أعرب الرئيس العراقي الانتقالي جلال الطالباني عن أمله في أن تكون مسودة الدستور العراقي الجديد جاهزة بحلول يوم غد الأحد.. وقال الطالباني في مؤتمر صحفي ببغداد إن قضيتين رئيسيتين ما زالتا موضع نقاش هما مسألة الفيدرالية في الجنوب والعلاقة بين الدين والدولة، مشيرا إلى عدم وجود عقبات رئيسية أخرى. ونفى أن يكون هناك اتفاق لترحيل بعض النقاط الخلافية إلى ما بعد الانتخابات المقبلة المقررة منتصف ديسمبر/ كانون الأول القادم، وقال إن هناك اتفاقا على سن دستور بحلول المهلة المحددة بعد غد الاثنين بالتوافق بين جميع الأطراف. وقال العضو الشيعي في لجنة صياغة الدستور على الأديب للجزيرة إن تفاؤل الطالباني نابع من وجود رغبة لدى جميع الأطراف العراقية في إنجاز مسودة الدستور في المهلة المحددة، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا من حيث المبدأ على منح الحق لكل محافظة في أن تتحد مع محافظة أخرى أو أكثر لتكوين فيدرالية على غرار إقليم كردستان بعد إجراء استفتاء شعبي على ذلك. وكان العضو السني في لجنة كتابة الدستور صالح المطلق قد قال في وقت سابق إن القادة السياسيين اتفقوا الليلة الماضية على تقاسم العائدات النفطية بين محافظات البلاد على أساس عدد السكان في كل منها بإشراف الحكومة المركزية. وأوضح العضو الشيعي في اللجنة نديم الجابري أن نسبة 5% من عوائد النفط ستمنح للمحافظات التي تنتج النفط. يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان مصدر مقرب من اللجنة عن تسوية ثلاث نقاط أخرى من النقاط العالقة وهي اسم الدولة العراقية التي تم الاتفاق على تسميتها ب"جمهورية العراق الاتحادية"، وقوات البشمرغة الكردية التي أصبحت قوات تابعة لإقليم كردستان وليست جزءا من الجيش العراقي، وبرنامج زمني لتطبيع الوضع في كركوك في موعد أقصاه الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل. وفي هذا السياق هدد تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في بيان على موقع في الإنترنت بقتل أي أمام أو خطيب في العراق يدعو إلى المشاركة في كتابة الدستور أو الاستفتاء عليه. ويأتي استمرار الجدل بشأن الدستور في وقت تواصلت فيه الهجمات والتفجيرات في أنحاء متفرقة في العراق كان أعنفها هجوم بسيارة مفخخة استهدف دورية أميركية كانت تقوم بإبطال مفعول عبوة ناسفة على الطريق العام في منطقة الدورة جنوبي بغداد، مما أسفر عن مقتل عراقي وجرح آخر. ولم تعرف بعد خسائر الدورية الأميركية من جراء هذا الهجوم. كما قتل جندي عراقي برصاص مسلحين في المنطقة نفسها. وفي بغداد أيضا قتل مدني عراقي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا للقوات الأميركية في حي الحبيبية شرقي هذه المدينة وأسفر كذلك عن إحراق دبابة أميركية من نوع برادلي، كما أصيب خمسة جنود عراقيين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في حي الأورفلي المجاور. وفي هجوم آخر قتل ضابط شرطة في كمين نصبه مسلحون في أحد الأحياء الواقعة غربي بغداد. وفي سامراء شمال بغداد قتل ضابطان في الشرطة العراقية برصاص مسلحين، كما قتل أربعة مدنيين عراقيين في انفجار عبوة ناسفة على أحد الطرق العامة قرب هذه المدينة. وفي كركوك قتل عراقيان أحدهما ضابط شرطة عندما انفجرت عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة وسط هذه المدينة. كما عثرت الشرطة العراقية على جثة الطبيب التركماني رضا أمين مساعد مدير مستشفى كركوك العام الذي كان قد اختطف قبل يومين في المدينة. وفي تطور آخر أطلق مسلحون النار الليلة الماضية على مقر حزب الأمة العراقي الذي يتزعمه مثال الآلوسي دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات. وإلى الجنوب من بغداد قال الجيش الأميركي إنه اعتقل 219 مسلحا في عملية مع قوات الأمن العراقية بمحافظة بابل بدأت في أواخر يونيو/ حزيران الماضي. من جهة أخرى بدأت إيطاليا سحب أول دفعة من قواتها وقوامها 130 جنديا قبل شهر من الموعد المقرر في إطار خطتها لسحب 300 جندي، مشيرة إلى أن هذا القرار اتخذ لأسباب مالية تتعلق بالإمدادات والنقل وليس له أي دوافع سياسية. وكان هؤلاء الجنود قد أنهوا مهمتهم التي استغرقت قرابة أربعة أشهر في أوائل الشهر الجاري وقرر الجيش الإيطالي عدم استبدالهم بكتيبة أخرى. وتنشر إيطاليا نحو ثلاثة آلاف جندي في جنوب العراق تحت إمرة بريطانية يشكلون رابع أكبر وجود عسكري هناك بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية.