لا أدري لماذا تذكرت وأنا أتابع الآن ذلك الصخب الذي يثار حالياً حول حادثة الأخ جمال عامر رئيس تحرير "الوسط" تلك الحوادث التي تعرض لها الأخوة المرحوم عمر الجاوي والشهيد حسن الحريبي والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبدالواسع سلام وحتى ما تعرض له الأخ مصطفى نعمان وكيل وزارة الخارجية الحالي قبل سنوات من حادث مروري في منطقة إب وصوَّر حينها بأنه كان مدبراً من السلطة لاستهداف حياته؟!. أما لماذا تذكرت ذلك وماهو الرابط بين كل تلك الحوادث السابقة وموضوع "عامر" رغم المدة الزمنية التي تفصل بينهما والتي تمتد لأكثر من 13 عاماً تقريباً.. حيث جرت تلك الحوادث الماضية ابتداء من أواخر عام 1992م وقبيل فتنة الردة والانفصال في صيف عام 1994م عندما كانت بوادر تلك الفتنة والأزمة السياسية التي افتعلتها بعض العناصر في الحزب الاشتراكي بايعاز وتحريض من قبل عناصر أخرى من مخلفات النظام الامامي البائد أوتلك التي ظلت الطائفية والمناطقية تعشعش في عقولها ونفوسها وهي العناصر التي ظلت تعتقد خطأ بأنه لن يكون لها اعتبار أو يلتفت إليها إلا إذا أثارت المشاكل ونفخت في كير "الفتن" ولهذا فانها التي لاتفوت أي فرصة أو مناسبة أو حادثة إلا واستغلتها في الاساءة للوطن وتشويه صورته وسمعته وخاصة لدى الجهات الخارجية ومثل هذه العناصر معروفة ولا حاجة للكشف عن أسمائها أو أدوارها، فلقد كان بعض هؤلاء أعضاء في لجنة الحوار وساهموا في صياغة وثيقة الردة والانفصال التي ظلوا وما يزالون يروجون لها من أجل تحقيق أهدافهم الخفية والمكشوفة بهدف الاضرار بالوطن وتمزيقه.. وكما تعاملت هذه العناصر حينها مع تلك الحوادث المدبرة بإلقاء التهم جزافاً وتحميل - دون أي تردد- مسؤولية تلك الحوادث ومرتكبيها على جهات وشخصيات بعينها في الدولة ومنها رئاسة الجمهورية أو الفرقة أولى مدرع أو اللواء الثامن صاعقة وغيرها بهدف الاساءة والتشويه المقصود .. مع أن الحقائق قد كشفت بعد ذلك وبصورة جلية من هم الذين ارتكبوا تلك الحوادث ومن هي الجهات التي كانت تقف وراءهم وما هي دوافعها وأهدافها؟!. فها هي نفس تلك العناصر وذات الوجوه التي "تتحلق" حول أي رائحة كريهة لايذاء الوطن تسعى اليوم لاستغلال موضوع الحادث الذي يدعي جمال عامر بأنه تعرض له لتحقيق أهدافها السيئة ومقاصدها الشريرة . وحتى قبل أن تتكشف الحقائق أو تقول جهات التحقيق كلمتها. وبعض هؤلاء معروفين بأنهم من الجلساء الأقربين "لعامر" نفسه! فلماذا إذا هذا الاستعجال لدى هؤلاء في استباق الأحداث ؟ ولماذا الإصرار على إلقاء التهم جزافاً ومحاولة الزج بأسماء أو جهات بعينها وتحميلها مسؤولية ما حدث ان كان قد حدث فعلاً؟.. مع أن الواجب يقتضي التريث قليلاً لمعرفة الحقيقة كما هي؟ وهل فعلاً رواية "عامر" عن الحادث الذي يقول بأنه تعرض له رواية صحيحة وبأي نسبة من الصحة؟.. أم أن الأمر لايعدو أن يكون مجرد مسرحية مدبرة من شخص أو جهة ما لتحقيق أهداف ذاتية أو سياسية أو حزبية أو دعائية وغيرها؟!. وحتى مع افتراض صحة الرواية.. فهل ما ذكر من معلومات أو مزاعم عن اللوحة المرورية والسيارة التي قيل انها شاركت في الحادث او المسرحية أمرصحيح وغير مفبرك ام ان تلك عملية مقصودة من أجل إيصال إيحاءات معينة والقاء تهمة على جهة محددة للوصول الى تحقيق أهداف بعينها؟ ولماذا لاتكون الرواية الخاصة باللوحة المرورية مفبركة من أساسها لاسيما وأن مصدر الرواية حتى الآن هو (جمال عامر) ومع إفتراض ان الرقم المزعوم صحيحا؟ فما هي حقيقته؟ ولماذا لايكون رقما مزيفا أم مسروقا أو وجد وبطريقة ما بحوزة جهة أو شخص وأراد من خلاله تحقيق غاية معينه.. خاصة وأن المنطق يقول وكما قال بيان وزارة الداخلية بان من يرتكبون عادة مثل تلك الحوادث لايكشفون عن هوياتهم بسهولة الا إذا كانوا يريدون تحقيق هدف بعينه، ومثل هذه التساولات ينبغي على جهات التحقيق في وزارة الداخلية تقديم اجابات شافية عليها.. بدلا من هذا الشطط والتشنج الذي نراه ويستغله اولئك المتربصون بالوطن. فماذا لو كشفت نتائج التحقيقات غير ذلك ..كما ظهرت الحقائق فيما بعد الحوادث الماضية التي أشرنا اليها في بداية المقال. ألن يكون الخاسر الأكبر من كل ذلك هو الوطن الذي نشهد اليوم تكالبا محموما ضده من جهات داخلية وخارجية ولدوافع شتى وهو مايلفت الانتباه ويثير الشكوك والشبهات حيث وأن الهدف هو الاساءة وتشويه سمعة اليمن ونظامه الوطني وتجربته الديمقراطية التعددية ومسيرته التنموية والاضرار بمصالحه فضلا عن تنفير الاستثمارات من المجيء لليمن. وفي كل الأحوال فليس من أحد مع تجاوز الدستور والقانون أواللجوء لأي وسيلة غير مشروعة تعكر صفو السلم الاجتماعي العام وفي نفس الوقت فلا أحد أيضا مع التصرفات غير المسؤولة والنوايا المبيته للإساءة للوطن والتشهير به والإضرار بمصالحه عن طريق اللجوء للأكاذيب والدعايات المضللة والباطلة واستغلال مناخات الحرية والديمقراطية لا فيما يخدم الوطن ومصالحه ويثري الواقع الديمقراطي بالممارسة الناضجة والمسؤولة ولكن في الاتجاه الضار والمدمر للوطن وأهله . وحسبنا الله من هؤلاء الأشرار ونعم الوكيل. ** صحيفة الثورة: