قال نشطاء وعمال إغاثة يوم الأربعاء إن الجيش السوري أغلق طرق التهريب القليلة الباقية المؤدية إلى ضواحي دمشق الشرقية المحاصرة ليزيد من التضييق على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة. وقال نشطاء داخل منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق إن المنطقة لم تدخلها إمدادات غذائية أو أي إمدادات أخرى منذ أيام. وأضافوا أن الجيش بدأ يشدد حصاره منذ أسبوع. ويخشى السكان أن تؤول الأحوال سريعا لما هي عليه في الضواحي غربي العاصمة حيث تفشى الجوع بدرجة قال أطباء إنها أدت الى حالات وفيات وأمراض نتيجة سوء التغذية. وأكد عمال إغاثة روايات النشطاء. وقال عامل إغاثة طلب عدم نشر اسمه "يبدو أن الحكومة تشدد قبضتها على هذه المناطق ويبدو أن شيئا ما يجري لكننا لا نستطيع تحديده." ويقول محللون إن قوات الرئيس بشار الأسد بدأت في الآونة الأخيرة في تكثيف جهودها لتجويع مقاتلي المعارضة بهدف إخراجهم من المناطق التي سيطروا عليها. ونجح الجيش النظامي خلال الأشهر القليلة الماضية في وقف تقدم المقاتلين حول دمشق لكنه عجز عن إخراجهم من كثير من المناطق التي دخلوها على مشارف العاصمة. وقال نشط عرف نفسه باسم نضال من خلال برنامج سكايب على الانترنت "تمكن الجيش الأسبوع الماضي من إغلاق آخر منفذ من دمشق كنا نستخدمه في جلب الطعام والدقيق. إذا لم نجد منفذا جديدا سنهلك." وقال النشطاء إن القتال على الطرق الواقعة خارج قرية المليحة التي تقدم فيها مقاتلو المعارضة في الأيام الأخيرة أغلق الطريق البديل الوحيد للغذاء والوقود. وقال ناشط بالمنطقة يدعى محمد "الوقود مثل الماء هنا. نحتاجه في كل شيء لأن النظام قطع عنا الكهرباء منذ عام. نحتاجه لسياراتنا ولتشغيل المعدات الزراعية." ومضى قائلا إن ملء خزان السيارة بالبنزين يتكلف الآن 13 ألف ليرة سورية (حوالي 74 دولارا) وهو ما يزيد عن ضعف تكلفته قبل أسبوعين. وقال إن أسعار الخبز زادت أيضا لما يقرب من المثلين إلى حوالي خمسة دولارات للكيس الواحد. وقال عمار الحسن وهو نشط في المنطقة متحدثا عبر سكايب "نحن نتحدث عن أناس بوسعهم الشراء. أما من لا يملكون شيئا فعددهم يزيد يوما بعد يوم." وتعاني جماعات الإغاثة للوصول إلى بعض المناطق في سوريا لإنها محاصرة إما من جانب الجيش أو المعارضة. والقتال في مناطق أخرى يجعل أيضا دخولها محفوفا بالمخاطر مما يترك المدنيين محاصرين داخلها دون كميات كافية من الغذاء أو المساعدات الطبية لأسابيع أحيانا. ويقول سكان في الغوطة الشرقية إنهم يخشون تكرار ما حدث في معضمية الشام غربي دمشق التي تعاني نقصا حادا في مخزونات الطعام منذ ما يقرب من عام. وقال عمال الإغاثة الذين تفاوضوا على وقف إطلاق النار لإخراج آلاف السكان من البلدة إن بعض سكانها لم يجدوا بديلا عن أكل أوراق الشجر والحشائش. بيروت رويترز