الإسلامي احمد ديدات و "بول فندلي "عضو الكونجرس الأمريكي الذي كان له دور في إقناع الجماهير بوصفة واحدا من الأمريكيين الذين وقفوا إلى جانب إسرائيل و ساندوها منذ نشأتها بل كانت لهم اليد الطولى في زرعها في قلب الوطن العربي و ما زالوا يساندونها و يمدونها بكل ما تحتاج إليه. كما ألف الشيخ احمد ديدات كتاب "مناظرتان في ستوكهولم "وهو يؤرخ لمناظرة جرت بينه وبين كبير قساوسة السويد "باستر أستانلي شوبيرج" بمدينة ستوكهولم بالسويد في السابع و العشرين من أكتوبر عام ألف و تسعمائة وواحد وتسعين وكان موضوعها ( هل الإنجيل كلام الله ؟) وهي تمثل حدثا تاريخيا هاما جدا.