استمع نواب هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل اليوم إلى إيضاحات من أعضاء اللجنة المصغرة بفريق العدالة الانتقالية حول الإشكاليات التي حصلت في اللجنة وأدت إلى رفع جلستي عمل اللجنة خلال يومين، وعدم استكمال اللجنة المصغرة لمهامها. واستعرضت نائب رئيس فريق العدالة الانتقالية الدكتورة طيبة بركات، وعدد من الأعضاء، الإشكاليات التي أعاقت عمل اللجنة المصغرة خلال جلستي أمس السبت واليوم، ومنها اعتراض البعض لتعدد ممثلي المكون الواحد، وبعض الجوانب الإجرائية في عمل اللجنة، فضلاً عن حساسية بعض المواد الواردة في تقرير الفريق والتي تعتبر محل الإشكال لدى بعض المكونات المنضوية في إطار الفريق. وأكد نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني سلطان العتواني أن التوافق هو الأساس في عمل الفريق. وقال :" يجب أن تتحاشوا خلق نوع من الحساسية ومن الانشقاقات في عملكم، وأن لا يتجاوز الخلاف إطار العقلانية، ويجب أن يخرج الفريق برؤية موحدة حول أهم قضية وهي قضية العدالة". وأضاف :" لا يوجد أي مبرر للخوض وتأخير عمل الفريق في دوامة الخلافات الصغيرة أو وجهات النظر المتباينة في قضية معينة، فالجميع يجب أن يعملوا في إتجاه تحقيق أهداف الفريق، وما تم الخلاف عليه بكل بساطة يرفع إلى لجنة التوفيق". وشدد على ضرورة احترام وجهات النظر واحترام الرأي والرأي الآخر بغية الوصول إلى مخارج حقيقية.. لافتاً إلى ضرورة استشعار أن الجميع يعملون لخدمة قضية واحدة تتمثل في الخروج بالوطن إلى بر الأمان. وقال :" لجنة التوفيق وبحكم مسؤوليتها عن تفسير النظام الداخلي أقرت بأن يكون تسمية هذا الفريق (العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية) وفي هذه الحالة أي طرف ممثل في لجنة التوفيق عليه أن يعترض في لجنة التوفيق". من جانبه أشار نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ياسين مكاوي إلى أن اللجنة المصغرة يجب أن تمثل بشخص واحد من كل مكون وفي حالة الحاجة إلى أي فرد في الفريق يتم استدعاؤه بالتوافق. وقال :"بالنسبة للمقترحات التي قدمت كلها إيجابية وهذا يدل على أن الكل يريد حلول، ويريد أن ينتهي هذا المؤتمر إلى حالة النجاح". وأكد مكاوي ضرورة التوافق وتقبل كل طرف للآخر، وتجاوز الأساليب التي كانت تمارس في الماضي والتي أدت إلى التناحر والخلاف . وأشار إلى أن اللجنة المصغرة ليست نهائية في عملها، فعندما يتم التوافق على التقرير في إطار اللجنة المصغرة يجب أن يعود إلى الفريق للتصويت عليه..لافتاً إلى أن الهدف من تشكيل اللجنة إيجاد الحلول وليس اتخاذ القرارات. وقال:" الرئاسة لن تتدخل في أعمالكم، وعليكم أنتم أن تبنوا هذا المجتمع من خلال مواقفكم التي تتوافقوا عليها، لا تلجأو إلى أساليب النزعات المقيتة التي كرهناها خلال الفترة الماضية". داعياً الجميع إلى ضرورة التوافق على أساس المبادئ التي انطلق منها مؤتمر الحوار الوطني الشامل في بدايته. بدوره أشار نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني صالح هبرة إلى ضرورة التعاون لإنجاح عمل الفريق. ولفت إلى أهمية تشخيص المشاكل لإيجاد الحلول الملائمة لها. واقترح هبره، أن يتم الجلوس غداً مع رئيس الفريق واللجنة المصغرة لحل هذه الإشكاليات، واتخاذ إجراءات تساعد اللجنة المصغرة والفريق لاستكمال المهام المناطة بهم. وفي الاجتماع الذي حضره محمد قحطان نيابة عن نائب رئيس مؤتمر الحوار عبدالوهاب الانسي، ونائب مقرر رئاسة مؤتمر الحوار الوطني نادية السقاف أكدت النائب الأول لأمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتورة أفراح الزوبة، ضرورة الاتفاق على إجراءات معينة في عمل الفريق واللجنة المصغرة .. مؤكدة أهمية عدم رفع الجلسات في حالة الخلاف إذا ما حدث في إطار النقاشات بين الأعضاء. وأوضحت أن اللجنة المصغرة فور استكمالها لمناقشة التقرير فإنه سيعرض على الفريق بشكل عام للتصويت عليه. وقالت :" أنا على يقين أن كل عضو حريص على إنجاح عمل الفريق، ويجب وضع محدد زمني تنتهوا في إطاره من مهامكم، خصوصاً وأن عدد من الفرق الأخرى انتهت وسلمت التقارير الخاصة بها". وكانت النائب الثاني لرئيس فريق العدالة الانتقالية علياء الشعبي، افتتحت الجلسة الخاصة بأعمال اللجنة المصغرة اليوم، وتم رفع الجلسة دون استكمال المناقشة بسبب بعض الإشكاليات التي حدثت أثناء النقاشات بين الأعضاء.