خاص/أشاد الكابتن عبدالخالق صالح القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية بتجربة الشراكة الاستثمارية القائمة بين اليمن والسعودية في شركة الخطوط اليمنية. وقال إن تجربة الشراكة بين حكومتي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية بالنسبة لشركة الخطوط الجوية اليمنية تعتبر من النماذج الناجحة للاستثمارات المشتركة فيما بين الدول العربية. وأوضح الكابتن عبدالخالق صالح القاضي في حديث خاص ل"26سبتمبرنت" أنه يجري حالياً استكمال دراسات لفتح وتشغيل خطوط رحلات جديدة ل "اليمنية"إلى الصين وتايلاند وكذا التوسع في بعض مناطق أفريقيا وتكثيف التشغيل لبعض الخطوط الحالية. مشيراً إلى وجود دراسات لتطوير أنشطة الخطوط الجوية اليمنية في مجال النقل الجوي وتكثيف شركة النقل الداخلي وتوسيع حركة الشحن الجوي‘إضافة إلى فتح مراكز تدريب تخصصية تابعة للشركة لغرض الإسهام في تقديم خدمات التدريب والتأهيل المتخصصة للشباب من غير موظفي الشركة.. وفيما يلي نص الحوار: * خطوط رحلات جديدة إلى الصين وتايلاند وبعض مناطق أفريقيا في الفترة المقبلة *تجربة الشراكة مع السعودية من النماذج الناجحة للاستثمارات بين الدول العربية * (اليمنية) شهدت نقلة نوعية على صعيد تحديث الأسطول وخدمات الصيانة والتدريب والعمل الإداري *نسعى لفتح مراكز تخصصية لتقديم خدمات التدريب والتأهيل للشباب من غير موظفي الشركة * بداية ماذا عن جهود التطوير والتحديث بالنسبة للأسطول الجوي لشركة الخطوط الجوية اليمنية ؟ والى أين وصلت في هذا الجانب ؟ ** الخطوط الجوية اليمنية تعمل وفق خطط محددة ومدروسة‘ ولما كان التطوير والتحديث في وسائل وأدوات العمل في هذه الشركة من أهم أهدافها فإن الشركة قد نحجت في السنوات الأخيرة في إحداث نقلة نوعية في أسطولها الجوي تمثل في عدة جوانب أساسية منها..أولاً ما يتصل بتحديث الأسطول ‘حيث تم استبدال كامل طائرات الشركة القديمة من بوينج 737,727 بطائرات حديثة ومتطورة من طراز 800- 737 .. كما تم توسيع الأسطول بإضافة طائرات جديدة ومتطورة جداً تمثلت في طائرتي الايرباص 200- 300A ذات القدرة الكبيرة في حمولة الركاب والبضائع وفي المدى والمسافات التي تقطعها بدون توقف . ثانياً : رافق هذا لتحديث والتطوير في الأسطول تحديثاً وتطويراً في الجوانب المرتبطة بالتشغيل مثل توفير قطع الغيار اللازمة لصيانة الطائرات وتدريب الطيارين والمهندسين الأرضيين على الطرازات الجديدة. ثالثاً : توفير المعدات الأرضية التي ستقوم بخدمة هذه الطائرات وخدمة جميع أنواع الطائرات التي تصل إلى مطارات الجمهورية اليمنية . رابعاً : رافق ذلك أيضاً تطوير في الأنظمة والمعدات وأساليب العمل في الإدارات الأخرى بالشركة حتى تتوافق مع التطور والتحديث الحاصل في الأسطول. تحديث الاسطول * عملت اليمنية في السنوات الأخيرة على إضافة عدد من الطائرات الجديدة العملاقة في أسطولها هل تعتزمون اقتناء المزيد من هذه الطائرات ؟ وما الطرازات التي تركزون عليها ؟ ** التوسع في الأسطول بالنسبة اليمنية ليس ترفاً ولا رغبة في الظهور بل يعتمد على دراسات اقتصادية مطولة ويرتبط أساساً باحتياجات السوق والشركة اعتمادا على ذلك ليس لديها حالياً قرارات جاهزة في شراء طائرات جديدة إلا أن هنالك دراسات متعلقة بتغطية بعض الجوانب الهامة في النقل الجوي في اليمن مثل تكثيف شركة النقل الداخلي وتوسيع حركة الشحن الجوي وهذان المجالان تحت الدراسة في الوقت الحالي . أما تحديد نوعية الطرازات فيعتمد على تلبية الطراز للاحتياجات المحددة والامتيازات التي تحصل عليها الشركة في حال الشراء ,والاختيار في العادة يحتاج إلى الكثير من الصبر والمفاوضات للحصول على أفضل العروض ، وما يهمنا هو تحقيق المصلحة الاقتصادية لهذه الشركة . مشروع ناجح * كانت شركة الخطوط الجوية اليمنية قد بدأت في تقديم خدمات الصيانة لطائرات شركات طيران أخرى ..ماذا عن هذا المشروع ؟ والى أي مدى تستعينون بالخبرات الأجنبية في هذا الجانب ؟ ** نجحت الخطوط الجوية اليمنية في مشروع تقديم خدمات الصيانة لطائرات شركات طيران مختلفة في المنطقة ، وقد اعتمدت الشركة سياسة التأني والخطوة خطوة في هذا التوجه نتيجة لحساسية مثل هذا العمل وحتى تكتسب اليمنية السمعة الجيدة في هذا المجال وعلى العموم المشروع ناجح ومستمر ولدينا حالياً طائرات أخرى قادمة - إن شاء الله - . تدريب تخصصي * وماذا عن جوانب التدريب والتأهيل بالنسبة للكوادر البشرية في الشركة ؟ ** يمكننا القول: أن ميزانية التدريب في الشركة تعتبر من أكثر ميزانيات التدريب التي تخصصها أية شركة في اليمن والتدريب في اليمنية جزء أساسي في كافة أنشطتها وهو في الغالب تدريب فني في صيانة وقيادة وخدمات الطائرات , وكذلك تدريب الكفاءات الإدارية والتجارية والمالية . والتدريب يشمل التدريب داخل الشركة في مراكزها التدريبية المختلفة وفي المراكز والمعاهد المتخصصة في اليمن.. وكذا في المعاهد والمراكز التدريبية في الخارج وهذه عملية مستمرة للتأهيل والتطوير وخلق الكفاءات الجديدة. ومن خطط الشركة القادمة فتح المراكز التدريبية المتخصصة التابعة للشركة لغير موظفي الشركة للإسهام في تقديم الخدمات المتخصصة للشباب اليمني. شراكة ناجحة * ما تقييمكم لتجربة الشراكة الاستثمارية القائمة بين اليمن والسعودية بالنسبة لشركة الخطوط الجوية اليمنية ؟ ** تجربة الشراكة بين حكومتي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية تعتبر من انجح الأمثلة على الاستثمارات المشتركة فيما بين الدول العربية بشكل عام أو ما بين اليمن والسعودية بشكل خاص. وهذه التجربة التي بدأت عام1978م ما زالت قائمة وناجحة إلى اليوم وبرعاية وحكمة قائد المسيرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية تجاوزت هذه الشراكة كل الأزمات التي مرت بها البلدين الشقيقين وهذا دليل على احترام الحكومة اليمنية للاستثمارات العربية في اليمن وإشارة ثقة للمستثمرين العرب وغيرهم الذين يرغبون في دخول السوق اليمنية . أسس اقتصادية * كان قد تردد في وقت سابق أن ثمة توجه لخصخصة شركتكم ؟ ماذا بشأن هذه المسألة ؟ ** نحن مع التوجه العام للدولة في خصخصة الهيئات والمؤسسات والشركات المملوكة للدولة بشكل عام وغير الناجح منها بشكل خاص على أن تتوجه الدولة لرعاية الجميع والمحافظة على سلامة تطبيق القوانين المنظمة للعمل الاقتصادي في الوطن ككل. أما ما يتعلق بوضع الخطوط الجوية اليمنية فقرار التخصيص عائد للسلطات العليا في الدولة‘ إلا أننا نرى أن الخطوط الجوية اليمنية تتوافر فيها عناصر العمل على الأساس الاقتصادي وهو الهدف من الخصخصة , فالخطوط الجوية اليمنية ليست ملكاً كاملاً للحكومة بل بين الحكومتين اليمنية والسعودية , والشراكة لا تخضع لقيود العمل الحكومي حيث أن قانونها الأساسي يمنحها ميزة العمل على أساس اقتصادي بحت , فللشركة جمعية عمومية تحدد السياسات العليا لها , وتتابع نتائج أعمالها ولها مجلس إدارة مكون من الشريكين يتولى إدارة أمور الشركة , وللشركة أنظمتها ولوائحها الخاصة التي تضمن سير العمل بها على أساس المنافسة والتحرك المستقبلي بما لا يخالف الأنظمة والقوانين العامة في البلد . وهذا التكوين هو الذي ضمن الشركة الديمومة والاستمرارية رغم الظروف التي مرت بها الشركات العالمية في العالم بشكل عام ومرت بها اليمنية داخلياً بشكل خاص ، وبالتالي فان الحديث عن المخصصة هنا هو في غير محله. صعوبة المنافسة * هل يمكن أن تشهد اليمن قيام شركات طيران خاصة في المستقبل القريب.؟ ** الخطوط الجوية اليمنية قامت منذ بداية نشأتها في عام1978 م بتغطية احتياجات اليمن في النقل الجوي دولياً وداخلياً وتحملت على مدى سنوات تكاليف خطوط داخلية خاسرة إسهاماً منها في تسهيل وتيسير انتقال أبناء الوطن داخل بلدهم ، لدى الشركة خطط طموحة للتوسع في التشغيل الداخلي والخارجي على حد سواء. وتشهد السوق اليمنية حركة دخول شركات عربية وعالمية جديدة تزيد من صعوبة المنافسة على اليمنية وتدفعها إلى بذل ا لمزيد من الجهد لرفع مستوى التشغيل ومستوى الخدمات المقدمة لجمهورها والسوق اليمنية اليوم لم تعد مغرية كثيراً لشركات أخرى للدخول فيها ، كما أن وضع سوق النقل الجوي في العالم يعاني من نفس المشكلة ، ولذا تلجأ شركات الطيران إلى الاندماج وتكوين الشركات الكبيرة القادرة علي البقاء وتتفق على تكوين تجمعات بشكل أو آخر تمنحها قوة إضافية للمنافسة. كما أن هنالك في منطقتنا بشكل خاص شركات جديدة مدعومة بقوة من حكوماتها تعمد إلى المنافسة بكل الطرق دون خوف من العواقب المالية. وفي ظل كل هذه التحديات فإننا لا نعتقد انه من الَمجدي اقتصادياً إنشاء شركات خاصة في السوق اليمنية في المستقبل القريب ويمكن لرأس المال أن يوجه إلى مجالات أخرى يكون الوطن في حاجة إلى الاستثمار فيها بما يعود بالنفع على أصحاب رأس المال وعلى الوطن ككل . خطوط جديدة * ماذا عن جديد خطط اليمنية المتصلة بتوسيع خطوط رحلاتها الخارجية .؟ ** بالنسبة للتوسع في شبكة الخطوط الجوية اليمنية ‘يجري حالياً استكمال دراسة خاصة بالتشغيل إلى الصين وتايلاند والتوسع في بعض مناطق أفريقيا، بالإضافة إلى تكثيف التشغيل لبعض الخطوط الحالية كما تم بالنسبة للقاهرة وسيتم الإعلان عن كل خطوة في الوقت المناسب.