قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الثلاثاء إن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي بخصوص سوريا سيزور دمشق قريبا في محاولة لإقناع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بوقف فوري لإطلاق النار في الصراع المندلع مع المعارضين منذ 18 شهرا. وكانت جهود بذلها كوفي عنان سلف الإبراهيمي بهدف التوصل لوقف لإطلاق النار قد انهارت في غضون أيام حيث لم تُبد دمشق ولا قوى المعارضة رغبة في الالتزام بأي شروط من أجل وقف فعال للقتال. وسيلتقي الإبراهيمي بالأسد بينما يستعر القتال في حلب أكبر مدينة سورية وتواصل القوات الحكومية هجماتها لطرد المقاتلين من معاقل اقليمية في أماكن أخرى مما زاد من امتداد الصراع إلى دول مجاورة خاصة تركيا ودفع بان إلى التحذير من خطر التصعيد. وقال بان في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند بعد أن عقد الإثنان اجتماعا في باريس "سيتوجه الإبراهيمي إلى المنطقة مجددا وسيزور عدة دول وبعدها سيزور سوريا." وذكر بان أن الإبراهيمي يهدف إلى وقف إراقة الدماء والتفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق يسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لسوريا التي تحولت حركة احتجاج سلمي فيها إلى تمرد مسلح ونزح أكثر من مليون شخص تاركين منازلهم. وقال بان "أولا وقبل كل شيء يجب أن يتوقف العنف في أسرع وقت ممكن." وذكر دبلوماسيون أن الإبراهيمي سيزور اولا السعودية وتركيا ومصر وكلها دول لها ثقل دبلوماسي في المنطقة لاجراء مشاورات قبل أن يتوجه إلى دمشق. واوضح احمد فوزي المتحدث باسم الابراهيمي في وقت لاحق ان جولة الابراهيمي في الدول المجاورة تعني انه لن يزور سوريا هذا الاسبوع. ورفض اعطاء تفاصيل عن مسار رحلة الابراهيمي لاسباب امنية. وكان الإبراهيمي قد التقى في سبتمبر أيلول الذي تولى فيه المنصب بالأسد في دمشق وزار مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن. وقال المبعوث الدولي بعدها إن لديه بضع أفكار وليس خطة كاملة بشأن نزع فتيل الصراع الذي قال إنه "سيء للغاية ويزداد سوءا." من جهة اخرى قال مقاتلون سوريون ونشطاء إن انفجارين هزا مجمعا أمنيا على أطراف العاصمة دمشق الليلة الماضية مما أسفر عن سقوط مئة بين قتيل وجريح. وأعلنت جبهة النصرة الإسلامية المتشددة في بيان على فيسبوك مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري على مجمع للمخابرات الجوية في ضاحية حرستا قائلة إنه كان يستخدم كمركز للتعذيب وقمع الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد. وقال أحد السكان في ضاحية حرستا حيث يوجد المجمع "هزات كبيرة حطمت النوافذ ودمرت واجهات المتاجر. وكأن قنبلة انفجرت داخل كل منزل في المنطقة." وذكر نشطاء يعيشون على مقربة أن التفجير أسفر عن سقوط مئة على الأقل بين قتيل وجريح من أفراد الأمن استنادا إلى عدد سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الحادث وشدة التفجيرات. ولم تصدر أرقام رسمية للقتلى أو الجرحى. وطوقت قوات الأمن المنطقة ونشرت قناصة بامتداد الطرق المؤدية لها. ونفذ مقاتلو المعارضة سلسلة من التفجيرات لمبان حكومية وعسكرية في دمشق خلال الأشهر القليلة الماضية ونقلوا الحرب إلى قلب قاعدة سلطة الأسد. وكان أبرز تلك التفجيرات هجوم استهدف مقر الأمن القومي أسفر عن مقتل آصف شوكت صهر الرئيس السوري ووزير الدفاع واثنين آخرين من كبار مسؤولي الأمن في يوليو تموز. وذكر سكان أن أحدث تفجير تزامن مع سلسلة من الهجمات شنها مقاتلو المعارضة على حواجز طرق تحرسها قوات الأسد على طريق سريع يبدأ من حرستا متجها شمالا وفي الأحياء السنية من دمشق. وقال نشطاء المعارضة ان الطائرات السورية قصفت مناطق قرب بلدة أم العصافير على أطراف دمشق كما قصفت المدفعية ضاحية عرطوز مما أسفر عن مقتل امرأة على الأقل. وقال سكان ونشطاء لرويترز إن الهجوم أحدث انفجارا ضخما وأعقبه تبادل لإطلاق النار. وأوضحت تغطية بالفيديو لنشطاء لم يتسن التأكد منها بشكل مستقل وقوع انفجار كبير. وقالت جبهة النصرة الإسلامية في البيان "تم اتخاذ القرار بضرب فرع المخابرات الجوية في حرستا الواقع على اتستراد حمص وهو فرع سيء السمعة إلى درجة مزرية وقلعة من الطغيان والمظالم التي لا يعلمها غير الله تعالى." ويقود المخابرات الجوية اللواء جميل حسن وتتشكل أساسا من أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. ولم ترد أنباء عما إذا كان حسن موجودا وقت الهجوم. ويقول نشطاء المعارضة إن مئات من معارضي الاسد سجنوا دون توجيه اتهامات لهم وتعرضوا للتعذيب في مجمع حرستا. واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان قوات المعارضة بتعذيب سجناء أثناء الانتفاضة. وقال المجلس الوطني السوري المعارض في بيان إنه قلق على مصير السجناء السياسيين في المجمع. وذكرت مصادر في المعارضة ان جبهة النصرة تتألف أساسا من سلفيين سوريين كانت تربطهم علاقات بأجهزة مخابرات قبل الانتفاضة وسمح لهم باستخدام سوريا كنقطة انطلاق ضد حكومة بغداد التي يقودها الشيعة وكانت مدعومة من الولاياتالمتحدة.