دعت قطر القوى العالمية إلى إعداد "خطة بديلة" بشأن سوريا في غضون أسابيع وفرض منطقة حظر جوي لتوفير ملاذ امن داخل البلاد إذا فشل المبعوث الدولي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي في إحراز تقدم في الأزمة. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إنه يعتقد أن دولا عربية وأوروبية ستكون مستعدة للمشاركة رغم إحجامها المعلن عن الالتزام بإرسال القوات اللازمة لمثل هذه المهمة. وتؤيد قطر والسعودية وتركيا المعارضين السوريين وأغلبهم من السنة بينما تدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي للأقلية الشيعية العلوية. وأوضحت القوى الغربية أنها تعارض التدخل المباشر ولن يجيز مجلس الأمن الدولي القيام بعمل رغم إرادة روسيا والصين. وقال الشيخ حمد أيضا متحدثا قبل ساعات من خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه بأمل أن تزيد واشنطن التركيز على سوريا بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى بعد ستة أسابيع. وأضاف في مقابلة مع قناة (سي.إن.إن) "أعتقد أنه يجب أن تكون لدينا خلال أسابيع خطة بديلة. ينبغي قبل كل شيء إقامة مناطق آمنة للناس. وهذا يتطلب منطقة حظر جوي. "وإذا أراد السوريون خرق هذا فهذا موضوع آخر. هذا ايضا يحتاج الى صاحب بأس يقول لهم: لا تفعلوا هذا لأنه غير مسموح به." واستخدم الأسد السلاح الجوي في ضرب مقاتلي المعارضة في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة. وأدت الغارات الجوية إلى لجوء عشرات الآلاف من السوريين إلى تركيا والأردن مما دفع تركيا إلى الدعوة لإقامة مناطق آمنة داخل سوريا. وقاومت قوى غربية الفكرة لكن الشيخ حمد أشار إلى أن بعض الدول قد تكون مستعدة لتخطي مجلس الأمن الدولي. وأضاف "كثير من الدول العربية ستشارك... وستشارك كذلك دول أوروبية... وآمل أن تنظر الحكومة الأمريكية بعد الانتخابات إلى هذه المسألة بطريقة مختلفة." ويقول نشطاء إن 27 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة السورية التي بدأت قبل 18 شهرا باحتجاجات سلمية تطالب بالاصلاح لكنها تحولت إلى تمرد مسلح ذي أبعاد طائفية قد تجر إلى الصراع قوى إقليمية. وقال الإبراهيمي يوم الاثنين إن الوضع في سوريا "سيء للغاية ويزداد سوءا" ويمثل خطرا على الشرق الأوسط والأمن العالمي. وأضاف أن لديه "بضع أفكار" وليس خطة كاملة لانهاء الصراع لكنه يتمنى انفراجا يتيح وضع حد للعنف "في المستقبل القريب". ونفى الشيخ حمد أن قطر تسلح المعارضين السوريين وقال إن بلاده إنما تقدم مساعدات إنسانية ومساعدات في النقل والامداد وأضاف أن حدوث مواجهة بين السنة والشيعة سيكون كارثة. وقال "هذا سيناريو خطير للغاية... أخشى إذا وقعت حرب أو تصعيد بين السنة والشيعة... فلن يفوز أحد فيها. ستحرق النار الجميع. يجب أن نتجنب هذا بكل السبل