تواصلت اليوم في دائرة التوجيه المعنوي بصنعاء فعاليات الندوة الفكرية "الحوار الوطني طريقنا لبناء اليمن الجديد" برعاية الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، والتي تنظمها صحيفة 26سبتمبر على مدى ثلاثة أيام بمشاركة نخبة من السياسيين والباحثين والأكاديميين.. وفي جلسة العمل الثالثة التي حضرها وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل ورأسها رئيس مركز منارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية الدكتور حمود العودي وناقشت ورقة العمل التي قدمها البروفسور سيف العسلي حول أبرز محددات نجاح الحوار الوطني ودور الإجماع الإقليمي والدولي.. مستعرضاً العوامل الاقتصادية التي مرت وتمر بها اليمن بشكل عام وتأثيرات المناخ والجفاف على الهجرة من الريف الى المدن وعودة الهجرة الخارجية وما سببته من أعباء اقتصادية على البنية التحتية للجمهورية اليمنية. واشار الى ضرورة التفرقة بين الوحدة كثابت جغرافي وسياسي واقتصادي واجتماعي والنظام المناسب لإدارتها.. مؤكداً ان النظام الذي اديرت به الوحدة بعد عام 1990م لم يكن مناسباً.. وبين البروفسور العسلي ان الاتفاق على الرؤية الإستراتيجية المستقبلية ضرورة لأي تقدم وتطور ولا يمكن الاستسلام للماضي باي شكل من الأشكال.. مشيراً الى ان هناك إجماع إقليمية ودولية حول الوحدة اليمنية تجسد ذلك الإجماع بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الامن الدولي. من جانبه أكد وزير الثقافة في مداخلته إلى أن الحوار الوطني الذي سيدشن في الثامن عشر من مارس الجاري يجب أن يقود اليمن الى دستور جديد يضمن تجنيب البلاد المواضيع التي كانت تشوش عمل الدولة وأولها قضية المرجعيات.. موضحاً أن إدارة الدولة في السابق كانت تقوم بأعمالها الى جانب الدستور على مرجعيات عدة توظف وفق حاجة السياسة اولاً واخيراً.. وأشار الى اهمية تلافي تلك الأخطاء في ظل قيام الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها ابناء اليمن كافة بحيث يتساوى الجميع أمام النظام والقانون ولا يسمح بتدخل أحد في شؤون الدولة.. وبحيث تكون الدولة هي الجهة الوحيدة التي تملك السلاح والقوة وتحافظ على النظام والقانون ولا تقبل باي اختراق لأعمالها ومهامها. وقال عوبل: ينبغي أن يكون العامل الأساسي في الحوار قائماً على الإيمان بالتغيير الإيجابي واحترام الآخر والمساواة والعدالة.. وجعل المصلحة الوطنية لليمن هي الأساس وفوق كل الاعتبارات ليتأكد بأن الدولة ليست غنيمة ومصدر للثراء. وأكد أن الوحدة اليمنية بريئة مما ارتكبه اؤلئك الذين أساءوا استخدام السلطة سابقاً سواء في الشمال أو الجنوب او في ظل دولة الوحدة. وتمحورت جلسة العمل الرابعة حول عنوان انجاح الحوار مسؤولية وطنية والتي رأستها الدكتورة خديجة الماوري تناول الاستاذ حسن زيد في ورقته قضية صعده كإحدى ابرز القضايا والاسباب التي أدت الى ظهورها على الساحة مقترحاً بان اهم مقومات حل قضية صعده تكمن في وجود الدولة الضامنة للحقوق والحريات والى مؤسسة عسكرية وأمنية محايدة تقف على مسافة واحدة من كافة الاطراف.. وأكد اهمية اعادة النظر في قضية صعدة كقضية عادلة يجب ان تحضى بما يليق بها وبما يضمن حل كافة اشكاليتها حاضراً ومستقبلاً. مؤكداً ضرورة ترشيد الخطاب الإعلامي ألاتهامي المؤجج للصراع في المحافظة وغيرها. ووجه الدكتور حمود العودي رئيس مركز منارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية نداءً الى الحراك الجنوبي السلمي طالباً منهم التقدم بمشروع بناء دولة يمنية حديثة بدستور جديد ونظام حكم جديد.. مؤكداً بأن مشروعهم سيجد الشعب اليمني وكل قواه السياسية في كل أرجاء الوطن يقف الى جانبه مثلما وقف ويقف اليوم مع كل حقوقهم ومطالبهم التي دشنوا بها الربيع العربي لكل المنطقة واليمن في المقام الأول. موضحاً في ورقته التي تناول فيها دور منظمات المجتمع المدني بين التنمية والحوار الوطني.. وان منظمات المجتمع المدني تعتبر نقطة التماس وشراكة بين قمة البناء السياسي وقاعدة البناء الاجتماعي. فيما أشارت الدكتورة شفيقة في ورقتها إلى أن المجال اليوم مواتياً لإعادة ترتيب القضايا الوطنية لصياغة رؤى وأحكام ضامنة لبلوغ استحقاقات النساء في إعادة التوازن الاجتماعي.