قال زعيما الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني إنهما سيتحالفان مع أي طرف يلبي مطالبهما الأساسية المتمثلة في ضم كركوك إلى إقليم كردستان وإقرار مبدأ الفدرالية وضمان بقاء قوات البشمرغة الكردية في ظل عراق ديمقراطي تعددي موحد. وأوضح الزعيمان في مؤتمر صحفي مشترك بمنتجع صلاح الدين بمحافظة أربيل أن قائمة التحالف الكردستاني شكلت غرفة عمليات في بغداد لإجراء مشاورات مع الأطراف العراقية. وقال طالباني "إن الأكراد لم يقدموا مطالب تعجيزية بل مطالب وافقت عليها أطراف المعارضة العراقية سابقا". وقال بارزاني إن المطالب الكردية تتلخص في جعل قانون إدارة الدولة أساسا للدستور ومعالجة قضية كركوك حسب المادة 58 الواردة في القانون وبقاء قوات البشمرغة الكردية وتوزيع عادل للثروات وإقرار مبدأ الفدرالية. وقد أثر اختلاف وجهات النظر بين الأكراد والشيعة على موعد انعقاد الجمعية الوطنية العراقية, ما أثار مخاوف بشأن احترام البرنامج السياسي الذي ينص على مهلة عشرة أشهر لوضع دستور والموافقة عليه في استفتاء وتنظيم انتخابات جديدة. وجاءت هذه التصريحات بعد فشل زعماء الائتلاف العراقي الموحد والأحزاب الكردية في التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة. وأبلغ زعيم حزب الدعوة إبراهيم الجعفري, قادة الأحزاب الكردية أثناء اجتماعاته معهم في أربيل والسليمانية استعداده للموافقة على تولي طالباني رئاسة الجمهورية, لكنه أكد عدم التزامه بتنفيذ مطلب توسيع الأراضي الكردية حتى حدود كركوك. ويحاول الجعفري الحصول على دعم المجموعة الكردية ليتمكن من تجاوز عتبة ثلثي الأعضاء لترشيحه لرئاسة الحكومة. يأتي هذا الإخفاق السياسي بينما قررت الحكومة العراقية المؤقتة تمديد العمل بقانون الطوارئ الشبيه بالأحكام العرفية لمدة 30 يوما قادمة من أجل إكمال عملياتها العسكرية المشتركة مع القوات الأميركية في تعقب الجماعات المسلحة شمال غرب العراق. وقالت الحكومة العراقية في بيان رسمي إن قانون الطوارئ الذي يسمح لها بفرض حظر للتجول وإغلاق المطارات والحدود ونصب نقاط تفتيش في أي منطقة سيستمر حتى 31 من هذا الشهر. ويأتي قرار التمديد إثر تعرض عدد من المدن العراقية لسلسلة هجمات أسفرت عن مقتل العشرات هذا الأسبوع. في سياق آخر قتل عراقي وأصيب 18 آخرون بجروح بينهم خمسة من الشرطة العراقية, عقب انفجار سيارة مفخخة استهدف مدير شرطة بعقوبة. كما قتل خمسة أشخاص في هجوم انتحاري نفذ بسيارتين مفخختين أمام أحد مداخل وزارة الداخلية وسط بغداد. وفي كركوك هوجم خط أنابيب الغاز الذي يغذي محطة توليد الكهرباء الرئيسية في العراق. وأسفر الانفجار عن توقف وحدتي توليد من أربع وحدات بمحطة كهرباء بيجي الواقعة شمال شرقي البلاد. وتزامن مع هذه التفجيرات الإعلان عن مقتل جنديين أميركيين الأربعاء في انفجار عبوة ناسفة وسط بغداد. كما قتل جندي أمريكي من فرقة مشاة البحرية (المارينز) الأربعاء في "مثلث الموت" قرب محافظة بابل جنوب بغداد. وأفادت إحصائية أجرتها أسوشيتدبرس أن عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في أبريل/ نيسان 2003 تجاوز 1500 قتيل.