مواضيع ذات صلة بغداد - باسل محمد: كشفت مصادر مطلعة ل"السياسة"، أمس، عن خطة أميركية تقضي بنشر مراقبين أميركيين في المناطق المتنازع عليها بين حكومة بغداد وإقليم كردستان، فيما فشلت جهود واشنطن لترتيب لقاء ثلاثي كان من المقرر أن يجمع بين الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارازاني. وتواجه المفاوضات التي يجريها القيادي البارز في "التحالف الكردستاني" برهم صالح مع مقربين من رئيس المالكي في بغداد، لتسوية الازمة العالقة والمتصاعدة بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان، حالة من تصادم الافكار والآراء بسبب اصرار كل طرف على مواقفه السابقة، واستمرار الحشود العسكرية لقوات الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في مناطق التماس في محافظة كركوك، وهو ما أكده النائب في التحالف مهدي حاج عيسى ل ̄"السياسة" قائلاً ان مفاوضات صالح مع مستشاري المالكي لم تفض الى اي تقدم مهم رغم عقد العديد من جولات الحوار. وأكدت مصادر ان بارزاني ارسل بقوات النخبة الكردية التي يقودها نجله منصور الى كركوك في خطوة قد تعني اظهار المزيد من التحدي لسلطة المالكي وتعزيز فكرة الدفاع عن "كردستانية" هذه المدينة الغنية بالنفط. الى ذلك، قالت النائبة في "ائتلاف دولة القانون" انتصار محمد علي ل ̄"السياسة" ان هناك خطين سياسيين في اقليم كردستان، خط متشدد يقوده بارزاني ويسعى الى نسف جهود التهدئة وتصعيد التحدي والتمرد على الحكومة المركزية، وخط آخر يمثله الرئيس طالباني وزعيم "حركة التغيير" الكردية، الرجل القوي في محافظة السليمانية نورشيروان مصطفى امين، وهذا الخط يؤيد التهدئة مع المالكي والحلول التي تتلائم مع الدستور العراقي، مضيفةً أن بارزاني يحاول عبر التصعيد والتحدي رفع شعبيته في الشارع الكردي ودعم فكرة الانفصال عن العراق وإقامة دولة كردية مستقلة. في سياق متصل، كشف مصدر كردي رفيع في "الاتحاد الوطني الكردستاني" ل ̄"السياسة" ان الديبلوماسيين الاميركيين وفي مقدمهم السفير روبرت بيكروفت فشلوا في ترتيب لقاء ثلاثي لجمع المالكي وبارزاني وطالباني. وقال ان الادارة الاميركية تشعر ان الازمة الحالية بين حكومة بغداد وحكومة اربيل مرشحة لمفاجئات قد تخرج عن السيطرة اذا تواصلت عملية ارسال التعزيزات العسكرية الى مناطق التماس بين الطرفين، ولذلك هناك تحركات لزيارة قريبة لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى العراق. واضاف المصدر ان اكثر ما تخشاه الحكومة الاميركية وقوع اشتباك مسلح بين الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية في كركوك بشكل مفاجئ، ما يشكل ضربة سياسية قوية للرئيس الاميركي باراك اوباما لأن الحزب الجمهوري المنافس كان يؤيد بقاء قوات اميركية في المناطق المتنازع عليها بين الاكراد والعرب الا ان اوباما رفض ذلك، وبالتالي وقوع هذه المواجهة العسكرية سيضغف الموقف السياسي للرئيس داخل الكونغرس الاميركي لأن الرئيس اخذ على عاتقه ضمان السلم بين بغداد واربيل بعد ان انجز الانسحاب العسكري الاميركي الكامل من العراق نهاية العام 2011. واشار المصدر الكردي الى ان مهمة بايدن في حال قدومه بصورة عاجلة الى العراق، ستكون من اجل نشر مراقبين اميركيين دائمين في جميع مناطق التماس بين الجيش العراقي وقوات البشمركة الى حين تسوية المشكلة السياسية وفق الدستور الذي يتضمن تنظيم استفتاء عام بشأن هوية المناطق المتنازع عليها بينها كركوك. من جهته، كشفت مصادر في "المجلس الاعلى الإسلامي" برئاسة عمار الحكيم ل ̄"السياسة" ان المرجع الديني الأعلى في مدينة النجف علي السيستاني، بعث برسالة قوية الى المالكي حذره فيها من اللجوء إلى طرح قضية الحرب القومية بين العرب والاكراد مرة ثانية. وقالت المصادر ان السيستاني يرى أن طرح المالكي لفكرة الحرب القومية قد يسهم في نقل الازمة بين السياسيين الى الشارع العربي والكردي، كما ان مثل هذا الخطاب قد يفتح الباب امام حرب اهلية في المناطق المتنازع عليها، مضيفة ان السيستاني ربما يتحرك باتجاه ترتيب لقاء ثلاثي بين المالكي وبارزاني وطالباني اذا اخفقت جهود بقية الاطراف في تحقيق هذا الهدف.