سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رؤية علمية للدولة اليمنية الحديثة أمسية فكرية اليوم بصنعاء تدعو لنبذ الولاء للحاكم الفرد اتهمت الانظمة المتسلطة بالتسبب بكل الازمات والكوارث التي حصلت لليمن:
نظم مساء اليوم الثلاثاء بالعاصمة صنعاء منتدى منارات الفكري الثقافي أمسية فكرية بعنوان "رؤية علمية متطورة للدولة اليمنية الحديثة" في إطار سلسلة الأمسيات الفكرية والثقافية الأسبوعية التي يتبناها منتدى "منارات" بمشاركة عددا من الأكاديميين وقاده الرأي وممثلي المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية ووسائل الإعلام المختلفة والأمسية التي قدما ورقتها البحثية كلا من الأستاذة /انتصار العمري وفيصل الحرازي عضوا مجلس أمناء مركز "منارات" استعرضت ورقتي العمل في الأمسية الفكرية والثقافيةما ابتليت به اليمن من معضلات و ازمات من قبل البعض من أبنائها خلال العقود الماضية مسلطة الضوء على ابرز هذه المعضلات التي عادت على اليمن بالوبال والكوارث بالتضافر مع عوامل تاريخية مختلفة باختلاف المرحلة والمتمثلة بتنامي الولاء الفئوي والقبلي وتعاظم الولاء للحاكم الفرد على حساب الولاء الوطني وعلى حساب الولاء للدولة الحاكمة بشخصيتها المعنوية داعية الى نبذ الولاء للحاكم الفرد والولاء الفئوي والقبلي بكل اشكاله ومضامينه المتنوعة وأكدت ورقتي العمل على أن عامل التسلط كان ولازال أهم عامل من عوامل تدمير الإنسان اليمني فاليمن كما نعلم عاشت ثلاثة عقود من التخلف الاجتماعي بسبب ما عاناه من قهر وإذلال وسلب لحريته وكرامته: كما عمل المتسلط على إفقاد هذا الإنسان أمنه الاجتماعي والصحي والغذائي ولأن الإنسان في أي أرض كان ليستطيع أن يعيش بدون هذه الاحتياجات الإنسانية بحسب ورقتي العمل المقدمة للأمسية
وحملت ورقتي العمل المسئولية "المتسلط "بحرمان الإنسان اليمني من الاحتياجات لجعله أسيراً لاحتياجاته منشغلاً بها، وقالت:ولا نقصد هنا بالمتسلط الحاكم فقط فقد مارس التسلط كل من له نفوذ أو سلطة دون سلطة الحاكم، فالوزير مارس التسلط والقائد مارس التسلط أيضاً وكذلك الشيخ حتى وصل داء التسلط إلى المدرس في مدرستة، وقد يكون التسلط داخل القيادات الحزبية التي تقوم مثلاً بقمع قواعدها الحزبية "فكرياً وأدبياً" وقد يكون التسلط أيضاً ناتج عن رواسب الثقافة الأبوية المتخلفة بتسلط رب الأسرة على أسرته. كما تناولت الأمسية نتائج تجذر ثقافة المتسلط من قهر وقمع واستلاب للحقوق الخ..وانها المسئولة التي أوصلت الفرد داخل المجتمع إلى الشعور بعقدة النقص والدونية، كما سببت له إحساساً مريراً بالعار، ونتيجة لعدم قدرته على تحمل هذا الإحساس الذي أصبح يلاحقه ويؤنب ضميره، ما كان منه إلا أن تقوقع وتمترس خلف جملة من المبررات والحجج الواهية التي يحاول بها أن يقنع نفسه حتى يشعر بالرضي الزائف والراحة الكاذبة ليستر بها عجزه ويشعر بالرضى عن نفسه ونتيجة للعجز الذي أصاب فئات المثقفين للأخذ بيد المجتمع وإنقاذه من التخلف الذي يلاحقه، فقد أدى ذلك إلى استمرار التخلف الثقافي الذي كان مؤداه إلى تخلف المجتمع في مختلف مناحي ومستويات الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية. كما ناقشت الأمسية هدف الثورة الذي بدأ بإسقاط المنظومة فانحرف الهدف إلى المطالبة بإسقاط رأس المنظومة، وكان ذلك نتيجة عدم قدرة الثوار على تشخيص المنظومة المطلوب إسقاطها تشخيصاً حقيقياً . كما حملت ورقتي العمل المقدمة بالأمسية الثقافية الزعامات التي لا تعلي مظالم الإنسان بقدر ما تعتلي على مظالمه عامل من عوامل تدمير الإنسان وخلصت ورقتي العمل إلى القول: وما نريد التأكيد عليه هو أنه إذا استمر الحال باستمرار زعامات تقليدية كانت وستظل جزءً من مشكلة مجتمع كمجتمعنا (مع التحفظ على كلمة مجتمع)، فإن ذلك سيؤدي بالطبع إلى انفجار الوضع داخل البلد بشكل عشوائي الأمر الذي يفرض علينا أمام هذا الواقع إعادة حساباتنا من جديد وتشخيص المرض الحقيقي "العدو" فالعدو أي النظام الفاسد كالمرض الخبيث إذا لم يتم تشخيصه بدقة يظل علاجه غامضاً وغير معروف كما يفرض علينا ذلك ضرورة المبادرة إلى التغيير عن قناعة والسير بسرعة لتحقيق الدولة المدنية الحديثة التي ننشدها اليوم جميعا وتأسيس مداميك الحكم الرشيد