هاجم مفجرون انتحاريون ثكنة عسكرية ومنجما تديره مجموعة أريفا النووية الفرنسية في النيجر يوم الخميس مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا واصابة العشرات في هجمات أظهرت ان عنف المتطرفين ينتشر في غرب افريقيا. واعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا المتشددة المسؤولية عن الهجمات المنسقة التي وقعت فجرا على منجم لليورانيوم في أرليت وعلى ثكنة اجاديز العسكرية انتقاما من الهجوم الذي قادته فرنسا هذا العام ضد المتمردين الإسلاميين في مالي المجاورة. وتشير الهجمات إلى ان الجماعات المالية ما زالت رغم الحملة الفرنسية قادرة على شن هجمات كبيرة ضد اهداف مهمة في مناطق بالصحراء بعيدا عن قواعدها. وقال محمدو كاريدجو وزير الدفاع للاذاعة الحكومية إن 20 جنديا على الاقل قتلوا في اجاديز اكبر بلدة في شمال النيجر الصحراوي بينما اصيب 16 جنديا اخرين عندما هاجم مفجرون انتحاريون الثكنة. وقتل ثلاثة اسلاميين ايضا في الهجوم. وقالت مصادر عسكرية ومسؤولون ان قوات الامن استعادت السيطرة بعد معركة شرسة بالاسلحة النارية. وقال كاريدجو للاذاعة الحكومية "الموقف تحت السيطرة... القوات المسلحة تؤكد مجددا التزامها بالدفاع عن النيجر وشعبها مهما كان الثمن." وقال مسؤول عسكري كبير لرويترز إن وحدات من قوات مكافحة الارهاب تمكنت في وقت متأخر من مساء الخميس من "تحييد" مهاجم إسلامي تحصن داخل الثكنة في اجاديز وكان من المعتقد انه يحتجز بضعة جنود رهائن. واضاف قائلا "لا اعرف هل تم الامساك به حيا لكن فيما يبدو فانه لم يكن معه اي رهائن. كان يحاول ان يجعلنا نعتقد ذلك ليخدعنا." وفي أرليت التي تقع الى الشمال قال الوزير إن 14 مدنيا على الاقل أصيبوا وقتل اثنان من الاسلاميين في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على منجم سومير لليورانيوم الذي تتولى تشغيله شركة أريفا الفرنسية وهو اكبر منجم في البلاد. وقالت أريفا في وقت لاحق ان واحدا من موظفيها المصابين توفي بعد الهجوم. وقال مسؤولون بالنيجر ان الهجوم الحق اضرارا ببعض الوحدات في المنجم وهو حلقة مهمة في سلسلة امداد فرنسا بالكهرباء. وتورد النيجر نحو خمس اليورانيوم الذي تحتاجه المحطات النووية الفرنسية.
وهددت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بشن هجمات ضد المصالح الفرنسية في المنطقة بعد ان شنت باريس حملة جوية وبرية في يناير كانون الثاني أنهت سيطرة المتمردين الاسلاميين التي استمرت عشرة اشهر على ثلثي مالي في الشمال. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند ان فرنسا ستفعل كل ما في وسعها للدفاع عن مصالحها في النيجر. واضاف قائلا للصحفيين "لن نترك شيئا يمر مرور الكرام وسندعم سلطات النيجر لانهاء احتجاز الرهائن والقضاء على الجماعة التي شنت هذه الهجمات." وألغى الرئيس محمدو ايسوفو -الذي ظهر كحليف قوي لفرنساوالولاياتالمتحدة ضد الاسلاميين في المنطقة- زيارة إلى اثيوبيا لحضور قمة الاتحاد الافريقي. واعلن الرئيس الحداد لمدة 72 ساعة. وأرسلت الولاياتالمتحدة طائرات بدون طيار إلى النيجر ونشرت عسكريين هناك لتدريب القوات القادمة من بضع دول بغرب افريقيا قبل نشرها في مالي. ولعبت النيجر دورا كبيرا في القوة الافريقية في مالي حيث ارسلت 650 جنديا. وشن مهاجمون انتحاريون اسلاميون سلسلة من الهجمات في النيجر في الاشهر القليلة الماضية من بينها هجوم على ثكنة عسكرية في ميناكا . رويترز